المالوف جنّبني الوقوع في قبضة الإنحراف أكد عازف الكمان الشاب لخضر قواش، للنصر التي التقت به خلال إحدى الجلسات التدريبية مع فرقته المتخصصة في فن المالوف، على مستوى المعهد البلدي للفنون بقسنطينة، بأن الموسيقى العصرية يجب ألا تمارس باسم التراث، داعيا المدرسة الأندلسية القسنطينية إلى المحافظة على شكلها الكلاسيكي. صاحب جائزة أحسن عازف في المهرجان الوطني للمالوف،أوضح بأنه يعتبر نفسه من المنتمين للمدرسة الكلاسيكية القديمة في المالوف التي تظل المرجع الأول بالنسبة إليه ، بالرغم من أنه قادر على مجاراة الأنواع الموسيقية العصرية المختلفة، مضيفا بأنه يفضل بقاء المالوف في شكله الأصلي، و على من يريد إضافة موسيقى خاصة به، ألا يعزفها باسم المالوف، مؤكدا بأنه ليس ضد التجديد، وإنما تبقى ،في نظره، المدرسة الكلاسيكية مرحلة ضرورية يجب المرور بها من أجل بناء قاعدة قوية في الموسيقى. و قال قواش، بأن المالوف مدرسة تربي الأجيال، و قد جنبته هذه الموسيقى الوقوع في قبضة الانحراف، بعد أن عاش يتيما فقد فقد والديه في سن 15 سنة، وتوقف عن الدراسة في مستوى الرابعة متوسط. و أكد الفنان بأن كلمات القصائد الأندلسية القسنطينية، مليئة بالمعاني الجميلة ، الداعية إلى الفضائل، فضلا عن أن موسيقاها سمحت له بتطوير علاقاته مع الآخرين، واكتساب مهارات في التعامل، و لم يكن تعلمها يتيح له وقتا للفراغ، حيث كان يكرس كل أيامه للعمل والتدرب على العزف، واعتبر الجانب الأخلاقي، أكبر فائدة حصل عليها من الموسيقى لحد الآن. وأشار لخضر قواش، صاحب 23 ربيعا، إلى أن الجمعيات هي في نظره أفضل مدرسة يمكن تلقن أصول وأساسيات المالوف للنشء، معتبرا العازفين الذين لم يمروا عليها خلال بداياتهم ، ليسوا تلاميذ مكونين أكاديميا في هذا الفن، حيث توفر الجمعية ،حسبه، المبادئ الأساسية والتوجيه الضروري من أجل التعلم الجيد، إلا أنه اعتبر الحب أهم عنصر يجب أن يتوفر قبل تعلم الموسيقي، واستدل بالبيت الشعري: « من يغني بغير حرقة عشقو باطل غير يكذب ..»و هو مأخوذ من التراث الشعبي الجزائري، حيث أكد بأنه يتجنب الأداء الآلي الأوتوماتيكي ، ويحاول دائما العزف بعشق وتركيز كبيرين. عن بداياته ،قال لخضر قواش، الذي ينشط حاليا ضمن فرقة الفنان حمزة بن قادري للمالوف، بأن أول علاقة نشأت بينه وبين المالوف، كانت ببيته العائلي بفضل والده المرحوم، الذي كان يعزف على آلة الكمان، مشيرا إلى أنه قرر تعلم العزف على هذه الآلة بعد وفاته، حيث لم يتعلم في بداياته العزف على أية آلة أخرى، لينتقل بعد ذلك إلى جمعية البسطانجية لمدة حوالي ثلاث سنوات، ثم يعكف على التعلم بشكل منفرد من خلال الأسطوانات المتوفرة لديه، ولم يكن يشارك إلا بالحفلات العائلية في البداية، إلى غاية سنة 2012، أين ظهر رفقة جمعية الفن والأدب لمدينة البليدة، وتحصلت الجمعية آنذاك ،على المرتبة الثانية في المهرجان الوطني للمالوف بقسنطينة، ثم تحصل على جائزة أحسن عازف في السنة الماضية خلال الطبعة الثامنة من نفس المهرجان، الذي حصدت فيه جمعية مالك شلوق التي شارك رفقتها ،المرتبة الثالثة. وأكد العازف عدم وجود دعم كاف للفنانين الشباب، من طرف الجهات الوصية،معتبرا القيمة المعنوية للجائزة التي تحصل عليها، تفوق كثيرا قيمتها المادية، إلا أنه أكد بأن المشاكل المادية لن تقف عائقا أمامه، حيث عبر عن طموحه في الوصول إلى أبعد نقطة في الفن، متمنيا الأفضل دائما.