بعد سبع سنوات على آخر تتويج لها على حساب اتحاد الحراش (1-0) بتاريخ الفاتح ماي من سنة 2011، ها هي الفرصة تتاح مجددا لفريق شبيبة القبائل من اجل إعادة كتابة اسمه في سجل كأس الجمهورية، بمناسبة تنشيطه غدا لنهائي الطبعة ال54 من منافسة السيدة الكأس امام اتحاد بلعباس في مقابلة واعدة سيكون ملعب 5 جويلية بالجزائر العاصمة مسرحا لها. ولأنّ فرصة التواجد في النهائي لا تتكرر كل سنة، فمن المؤكد أن تشكيلة الكناري، التي تملك في خزانتها 5 كؤوس وطنية، ستخوض هذه المقابلة بنية كبيرة ورغبة جامحة في إثراء رصيدها بتتويج جديد يمكنها من الاقتراب اكثر من الثلاثي الذي يتصدر سجل المنافسة (وفاق سطيف ومولودية الجزائر واتحاد الجزائر ب8 كؤوس لكل فريق). فبعد قطعه لمشوار مثالي في الادوار المنصرمة، يعتزم فريق منطقة جرجرة إعادة إدخال البهجة في نفوس محبيه ومناصريه من خلال تكرار إنجاز سنة 2011 عندما تمكن من تجاوز عقبة اتحاد الحراش بفضل الهدف الثمين الذي سجله المهاجم فارس حميتي في الدقيقة ال12. بعيدة عن مستواها الحقيقي في البطولة التي لم ترق نتائجها لطموحات العشاق والمحبين، تحاول الشبيبة، التي عرفت نتائجها تحولا إيجابيا منذ قدوم المدرب يوسف بوزيدي علي رأس العارضة الفنية شهر فيفري المنصرم، إنهاء هذا الموسم بتحقيق التتويج بكأس الجمهورية في طريقة منها لإثلاج قلوب المناصرين الذين لم يتخلوا عن فريقهم المفضل في أصعب أوقاته. هذه الاستفاقة التي اتت في وقتها، حررت الفريق كثيرا على الصعيد البسيكولوجي، خاصة بعد سلسلة النتائج الايجابية المحققة في منافسة البطولة التي مكنته من الابتعاد عن منطقة الخطر والتي ستكون لها دور كبير في خوض مقابلة نهائي الكأس بعزيمة كبيرة لإنهاء الموسم بتتويج ينسي اللاعبين والمسيّرين وكذا الانصار اللحظات الصعبة التي عاشها الكناري هذا الموسم والتي أدخلت الشك في نفوس أكثر الناس تفاؤلا بقدرة الشبيبة على العودة. ويمكن القول ان شهية الشبيبة، التي ستنشط نهائي السيدة الكأس ال11 في تاريخها، قد زادت كثيرا بعد إزاحتها في الدور نصف النهائي لمولودية الجزائر في مقابلة صعبة كان الفاصل فيها الضربات الترجيحية (5-4) بعد انتهاء ال120 دقيقة للمقابلة بنتيجة التعادل السلبي 0-0. ورغم انّ التكهنات كانت ترجح الكفة لصالح الفريق العاصمي، إلا انّ عزيمة الشبيبة ورغبتها الكبيرة في المرور الى النهائي صنعا الفارق وأوصلاها الى النهائي الموعود. وستلتقي شبيبة القبائل غدا الثلاثاء بتشكيلة تعرفها جيدا وهي اتحاد بلعباس التي اقتطعت تأشيرة المرور الى النهائي بشق الانفس امام فريق صغير كبير فرض احترامه على الجميع، اسمه شباب الزاوية الذي ينشط في الجهوي الأول (رابطة البليدة). حيث سبق للشبيبة وأن التقت اتحاد بلعباس في نهائي سنة 1991 الذي عادت فيها الكلمة لأبناء وادي المكرة بنتيجة 2-0، الامر الذي يعطي هذه المواجهة طابعا ثأريا. ومعلوم ان شبيبة القبائل كانت قد توجت بأول كأس في تاريخها يوم 19 جوان من سنة 1977 على حساب فريق نصر حسين داي (2-1) بفضل كل من لارباس وماكري. وبعد 9 سنوات من هذا التاريخ، وتحديدا في الفاتح ماي من سنة 1986، اعادت الشبيبة نفس الإنجاز هذه المرة على حساب وفاق القل (1-0) بفضل الهدف الذي سجله القائد فرقاني في الوقت الإضافي. وانتظرت شبيبة القبائل فيما بعد مرور 6 سنوات اخرى لإضافة التتويج الثالث لها، عندما تجاوزت بملعب أحمد زبانة بوهران في نهائي كأس طبعة 1992 عقبة اولمبي الشلف (1-0)، بفضل هدف قاتل سجله أمعوش في الدقيقة الاخيرة من عمر المقابلة. وبعد مرور سنتين عن هذا الإنجاز، تمكنت شبيبة القبائل من التألق مجددا في نهائي 1994 بعد تغلبها في النهائي على جمعية عين مليلة (1-0) بفضل الهدف الذي سجله القناص حاج عدلان. بعد هذا التاج الرابع، تعين على ابناء منطقة القبائل انتظار 17 سنة كاملة للعودة الى واجهة المنافسة الاكثر شعبية في الجزائر، عندما توجوا بنسخة 2011 على حساب اتحاد الحراش. وإذا كان فريق الشبيبة قد تمكن من إحراز 5 كؤوس وطنية، إلا انه بالمقابل، تذوق طعم الخيبة في 5 نهائيات كذلك: 19 جوان 1979 امام نصر حسين داي (2-1)، 15 جوان 1991 امام اتحاد بلعباس (2-0)، 1 جويلية 1999 امام اتحاد الجزائر (2-0)، 25 جوان 2004 امام نفس المنافس بضربات الترجيح 5-4 (بعد نهاية الوقت الاصلي والشوط الإضافي بنتيجة 0-0)، واخيرا في نهائي طبعة 2014، يوم الفاتح ماي امام مولودية الجزائر بضربات الترجيح 5-4 (1-1 بعد 120 دقيقة).