افتتحت، أمس، بالشلف، فعاليات الملتقى الوطني الثالث للقرآن والحضارة تحت عنوان القرآن الكريم والتأسيس للمشترك الإنساني . ويعرف هذا الملتقى، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية ووزارة الشؤون الدينية ويبحث في موضوع المشترك الإنساني من خلال القيم الفاضلة وسبل الدعوة إلى التعايش والحوار ونبذ قيم الكراهية والعنف، مشاركة عديد الباحثين في مسائل الدين والحضارة والإنسانية ومشاركين من ثلاث دول عربية. واعتبر والي الشلف، عبد الله بن منصور، لدى افتتاحه لفعاليات هذه التظاهرة الدينية والعلمية، أن المجتمع بحاجة ماسة لمثل هذه الملتقيات في إطار مواجهة الحملة الشرسة التي تستهدف الأمة الإسلامية في قيمها ومبادئها خاصة أن تعاليم الدين الإسلامي السمحاء تدعو إلى نبذ العنف وتعميم الحوار والتعايش والمحافظة على قيم الأمن والاستقرار. وأضاف المسؤول الأول عن ولاية الشلف أن هذا الملتقى سيقدم إضافة علمية ودينية من شأنها أن تساهم في إبراز الصورة الحقيقية للإسلام وربح معركة المستقبل التي تعتبر معركة حضارية. من جانبه، ثمّن ممثل وزير الشؤون الدينية والأوقاف، عمر بافا لولو، في كلمة ألقاها بالمناسبة، إشكالية الملتقى التي تعد، حسبه، من المواضيع المهمة نظرا لفشل الخطاب العنصري المحرض على الكراهية والعنف وتنامي الدعوات الدولية لنشر الأخلاق العالمية والكونية فضلا عن كون المشترك الإنساني تم التأسيس له من خلال مشروع المصالحة الوطنية، كما أضاف. بدوره، قال الدكتور محمد أمام داوود من جمهورية مصر العربية وممثلا عن الحضور العربي بالملتقى في كلمة ألقاها بالمناسبة، بعد أن ترحم على شهداء الواجب الوطني ومذكرا بخصال الشهداء، أن التجربة الجزائرية في تجاوز المحنة وتحقيق الأمن والاستقرار هي درس تقدمه الجزائر لكل الدول في سبيل أن تكون أسوة في الخروج إلى الأمن والاستقرار والتنمية، لافتا الى أن الاستقرار هو البيئة الممهدة للأمن والتنمية. وثمّن ذات المتحدث اشكالية الملتقى التي تتضمن الفكر الإيجابي وتبحث عن أسس إرساء القيم الحضارية والإنسانية المبنية على التعايش والحوار والسلم خاصة في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن العربي، كما أشار. وانطلقت أولى أشغال جلسات الملتقى بالتطرق لمواضيع موروث السماحة الجزائرية وضرورة تجديد القراءات والقواعد الكلية في القرآن الكريم وفقه الحضارة من خلال القرآن الكريم ومفاتيح قرآنية للخروج من مربع التخلف. الجدير بالذكر أن أشغال الملتقى تعرف تنظيم 25 مداخلة ومشاركة سبع ولايات وثلاث دول عربية فيما سجّلت عديد الشخصيات حضورها على غرار رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أبو عبد الله غلام الله ورئيس التنسيقية الوطنية للأئمة، جلول حجيمي بالإضافة إلى شيوخ الزوايا وأئمة المنطقة.