تُصدر قريبا دار النشر الايطالية الشهيرة جوفانس الترجمة الايطالية لرواية المشرط للتونسي كمال الرياحي، وكانت الدار قد اشترت حقوقها من دار الساقي وكلفت المترجم الايطالي الدكتور فرانشيسكو ليجو بترجمتها. الرواية ستصدر ضمن سلسلة روايات مهمة تديرها الاكاديمية والمترجمة الايطالية يولندا غواردي. وفرانشيسكو ليجو اكاديمي ومترجم إيطالي ترجم عددا من الروايات العربية الشهيرة ك موسم الهجرة إلى الشمال للسوداني للطيب صالح و البق والقرصان للجزائري عمارة لخوص. يدرس ليجو بالجامعات الايطالية وأستاذ زائر في عدد من الجامعات العربية. رواية المشرط لكمال الرياحي فازت بجائزة الكومار الذهبي لسنة 2007 وجائزة هاي فيستفال 2009، الطبعة 1 دار الجنوب 2006، عيون المعاصرة الطبعة 2 دار الجنوب 2007، الطبعة الثالثة دار الساقي بيروت 2012. يقول الايطالي فرانشيسكو ليجو متحدثا عن المشرط : أعتبر رواية المشرط للكاتب التونسي كمال الرياحي عملا أدبيا فريدا من حيث البنية السردية التي تشارك فيها شتى أنواع الفنون وتوسع بذلك المقولة السائدة بأن الرواية هي الجنس الأدبي الحاوي لسائر الأجناس الأدبية. فإن هذا النص يمثل - في جملة ما يمثل - زواجا سعيدا بين الكتابة والرسم الذي يضطلع بدور سردي محض بعد أن كان دوره في الكتابة إيقونيا لا يدخل في خضم العملية السردية إلا هامشيا، وذلك دونما كلفة أو عبء على القارئ فإن إدراج اللوحات بوصفها فصلا من فصول الرواية يتماشى مع سياق الكلام ويمد القارئ بمعلومات دقيقة عن أحداث الرواية وصفات شخصياتها. كما أن المشرط يقدم نمطا جديدا للتعامل مع التراث إذ يروح القارئ المصغي لحكايات تمثال ابن خلدون يلج ما بين ثنايا نصوص أدب الرحلة الخيالية القديمة بانتقال طبيعي من الواقع إلى الأسطورة حيث يكون وصف العجائب والغرائب إنما يرمز ويغمز إلى ذلك الواقع اليومي الذي أراد التخلص منه. الأسلوب هنا أعاد خطى كبار الكتاب الروس الذين قلبوا المنطق المعتاد وكشفوا عن لعبة السلطان مهما كان اسمه ونوعه وأمره. وليست الرحلة من الهامش (هامش المجتمع الحضري التونسي) إلى الهامش (هامش المجتمع البشري أو العمران بعبارة خلدونية) إلا فرارا من الواقع ورجوعا إليه في أخر المطاف. الواقع وليس الحقيقة، لأن كل شخصية من الشخصيات المحصورة في المشرط يبحثون عن حقيقة الأمر الواقع. ولعل هذا الأمر الواقع لم يقع قط، إذ أن كل ما يتضح بقدر ما تتقدم القراءة هو أن كل حقيقة تختلق حقائق متضاربة إلى درجة أن منطلق التأويلات والتأملات يكاد يتلاشى رغم دقته وحدته. من خلال هذه العملية التفكيكية للحقيقة والواقع، تمكن كمال الرياحي من التوفيق بين مختلف الأساليب والأنماط اللغوية كما نجح في خلق شخصيات ذات ملامح بارزة وخفية في آن واحد دون تقديم أي قراءة مسبقة للأحداث وللأشخاص، مما يدرجه شرعا وفرعا في عداد فحول الروائيين المعاصرين .