أوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أن الوزارة تدعو نقابتي الأئمة للمشاركة في الحركية التي تنتهجها الوزارة للتعامل مع المطالب المطروحة، مؤكدا في نفس السياق، أن الوصاية مندمجة مع مطالب النقابتين وأنها وجهت نداءً الأسبوع الماضي، لمديري الشؤون الدينية في كل الولايات لفتح نقاش تشارك فيه النقابتان، حول مراجعة القانون الأساسي للأئمة وموظفي المساجد، ومن أجل أيضا فتح فرص الترقية على أساس الشهادة والأقدمية، وهذا لصالح الموظفين. وأكد محمد عيسى على هامش زيارته أول أمس، لمشروع مسجد ابن باديس بوهران، أن الوزارة تعتبر نقابة الأئمة طرفا فعالا في القطاع، منبها إلى أن مشروع القانون التعويضي موجود حاليا على طاولة الحكومة، مذكرا بأن الظرف الراهن يتطلب التعامل مع الملف برشد. و فيما يتعلق بمشكل السكن للأئمة، قال الوزير أنه سيتم توجيه المساعدات التي كانت تتلقاها المساجد، لإنجاز سكنات وقفية لمستخدمي هذه المساجد وهذا حسب المتحدث لن يتحقق إلا بمساعدة من السلطات المحلية لتسهيل الحصول على الأوعية العقارية لبناء هذه السكنات. وقال محمد عيسى أن الوزارة شرعت في التأسيس لهيئة الفتوى الوطنية التي تقتضي أن يكون هناك مفتٍ في كل ولاية، ومن أجل هذا يوجد 50 منصبا مفتوحا للمترشحين الذين وضع بشأنهم المجلس العلمي للوزارة قائمة الشروط الواجب توفرها في الإمام المفتي، وهي التي سيتم على أساسها اختيار الأئمة المفتين سواء من الجامعيين المتخصصين في العلوم الإسلامية أو الدارسين في العلوم المكملة لها، وأفاد الوزير أنه عند تكوين هيئة الإفتاء سيتم تسمية مفتي الجمهورية من طرف رئيس الجمهورية. وبخصوص الجدل القائم حول تعيين أئمة سلفيين في الوزارة، أكد محمد عيسى أن نظرته للإمام ليست على أساس أن له سحنة سلفية، بقدر ما يتطلب الأمر أن يكون الإمام محترما للمرجعية الوطنية، فلا يقبل أبدا أن يهاجم الإمام المذهب المالكي في بلاد هذا المذهب، ولا يمكن أيضا حسب الوزير للإمام أينما درس سواء في المشرق أو في المغرب، أن يهاجم التصوف الذي هو صفة في المجتمع الجزائري، أو العقيدة العاقلة التي تربى عليها الجزائريون، ومن يريد أن يحيد عن هذا التكوين مثلما أضاف لا مكان له في مساجد الجزائر»، و قال في هذا الصدد «لايؤمنا إلا من يستأمنه المجتمع الجزائري على دينه». وفيما يتعلق بموقف وزارة الشؤون الدينية إزاء الأئمة الذين يرتكبون مخالفات أخلاقية، مثل ما حدث بوهران في قضية الإمام اللذي إعتدى جنسيا على طالب في المدرسة القرآنية، ردّ محمد عيسى أن كل إمام يخطئ في الإمامة يشطب مباشرة من قائمة الأئمة ونهائيا دون رجعة، و على هذا الأساس، تم شطب هذا الإمام، مضيفا في نفس السياق «لا نقبل في صفوفنا من له ضعف يجعله يكون شرا على المسلمين» ، تاركا الأمر للعدالة أيضا لتقوم بعملها فيما يخص القضية. وتأسف الوزير لمثل هذه التصرفات اللاأخلاقية في وسط الأئمة، منبها في نفس الوقت، إلى عدم التعميم، ففي الجزائر يوجد 25 ألف إمام ولا يمكن أن يفسد شخص واحد سمعتهم، كما أوضح محمد عيسى الذي أكد خلال وقوفه على أشغال المسجد، أنه يجب على إمامه أن يكون متكونا ومتمكنا من أمور الإمامة ليليق بهذا الصرح الحضاري الذي ينبغي أن يكون مسيرا بطرق عصرية. وذكر وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أن زيارته أول أمس لوهران، جاءت للإطمئنان على رزنامة تقدم الأشغال بمسجد ابن باديس، والتي وجدها محترمة من طرف المؤسسة التركية المنجزة، مؤكدا أنه سيتم رفع الآذان وافتتاح المسجد في 16 أفريل المقبل، تزامنا مع إنطلاق تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، مؤكدا أن افتتاح مسجد ابن باديس بوهران سيكون حضاريا في مستوى الحدث، حيث برمجت من أجله احتفائية دينية بتلاوة للقرآن ومحاضرات في مستوى عالٍ، معلنا أن هذا البرنامج سينقل على المباشر في قسنطينة ضمن برنامج احتفاليتها.