أبرزت الجزائر، بنيويورك، أهمية الجهود الرامية إلى تعزيز الإستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب، من خلال تكثيف التعاون وتبادل أفضل الممارسات والخبرة في مجال مكافحة التطرف العنيف. وفي مداخلة له خلال مصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار الخاص بالإستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب، دعا السفير الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة، صبري بوقادوم، إلى تطبيق متزن لأركان الإستراتيجية الأربعة وكذا إلى تحيينها المنتظم. وإذ أعرب عن دعم الجزائر لهذه الإستراتيجية، نوه السفير بدور مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب داعيا البلدان الأعضاء إلى تزويد المركز بالموارد البشرية والمالية اللازمة. وأشار الممثل الدائم إلى أن الجزائر مرتاحة لمستوى التعاون مع الآليات والبرامج الأممية المتخصصة في مكافحة الإرهاب وأنها مستعدة لتطويرها أكثر. وأضاف أن انضمام الجزائر للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب يترجم التزامها بالمشاركة في جميع المنتديات ذات الصلة لترقية التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب مذكرا بمجموعة العمل حول تعزيز القدرات في مجال مكافحة الإرهاب في إفريقيا الغربية التي ترأسها الجزائر مناصفة مع كندا في إطار المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب. ولدى تطرقه إلى القرار الذي صادقت عليه الجمعية العامة حول الاستعراض السادس لهذه الإستراتيجية، أعرب السفير عن ارتياحه لكونه يأخذ بعين الاعتبار ظاهرة عودة الإرهابيين المحاربين الأجانب وإعادة تموقعهم منوها بالاهتمام الذي يوليه القرار إلى ضحايا الإرهاب. وأكد بوقادوم على أهمية المسار التشاوري لدى الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية قبل صدور التقرير المقبل للأمين العام للأمم المتحدة بغية تسهيل النقاشات قبل الاستعراض السابع للإستراتيجية العالمية. وأشاد الدبلوماسي بتأكيد الجمعية العامة من جديد على احترام سيادة جميع الدول ووحدتها الترابية واستقلالها وفقا لمبادئ ميثاق الأممالمتحدة في إطار الإستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب مذكرا بأن الجزائر كانت دائما تدعو إلى احترام هذا الالتزام. وأكد أن أي مقاربة انتقائية بشأن الأهداف والمبادئ المكرسة في ميثاق الأممالمتحدة، تهدف إلى إقصاء مبدأ حق الشعوب تحت احتلال أجنبي في تقرير المصير غير مقبولة وهي تتنافى مع الميثاق. واستنادا إلى تجربة الجزائر في مكافحة الارهاب، أشار الديبلوماسي إلى أنه لا يمكن حصر هذه الآفة في بعدها الأمني فحسب. وقال في هذا الصدد نعتبر بأن مكافحة الإرهاب وفقا لما جاء في إستراتيجيتنا الوطنية، يجب أن تكون يومية وتشمل جميع مجالات النشاط بما فيها المجال السياسي والمؤسساتي والاقتصادي والثقافي والديني والتربوي والاجتماعي ، مضيفا أن النجاح يتطلب المشاركة الفاعلة لجميع المؤسسات الوطنية والمجتمع المدني والمواطنين. وأكد أن مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف تتطلب تعاونا ثنائيا وإقليميا ودوليا حثيثا مشيرا إلى أن جهود الجزائر في مكافحة الإرهاب كانت دوما تسعى إلى تكثيف التعاون الإقليمي والدولي وذلك حتى قبل حدوث الأعمال الإرهابية الكبيرة التي شهدها العالم.