احتفلت الجزائر، أول أمس، بالذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب في أجواء بهيجة ميزتها استعراضات شعبية واحتفالات عبر مختلف ربوع الوطن، احتفالا ب56 سنة من الاستقلال والحرية. بوتفليقة يترحم على الشهداء وفي السياق، ترحم رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أول أمس، بمربع الشهداء بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة، على أرواح شهداء ثورة الفاتح نوفمبر 1954 وذلك بمناسبة الذكرى ال56 لعيدي الاستقلال والشباب. وبعد أن استعرض تشكيلة من الحرس الجمهوري أدت له التحية الشرفية، قام رئيس الجمهورية بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري وقرأ فاتحة الكتاب، ترحما على أرواح شهداء ثورة التحرير المجيدة. وقد حضر هذه المراسم رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة والوزير الأول، أحمد أويحيى ورئيس المجلس الدستوري، مراد مدلسي ووزير الدولة المستشار الخاص لرئيس الجمهورية، الطيب بلعيز ونائب وزير الدفاع الوطني، قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح و وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل ووزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي ووزير العدل، حافظ الأختام، الطيب لوح و وزير المالية، عبد الرحمان راوية وزير المجاهدين، الطيب زيتوني ووزير الشباب والرياضة، محمد حطاب والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو. استعراض شعبي بالعاصمة تخليدا لذكرى عيد الاستقلال في ذات السياق، عرفت الاحتفالات الرسمية للذكرى ال56 لعيدي الاستقلال الوطني والشباب، تنظيم استعراض شعبي جاب الشوارع الرئيسية للعاصمة، وتتابعت المواكب من أمام المنصة الشرفية بشارع زيغوت يوسف، حيث مقر ولاية الجزائري بحضور الوالي، عبد القادر زوخ وعدد من الوزراء من قطاعات البيئة والسكن والصحة والاتصال والعلاقات مع البرلمان، إلى جانب السلك الدبلوماسي الممثل في الجزائر. يذكر أن الذكرى ال56 احتفل بها تحت شعار العهد والعزة والكرامة في جزائر الاستقلال . مساهل يترأس حفلا لإحياء ذكرى عيدي الاستقلال والشباب بدوره، ترأس وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، بمقر دائرته الوزارية حفلا نظم بمناسبة إحياء الذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب. وبعد رفع العلم الوطني وقراءة فاتحة الكتاب، وضع مساهل الذي كان مرفوقا بإطارات الوزارة إكليلا من الزهور على النصب التذكاري المخصص لشهداء ثورة التحرير الوطني. وينظم هذا الحفل سنويا من طرف وزارة الشؤون الخارجية عرفانا للتضحيات التي قدّمها الشعب الجزائري من أجل تحرير الوطن واسترجاع الاستقلال الوطني. زيتوني: ضرورة الاهتمام بتاريخ الثورة ونقله لأجيال الاستقلال من جهته، أكد وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، بمناسبة الاحتفالات بالذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب، أن محاولات المساس برموز الثورة وتاريخها تعد أعمالا فردية ومنعزلة، لافتا، أن الجزائر وثورتها أصبحت تزعج بثقلها ووزنها وقراراتها ومواقفها، مؤكدا أن أفضل طريقة للرد على هؤلاء تتمثل في كتابة التاريخ والاعتزاز به والترويج له وغرسه في نفوس الأجيال. وأكد وزير المجاهدين على ضرورة الاهتمام بتاريخ الثورة التحريرية ونقل لأجيال الاستقلال بطولات المجاهدين ورسالة الشهداء المتمثلة في المحافظة على الجزائر موحدة، متضامنة ومتآزرة والنظر للماضي بآفاق المستقبل. وفي هذا الإطار، ذكر الوزير بالجهود التي تبذلها وزارة المجاهدين في سبيل حفظ الذاكرة، مبرزا وجود 44 متحفا مزودا بمكتبات وقاعات انترنت وأخرى لعرض الأفلام والأشرطة وفضاءات لتسجيل الشهادات ناهيك عن تغيير أوقات عمل هذه المتاحف لتكون متاحة لجميع الفئات من تلاميذ وطلبة وباحثين وزوار. وفي مجال إعادة الاعتبار للرموز المادية لثورة أول نوفمبر، أكد وزير المجاهدين أن قطاعه أحصى 1273 مقبرة للشهداء خضعت للترميم والتزيين بالتنسيق مع السلطات المحلية لتكون مزارا لمختلف الفئات من مسؤولين وغيرهم، ناهيك عن إحصاء 1449 مركز استعملته فرنسا لتعذيب المجاهدين خلال ثورة أول نوفمبر، بعضها بصدد الترميم أيضا، لتكون شاهدة على جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر وكذا 3487 معلم تاريخي، منها مغارات استخدمها المجاهدون كمستشفيات وأماكن لقاءات قادة الثورة. كما أشار إلى تسجيل أزيد من 16 ألف ساعة من الشهادات الحية للمجاهدين حول ثورة أول نوفمبر والعملية لا زالت متواصلة ، مبرزا تخصيص مختلف الفضاءات بالولايات لجمع هذه الشهادات بما فيها أماكن الراحة الموجهة للمجاهدين البالغ عددها 25 مركزا. وبشأن ما تم تحقيقيه في مجال استعادة أرشيف الثورة والحركة الوطنية، أكد وزير المجاهدين أنه تم خلال السنتين المنصرمتين في مساعي لا زالت مستمرة، استلام وثائق من طرف 12 دولة شقيقة، في حين ذكر بأنه بخصوص استعادة الأرشيف الموجود في فرنسا، هناك تقدم في هذا المجال وفي كل المسائل المرتبطة بالذاكرة كالمفقودين وتعويض ضحايا التفجيرات النووية في الجنوب، لافتا أن العملية معقدة وتحتاج مجهودا ومثابرة.