ينتظر قراء الروائي والكاتب التونسي كمال الرياحي، إصدار روايته الجديدة (عاشقات النذل) خلال شهر مارس المقبل، عن دار الساقية. وتعتبر الرواية موغلة في التجريب على صعيد مخيالها الروائيّ، حيث تروي في حبكة بوليسية حياة حبلى بالتشوهات لجيل سقط في الحقد الآسود، عاكسة هشاشة المجتمع الطبقيّ الذي لا يمكن أن يتعايش إلا في منظومة صراع. وهي بهذا تتخطّى حدود الأدب المحليّ وترهّلات معانيه، بأناقة سرديّة متّخذة من أسلوب الكوميديا السوداء والمراوحة بين الفانتازيا والحقيقة وسائل رشيقة لتكتب أعماق النفس البشرية وتفتح كوى عن الأعشاش الصغيرة التي يتربى فيها الشر، حيث تتمدد الجريمة قبل أن تنفجر الدماء في السطح، كما أنها نص يعطي للأنذال صوتًا ومعنىً فلسفيًا عميقًا ويثور على واقع المعطيات والأفكار المجتمعيّة الجاهزة. تستعين الرواية في تشكيلها بكل الأشكال السردية من كتابة اوتوبيوغرقية ومسرحيّة إلى رسائل وأخبار صحفية وتداع حر وهلوسات، ولا تتردد في استعمال كل المعاجم الممكنة متقلبة بين لغة الأديب ولغة السافل ولسان العشيق ولسان النذل. رواية تختبر كل المعاجم داخل فضاء هجين أراد أن يؤسس لعلاقة هجينة فأصابته لعنة التنافر. رواية الرياحي مغامرة سردية جديدة ونقطة تحوّل مفصليّة في عالمه الروائيّ، قريبة من عوالم الرواية الأمريكة المعاصرة وتتقاطع في أجوائها مع جنون بوكوفسكي وايروسية هنري ميللر وأسلوب تيار الواقعية القذرة وفجاجة الجيل الغاضب ورهافة جيمس دروت. هي عودة الحساسيّة للواقعيّة القذرة في ردائها العربيّ.