في إطار الملتقى الدولي الأول حول التصوف وقيم التسامح إبراز دور التصوف في نبذ التطرف والكراهية أبرز المشاركون في الملتقى الدولي الأول حول التصوف وقيّم التسامح والتعايش والمواطنة بتيسمسيلت دور التصوف في تقبل الآخر ونبذ التطرف والكراهية وفي هذا الصدد أشار شيخ زاوية الهامل ببوسعادة (المسيلة) المأمون القاسمي إلى أن التصوف كعقيدة وسلوك عملي يتقبل الآخر ويقصي الغلو والكراهية مضيفا بأن التصوف يعمل من أجل حياة روحية أساسها تقوى الله وقوامها الأخوة والمحبة والسلام . وأكد أن مواطن التصوف يعد أحد أبرز وأهم القلاع الربانية التي أسست على التقوى ومحبة الآخرين ونشر تعاليم الإسلام السمحة في المجتمع . الصوفية في الجزائر بدأت في الزوايا ومن جهته أبرز الأستاذ بوزيان أحمد من جامعة تيارت بأن المتصوف يقبل بالآخر أيا ما كان هذا الآخر وإنما يريد أن يحاوره ولا يستدرجه لأن المعرفة عند الصوفي تبقى نسبية وليست مطلقة . كما سلط الأستاذ بجامعة سيدي بلعباس الدكتور محمد عباس الضوء في مداخلته على أثر التربية الصوفية في تهذيب الأخلاق ونشر قيم التسامح في المجتمع الجزائري. وذكر في هذا الصدد بأن التربية الصوفية الحقة بالجزائر قد بدأت على مستوى الزوايا العديدة المنتشرة بربوع الوطن حيث شكلت هذه الصروح الدينية معاقل حضارية كونت العديد من العلماء المتصوفين الذين خدموا مجتمعهم وأمتهم . وحسب الأستاذ شودار مبارك من جامعة البويرة فإن التصوف الإسلامي قد لعب دورا بارزا ورائدا في تاريخ الجزائر الحديثة وذلك للأدوار الحضارية والأبعاد الوطنية التي نجح إلى حد كبير في تجسيدها على أرض الواقع . الاعتماد على القرآن الكريم والسيرة النبوية واعتبر من جانبه الأستاذ بجامعة سيدي بلعباس الدكتور عمارة بوجمعة بأن التصوف يستمد مسلكه الإيماني وإرادته الخيرة من معين القرآن الكريم وهدي السيرة النبوية الشريفة وأثر العباد الصالحين وهو بهذا المعنى حالة إيمانية فريدة وسلوك تعبدي قائم في ظاهره وجوهره على الإيمان بالله تعالى والانتماء لإرادته المطلقة . وتطرق الأستاذ غانم حنجار من جامعة تيارت في مداخلته إلى قيم النضال الإنساني عند الأمير عبد القادر ولعل أهمها وأبرزها الدور الكبير الذي لعبه مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة في حماية المسيحيين بدمشق (سوريا) سنة 1860 بالإضافة إلى معاملته الإنسانية الراقية للأسرى الفرنسيين أثناء مقاومته للمستعمر الفرنسي وللإشارة ينظم هذا الملتقى طيلة يومين بمبادرة من المركز الجامعي لتيسمسيلت بالتنسيق مع الاتحاد الوطني للزوايا بحضور مختصين وأساتذة جامعيين من الجزائر ومصر وتونس. وينتظر أن يتم مناقشة مواضيع عديدة منها دور الصوفية في مواجهة الاستعمار.. الطريقة الرحمانية أنموذجا و التصوف من سلطة الخطاب إلى سلطة الواقع و التصوف الإسلامي وأبعاده الوطنية والإنسانية .