الرئيس بوتفليقة و مؤسسات الدولة خط أحمر أعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، مشاركة حزبه رسميا في ندوة الإجماع الوطني المزمع عقدها من قِبل جبهة القوى الاشتراكية، وقال أن مشاركتنا في الندوة ستكون فاعلة، أما فيما يتعلق بالمؤسسات القائمة، من الرئاسة إلى المجالس المنتخبة، فليس لدينا فيها نقاش وهي خط أحمر. وأوضح سعداني، خلال اللقاء الثاني الذي جمع حزبه أول أمس، بقيادة جبهة القوى الاشتراكية بمقر حزبه، أن هذه الندوة ينبغي لها أن لا تتطرق إلى مؤسسات الدولة بدءاً من رئاسة الجمهورية إلى غاية البلدية، معتبرا ذلك خطا أحمرا ،وقال أنه ينبغي على المجلس الوطني لجبهة القوى الاشتراكية، أن يأخذ هذا الموقف بعين الاعتبار، مؤكدا في السياق ذاته، أنه تم الاتفاق مع جبهة القوى الاشتراكية حول بعض المبادئ الأساسية التي لا ينبغي السطو عليها كالوحدة الوطنية وحماية التراب الوطني، والتصدي للمخاطر التي تحاك ضده، وكذا حماية الشعب الجزائري. و أن لا تكون ندوة للتصادم بين الأحزاب السياسية، وتوجيه الانتقادات لبعضها البعض، وإنما لتقديم ما يفيد البلاد لا غير. و أكد أنها ستكلّل بنتائج لصالح المؤسسات والسلطة العمومية في مجال تسيير الملفات الاقتصادية والاجتماعية، مضيفا أن لقاء الأفلان، المتواجد في هيئات السلطة، مع حزب معارض وهو الأفافاس، دليل على أنه لا وجود لجمود سياسي، أو صورة سوداوية للوضع في البلاد. من جانب آخر، أوضح سعداني، أن حزبه سيطرح على المشاركين في الندوة، ملف إعداد وثيقة الدستور الجديد بما يسمح للأحزاب بالتشاور حول المسائل السياسية. من جهته، نوَّه محمد نبو، الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية ، بمشاركة الأفلان، في ندوة الإجماع الوطني، و وصف انخراطه، في الندوة بالمهم، مؤكدا، أن حزبه يسعى لإعادة زرع الثقة وبعث الأمل في المجتمع، وأضاف أن هذه الندوة تعد مرحلة أساسية في مسار إعادة بناء الاجماع. على صعيد آخر، ثمَّن سعداني في لقاء جمعه بأمناء المحافظات، القرارات الصادرة مؤخرا عن المجلس المصغر، الذي ترأسه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وكشف عن قرارات أخرى سيتم اتخاذها، تصبُّ في إطار تنمية المناطق الجنوبية. واتهم سعداني، باريسَ بالوقوف وراء الاحتجاجات على استغلال الغاز الصخري، وقال أن فرنسا تحتاج إلى اليورانيوم لا إلى الغاز الصخري، واستغلالنا للغاز الصخري لن يساعدها، وكذلك الحال مع أمريكا وروسيا. وأضاف أن الحديث عن الغاز الصخري مفتعل والسفارات ناشطة في هذا الجانب، وعبّر عن دعمه لشركة سوناطراك التي قال أنها تتعرض لمحاولات تكسير، كما وصف المناوئين لاستغلال الغاز الصخري بجهات حاملة لطرح يشجع القوى الاستعمارية و الأيادي الأجنبية التي تستهدف الجزائر على أكثر من صعيد. من جهة أخرى، أكد سعداني، أن المؤتمر العاشر للحزب لم يتم تأخيره، و إنما يبقى تاريخ انعقاده مرتبطا بقضايا وطنية جوهرية، على رأسها تعديل الدستور، وأوضح أن القانون الأساسي المنبثق من المؤتمر القادم للحزب يجب أن يتماشى مع ما سيأتي به الدستور الجديد.