جدد رئيس الاتحادية الجزائرية لرياضة المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، محمد حشفة، استعداده ورغبته في مواصلة الحوار البناء مع معارضيه في جو تسوده الثقة والاحترام وبطريقة تراعى فيها المصلحة العامة والعليا للعبة التي قطعت، لحد الآن، مشوارا طويلا وشاقا وتحتاج اليوم لتظافر جهود الجميع من أجل تحقيق الأهداف المرجوة في المستقبل. وبهذا الخصوص، اوضح رئيس الهيئة الفدرالية محمد حشفة: لم اغلق يوما الباب في وجه اي كان، لقد ابديت دوما رغبتي واستعدادي لسماع آراء وانشغالات الجميع بمن فيهم أولئك الذين أساؤوا لشخصي بطريقة مجانية ، معربا بالمناسبة، عن أسفه وانزعاجه من الجو المشحون الذي يعيشه هذه الايام البيت الفدرالي. واضاف القائم الاول على شؤون الاتحادية الجزائرية للمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، الذي تمّ انتخابه شهر مارس المنصرم لعهدة اولمبية (اربع سنوات)، قائلا: مهمتي ليست يسيرة على الإطلاق، بل على العكس من ذلك، هي شاقة جدا وتتطلب تظافر كل الفاعلين في الاتحادية من اجل الحفاظ على المكتسبات واهم من ذلك السعي لتحقيق الاحسن في المستقبل . وبلهجة مستاءة، اوضح حشفة: لقد أتيت الى الاتحادية بنية وإرادة خالصة من اجل تقديم الإضافة لرياضة المعوقين وذلك من خلال الاستثمار في خبرتي التي اكتسبتها على مدى سنوات طويلة. لقد كانت لدي دوما رؤية واضحة تعتمد في الاساس على مراعاة الجانب الرياضي وبعده الإنساني، لقد كنت دائما من دعاة الشفافية وتصرفت دائما بنزاهة . ومعلوم ان الاتحادية الجزائرية لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة تعيش هذه الاشهر حالة انسداد بسبب الجو المكهرب السائد بين محمد حشفة من جهة والمديرية التقنية الوطنية ومدربي النخبة الوطنية لألعاب القوى ورياضييهم من جهة أخرى، الذين يعارضون تصرفات وقرارات الرئيس التي يصفونها بغير المعقولة والتي تتحدى الوصاية. وبهذا الخصوص، وجهت هذه الاطراف شكوى مرفوقة بعدة تقارير الى وزير الشباب والرياضة تطالبه فيها بالتدخل من اجل إيجاد الحلول المناسبة قبل تأزم الامور اكثر. وأوضح حشفة انه قام بمحاولات عديدة من اجل التوصل الى ارضية اتفاق ترضي الجميع، لكنها باءت بالفشل بسبب تمسك هذه الاطراف بمواقفها، مؤكدا ان بعض القرارات التي اتخذها لم تخدم مصلحة بعض الاطراف التي تقف وراء هذه الازمة، انا لم اقصر في واجبي تجاه اللعبة، وهدفي الاسمى هو خدمة هذه الرياضة قبل كل شيء. أعلم ان رضا الجميع غاية لا تدرك، لكنني احرص مع ذلك على حل المشاكل والسير بالاتحادية الى بر الامان . ورغم هذه الاجواء المشحونة، إلا ان اعضاء الجمعية العامة قاموا يوم السبت المنصرم بالمصادقة على الحصيلتين المالية والادبية لسنة 2017 خلال اشغال الجمعية العامة العادية المنعقدة بالسويدانية بالجزائر، الامر الذي سيمكن الرئيس الحالي ومكتبه من مواصلة العمل من أجل تجسيد البرنامج المسطر وتحقيق الاهداف المرجوة. وعرفت هذه الجمعية حدثا مؤسفا وغير مسبوق، كان بطله رئيس رابطة ولاية بسكرة، عباس دربالي، الذي قام بمحاولة حرق نفسه بالبنزين أمام أعين ممثل وزارة الشباب والرياضة، قبل أن يبدي أسفه لتصرفه غير المسؤول الذي برره بكونه لم يجد وسيلة أخرى يسمع بها صوته للقائمين على الرياضة. وأكد رئيس الاتحادية أنه لم يغلق يوما باب الحوار بينه وبين كل اعضاء عائلة رياضة المعوقين التي يتعين عليها ان تبقى اواصرها مشدودة وجهودها موحدة من اجل المصلحة العليا للرياضة المرتبطة بمواعيد تنافسية هامة في الافق. وعن الوضعية الصعبة التي تعيشها الاتحادية الجزائرية لرياضة المعوقين، اكد وزير الشباب والرياضة، الهادي ولد علي، الاحد الماضي على هامش زيارة العمل التي قام بها لولاية ڤالمة، ان الوصاية كانت دوما على اتصال دائم بكل الفاعلين في اتحادية ذوي الاحتياجات الخاصة وتعمل جاهدة على إيجاد حلول مناسبة لإنهاء هذه الازمة العالقة التي لا تخدم اي طرف. وأضاف القائم الاول على القطاع: الوضعية السائدة داخل الاتحادية مؤسفة والوزارة تواصل مشاوراتها وعملها مع رئيس الهيئة الفدرالية واعضاء مكتبها التنفيذي والرياضيين المعنيين ، معربا بالمناسبة، عن امله في أن تتوصل الجهود التي تقوم بها الوزارة الوصية في إعادة الهدوء والاجواء الاخوية داخل الاتحادية. ولم يفوت وزير الشباب والرياضة هذه الفرصة للإشادة والتنويه بالإنجازات الكبيرة التي حققتها رياضة المعوقين الجزائرية في المحافل الدولية، آخرها في بطولة العالم والالعاب شبه الاولمبية.