تم يوم الخميس بمقبرة البسباسة بالدهوارة بقالمة إعادة دفن رفات 20 شهيدا من المعركة التي شهدتها المنطقة يوم 6 مارس 1956 وسقط فيها 365 شهيد في يوم واحد عدد معتبر منهم أعدمهم الاستعمار الفرنسي حرقا. وتمت عملية إعادة دفن رفات أولئك الشهداء الأبرار تحت إشراف السلطات المحلية المدنية والعسكرية للولاية خلال مراسيم إحياء الذكرى ال58 لمعركة البسباسة التي تعرف بتسمية "أم المعارك" بأقصى الجهة الشرقية وذلك بحضور مجاهدين وأبناء شهداء وذوي الحقوق وجموع كبيرة من المواطنين وطلبة الجامعة وبراعم الكشافة الإسلامية. وكان هذا العدد من الرفات قد عثر عليه خلال أشغال حفر بمحيط مقبرة الشهداء بالبسباسة نهاية السنة الماضية عند انطلاق مشروع إعادة تهيئة هذه الأخيرة حسب المعلومات المقدمة بعين المكان من مسؤولين محليين بالبلدية مشيرين إلى أن العظام والجماجم البشرية التي عثر عليها كانت مدفونة بطريقة جماعية ما يوحي -حسبهم- بإمكانية وجود عدد آخر من الرفات ما يزال تحت التراب. وشكلت المناسبة فرصة لاستحضار التضحيات الجسام لكل فئات الشعب الجزائري من أجل انتزاعه للاستقلال والحرية وما قابلها من بطش استعماري من خلال سرد أحداث ووقائع هذه المعركة في الكلمة التي ألقاها بعين المكان الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد مسعود رقيق. وأشار المصدر نفسه إلى أن معركة البسباسة التي جرت وقائعها بين 5 و6 مارس 1956 وسقط فيها شهداء بعدد أيام السنة منهم 8 نساء و 8 صبيان و 4 أطفال صغار فداء للوطن تعتبر من أبشع المجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر. وذكر بأن أسباب تلك المعركة ترجع إلى تمكن 80 عسكريا من الجزائريين كانوا مجندين في صفوف الجيش الفرنسي ضمن كتيبة تقع بين سوق أهراس ومدينة خميسة الأثرية من الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني بالتنسيق مع مجاهدي المنطقة المدعمين بعشرين مسبلا. وقد تمكن المجاهدون -حسب السيد رقيق- من الاستيلاء على أسلحة وذخيرة حربية هامة بينها 5 مدافع هاون ومدفعي بازوكا و 100 بندقية حربية وحوالي 50 رشاشا من مختلف الأنواع وعدد هائل من المسدسات والذخائر إضافة إلى 12 مذياع استقبال وإرسال المحمل على الظهر و 6 أجهزة اتصال لاسلكي. وأضاف المصدر نفسه بأنه في صباح اليوم الموالي قام جيش الاحتلال الفرنسي بعملية تمشيط واسعة استعمل فيها 27 طائرة منها 15 طائرة مروحية وقام خلالها بقنبلة كل المشاتي التي لجأ إليها المجاهدون كما استغل رجوع الأهالي من سوق حمام النبائل ليجمعهم في مشتة البسباسة ويبيدهم بطريقة همجية. كما أشرفت السلطات الولائية بعين المكان على توزيع قرارات استفادة من رخص محلات لبيع المشروبات واستغلال مقاهي وسيارات الأجرة على مجموعة من المجاهدين وذوي الحقوق من المنطقة. وتم أيضا تدشين خزان مائي بسعة 50 مترا مكعبا و وضع حجرالأساس لقاعة العروض المتحفية ضمن عملية كبيرة لتهيئة مشتة البسباسة النائية التابعة إداريا لبلدية الدهوارة على نحو أكثر من 65 كلم بأقصى شرق قالمة على الحدود الإدارية مع ولاية سوق أهراس و التي تقطنها عشرات العائلات التي تعيش في مساكن متفرقة تفتقد لضروريات الحياة. وكانت السلطات المحلية المدنية والعسكرية رفقة أفراد المجاهدين وذوي الحقوق وجموع كبيرة من المواطنين قد توجهت نحو مقبرة البسباسة للترحم على أرواح الشهداء الزكية الطاهرة حيث تم رفع العلم وعزف النشيد الوطني و وضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكاتب على أرواح الشهداء.