انتقل عرابو ما يسمى بالربيع العربي إلى المرحلة الثانية من تنفيذ مخططهم القذر لضرب استقرار الأقطار العربية، حيث و بعد نجاح مؤامراتهم لجر العديد من الدول إلى مستنقع الدم و الخراب منذ سنة 2011، وضرب بناها التحتية، وجرها الى الانقسام خدمة لاجندة صهيونية، تعمل على اضعاف الدول العربية والاسلامية، كي الكيان العبري القوة الاولى في المنطقة، وهاهم اليوم ينتقلون الى المرحلة الثانية، وهي محاولة تحريف القرأن الكريم، محاولين مسح كل شيء يمس باسرائيل، وهذا ما يثبت ان أسطوانة الديمقراطية وحرية التعبير وغيرها من الشعارات الرنانة، التي اختبئوا ورائها لضرب الدول العربية والاسلامية، بأنها مجرد خدعة وخطة محبوكة لتصفية كل الانظمة التي تقف ضد الكيان الصهيوني . كثف هؤلاء خلال الفترة الاخيرة من عمليات التحرش و ضرب مقومات المسلمين و ثوابتهم الدينية ،بغية تحقيق الهدف المنشود و هو ما هدم ما تبقى من روابط تجمع دول المنطقة بالقضية الفلسطينية من اجل تحقيق حلم الشرق الاوسط الجديد و توسيع النفوذ الصهيوني في المنطقة . و جاء البيان الاخير لجماعة الصهيوني بيرنارد ليفي المطالب بحذف الآيات القرآنية المعادية حسبهم لليهودية ، و ما تلاه من جدل في الساحة العالمية ليكشف بحسب مراقبين خيوط المؤامرة الجديدة التي يسعى من خلالها عراب الصهيونية إلى زرع فتنة دينية و صراع طائفي في البلاد العربية،بغية تقسيمها الى دويلات ضعيفة لا قدرة لها على مجابهة الكيان العبري، و ايضا تضليل المسلمين عن قضيتهم الأم و هي القضية الفلسطينية. و اعتبر مراقبون و اكاديميون أن الوثيقة الداعية إلى حذف الآيات القرآنية المعادية لليهود ليست في حقيقة الأمر إلا حلقة من حلقات المؤامرة ضد الإسلام التي تظهر في تحركات هنري ليفي في العالم وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص، بحيث تريد منظمات وشخصيات حقودة صنع إسلام على مقاس الدول الغربية المتآمرة وتعديل نصوص القرآن لخدمة مخابر صنع الخراب في العالم العربي ، و هو الامر الذي تفطنت إليه الجزائر ،التي ردت رسميا على البيان الفرنسي من خلال تصريحات لوزير الشؤون الدينية محمد عيسى هاجم خلالها المخابر الغربية التي صنعت الإرهاب من أجل تدمير معالم وتاريخ وطمس هوية الدول العربية والإسلامية،و وتعرض محمد عيسى إلى من يحسبون أنفسهم نخبة في دولة فرنسا وهم سوقة مثقفي فرنسا ويريدون تأليف قرءان جديدا ويحذفون كل آية تمس المسيحية واليهودية أو تتكلم عن الجهاد . وقال لست أدري من يقرأ هذا الكتاب وهل سيجدون في مجتمعاتها - بل حتى أستبعد في مجتمعاتهم- من يوقع معهم . و في السياق قال المحلل السياسي الدكتور عبد الرحمان بن شريط في تصريح ل السياسي في قراءته للبيان الاخير لجماعة برنارد ليفي إنه يصب في سياق التوجه المعروف للوبي الصهيوني في فرنسا و الذي يستغل التقارب الاقتصادي و السياسي بين النظامين الجزائري والفرنسي لتمرير مشروعه القذر. و بحسب محدثنا فإن اللوبي الصهيوني في فرنسا يسعى حاليا لنقل الربيع العربي للجزائر على سائر بقية الدول العربية الاخرى من خلال التعامل مخ الحالة الجزائرية واستغلال نقاط ضعفها متمثلة في غياب المؤسسات التي تدافع عن مقومات الشعب الجزائري.على حد تعبيره. وفي نفس الاطار عبر رئيس حركة الاصلاح فيلالي غويني امس عن استيائه وشجبه لمبادرة بعض شخصيات من النخبة الفرنسية التي أمضت, الاسبوع الماضي, على عريضة للمطالبة بمراجعة بعض آيات القران التي تحرض على معاداة السامية--على حد تعبيرهم-- معتبرا هذه المبادرة تحرشا ايديولوجيا يخدم الاجندة الصهيونية في العالم داعيا الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان بذريعة الحرص على التسامح ونبذ التطرف . بدوره استنكر رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الرزاق قسوم محتوى البيان الداعي لإلغاء آيات من القران الكريم .واعتبر قسوم أن مثل هذه التصريحات لا تستحق أن يجاب عنها، وأنها تطاول معلن على كلام الله . وأضاف أن هذه الشخصيات مدعوة إلى التعرف على الإسلام الذي لا يعادي دينا ولا عرقا ،فبعض أحكام القتل في الإسلام جاءت في إطار الدفاع عن النفس ولم يبح الإسلام دماء اليهود ولا النصارى بل على العكس من ذلك تدعو آيات صريحة إلى حسن المعاملة. ودعا المتحدث الشخصيات الموقعة على البيان ومن بينها ساركوزي أن تلتفت إلى تعديل بعض القوانين العنصرية المصفقة للتمييز بين الأعراق في فرنسا، وقوانين تمجيد الاحتلال التي يزخر بها ماضي فرنسا الاستعماري. و معلوم بأن الجزائر بفضل حنكة قيادتها السياسية و قوة جيشها جيشها و تفطن شعبها قد تمكنت من الصمود امام موجة الربيع العربي التي اطاحت بالعديد من دول المنطقة ،و هو الامر الذي لم تستسغه مخابر صنع الخراب لحد الآن ،ما جعلها تكرر محاولاتها الرامية لزعزعة الاستقرار الوطني بكل الطرق المتاحة امامها، لكن ما يجهله هؤلاء ان الجزائر شعبا وقيادة في خندق واحد وستبقى قلعة من قلاع الصمود والتصدي لمواجهة الخطط الصهيو-غربية. و في السياق تحدث الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في ندوة صحفية عقدها أمس عن المحاولات المتكررة لإغراق البلاد بأسلحة من الحدود من أجل جر البلاد إلى للخريف العربي الذي كان يفجر في الجزائر خلال أزمة الزيت والسكر والتي تجنبها الرئيس بوتفليقة بحكمة كبيرة، وعاد ولد عباس الى ما سمي "بالربيع العربي"، حيث قال، إنه لا يسمى ربيعا إنما "الخريب العربي"، حيث خرب كل الدول التي مسها، على غرار تونس، ليبيا، مصر، العراق و سوريا.