الجزائر تبحث وقف إطلاق النار قبل استئناف مفاوضات السلام في مالي تواصل الجزائر مساعيها لوقف إطلاق النار في شمال مالي، بعد تجدد المعارك في الفترة الأخيرة بين الفصائل المسلحة للسيطرة على بلدة تبنكورت، حيث تباحث وزير الخارجية رمطان لعمامرة، مع رئيس بعثة «المينوسما» المونجي الحامدي، كما التقى لعمامرة في اجتماع مغلق ممثلين عن الحركات المسلحة و وفد الحكومة المالية لبحث وقف الاقتتال بين إقليم ازواد قاد رمطان لعمامرة وزير الشؤون الخارجية، ورئيس فريق الوساطة المونجي الحامدي رئيس بعثة الأمم في مالي، مشاورات مع أطراف معنية بمسار السلام لتسوية الأزمة في منطقة شمال مالي حول تطورات الوضع في بلدة «تابنكورت» التي شهدت في الفترة الأخيرة مواجهات مسلحة بين فصائل مسلحة، وقال بين صادر عن «المينوسما»، أن الاجتماع خصص لمناقشة الوضع المتوتر الناجم عن الأزمة التي تضرب المنطقة. وأوضح البيان «أن هذه المشاورات أسفرت عن نتيجة مفادها أن تأزم الأوضاع بالمنطقة من شأنه أن ينسف بمسار و سيرورة السلام الذي تنشده جميع الأطراف بالجزائر». وجدد المتشاورون حسب البيان التزاماتهم بالسلم وتمسكهم ببنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في ماي 2014. وأشاد رئيس بعثة الأممالمتحدة في مالي، المونجي الحامدي، بمسار السلام لتسوية الأزمة في منطقة شمال مالي، وعمل فريق الوساطة التي تقودها الجزائر و قال المسؤول الجديد للبعثة الأممية في مالي، عقب محادثاته مع لعمامرة، أن الجهود الحالية من شأنها أن تعطي «دفعا جديدا و تنسيقا أكثر لهذه المشاورات و كذا لعمل الوساطة من أجل الوصول لحل سلمي دائم و شامل للازمة في منطقة شمال مالي». و أضاف السيد الحامدي أن العمل الذي يتم انجازه حاليا في إطار الحوار الشامل بين الماليين سيكون «عاملا للسلم و الاستقرار على أن تميزه المصداقية مما من شأنه جمع شمل كل الأطراف و ضمان حقوق كل الشعب المالي في كنف الحرية و التقدم و الازدهار». واعتبر السيد الحامدي أن «الأمن و السلم الشاملين و الدائمين بجمهورية مالي بالعاملين المرتبطين بالأمن و السلم في كامل منطقة غرب إفريقيا و شمالها و حتى في كل المنطقة العربية». وأكد على التزام الأممالمتحدة بتدعيم و مرافقة الجهود المبذولة في إطار الحوار الشامل لتحقيق اتفاق في أقرب الآجال و حل الأزمة التي تضرب منطقة شمال مالي، مضيفا أنه «ليس هناك خيار آخر خارج الحل السلمي». واعتبر السيد الحامدي في الأخير أن كل عمل تقوم به البعثة الأممية على الميدان هو من أجل «الحد من الأزمة حتى لا نقلص من حظوظ نجاح مساعي السلام في منطقة شمال مالي». وفي سياق متصل، انعقد الخميس اجتماع تشاوري ضم ممثلي فريق الوساطة و حركات شمال مالي و الحكومة المالية و بعثة الأممالمتحدة من أجل مالي (مينوسما). وجاء تكملة للاجتماع الذي انعقد بشكل منفصل بين ممثلي الوساطة لتسوية الأزمة السائدة في شمال مالي و تنسيقية المجموعات السياسية العسكرية و ممثل الحكومة المالية. وحسب مصادر مقربة من الملف فإن اللقاء الجديد بين مختلف الأطراف يندرج في إطار المرحلة التحضيرية للجولة الخامسة من الحوار المالي. ولا تزال المحادثات متواصلة بالجزائر العاصمة من اجل «تعزيز» وقف إطلاق النار في منطقة شمال مالي حيث يتم أحيانا تسجيل هجمات ضد بعثة الأممالمتحدة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، وأوضح المصدر ذاته على هامش الاجتماع التشاوري انه «يتم حاليا اغتنام تواجد الأطراف المشاركة في الحوار بين الماليين في الجزائر لدراسة السبل الكفيلة بتعزيز وقف إطلاق النار الساري المفعول في شمال مالي و التحضير الجيد لإجراء الجولة الخامسة من الحوار لتسوية أزمة مالي».