أقدم العديد من الأطباء المقيمين على مستوى مختلف المؤسسات الاستشفائية بالعاصمة وعدة ولايات أخرى على تقديم استقالتهم، بعد ما تعرضوا له من إجحاف وذل وهوان، حسبهم، من طرف رؤساء المصالح الاستشفائية عقب عودتهم للعمل مباشرة بعد وقف الإضراب، حيث تعرضوا لمختلف الممارسات التعسفية والإقصاء كما تم حرمانهم أيضا من المناوبة والمشاركة في العمليات الجراحية والتربص من خلال استعمال مختلف الأجهزة الطبية. وفي السياق، انتقد الأطباء المقيمون الأجواء المشحونة والمتوترة التي باتوا يعملون بها وذلك منذ رفض رؤساء المصالح التأشير على الوثائق الإدارية المطلوبة لالتحاق الأطباء بمناصبهم بعد تجميد حركتهم بعد 8 أشهر من الإضراب، إلى جانب تصرفات غير لائقة في حق الأطباء زادت شعورهم بالإذلال، ما دفع البعض منهم إلى تقديم استقالته خاصة في ظل التزام الوزارة الوصية الصمت. من جهة أخرى، نظم أمس الأطباء المقيمون على مستوى مصطفى باشا الجامعي وقفة احتجاجية كانت قد دعت إليها التنسيقية الوطنية للأطباء المقيمين وذلك عقب عدم إيفاء وزير الصحة، مختار حسبلاوي، بوعوده الرامية إلى استئناف الحوار بعد إنهاء الإضراب، وإجراء إمتحانات التخصص. وأضاف التنسيقية، أن الأطباء جمّدوا الإضراب، وأجروا الامتحانات استجابة للوزير، من أجل توقيف الإضراب الذي دام حوالي 8 أشهر، مشيرة إلى أنه بعد مرور أسبوع عن نهاية الاختبارات، لم تتلقى أي اتصال من الوصاية، رغم طلبات عديدة لعقد جلسات استماع. وأكد الأطباء المقيمون الذين حضروا إلى باحة مستشفى مصطفى باشا الجامعي للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية الاعتصام هو آخر وسيلة من أجل إيصال صوتهم بأن الأطباء المقيمين لن يسمحوا في حقوقهم، مشيرين إلى ضرورة فتح باب الحوار من طرف وزارة الصحة مباشرة عقب انتهاء امتحان نهاية التخصص وفي حال لم يتم الاستجابة من طرف الوزارة، أكد المحتجون اللجوء إلى عقد جمعيات وطنية لاتحاد قرار العودة إلى الإضراب المفتوح. وأكد الناطق الرسمي باسم التنسيقية الدكتور محمد طيلب في تصريح صحفي أن الهدف من تنظيم هذه الوقفة التي حضرها عدد قليل من الأطباء هو التنديد بتصرفات الإدارة التي رفضت دفع الرواتب بالرغم من استئناف العمل يوم 26 جوان الماضي وكذا التعسف الذي يمارسه رؤساء بعض المصالح ضد هؤلاء الأطباء. كما تحدث ذات المسؤول في نفس السياق عن تعرض عدد من الأطباء المقيمين إلى إجراءات عقابية كتحويل بعضهم إلى مصالح أخرى كمصلحة الأرشيف وذلك بسبب مشاركتهم في الإضراب. وجدد ممثلو الأطباء استعدادهم التام لمواصلة الحوار مع وزارتي الصحة والتعليم العالي من أجل إيجاد حلول للمشاكل العالقة. وكان وزير الصحة والسكان، مختار حسبلاوي، قد علق بعد صمت طويل على قضية الأطباء المقيمين مؤكدا أن الحكومة ستواصل عملها حول القضية لغاية الوصول إلى حلول. وبخصوص إمكانية عقد حوارات مع ممثلي الأطباء المقيمين، قال حسبلاوي بأن هذا الأمر يخص الوزارة والمقيمين وسيتفقون عليه مستقبلا، فيما أكد بأن الحوار يعد من بين أهم النطاق التي تحرص عليها الحكومة في إطار تعليمات رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة.