مناصرو محاربي الصحراء لم يفقدوا الأمل لا زال مناصرو محاربي الصحراء متفائلين رغم صعوبة المقابلتين القادمتين، و هو ما بينه الكثيرون من خلال تعليقاتهم التي ملأت مختلف المنتديات الالكترونية التي أرادها البعض وسيلة للرد على انتقادات المفتقدين للروح الرياضية، فيما وجد فيها البعض الآخر وسيلة للتخفيف من وقع الصدمة بتذكير أنفسهم بالمستوى الذي حققته الجزائر بعودتها للساحة الرياضية العالمية بعد غياب طويل. مساندة الخضر فاقت كل التوقعات رغم غضب الكثيرين من الأخطاء المرتكبة في مباراة سلوفينيا لا سيّما اتجاه غزال و شاوشي اللذان تلقيا حمامات باردة بكل المنتديات دون استثناء، حيث سجلت الكثير من المدونات الالكترونية غضبا واسعا و عبارات لوم كثيرة وجهت بشكل خاص للمدرب رابح سعدان الذي أساء الاختيار بإدخاله لغزال الذي التصقت به تسمية "غزال ما زال"، و التي ترددت كثيرا في عدد كبير من التعليقات التي عكست مدى تأثر المناصرين بنتيجة المقابلة الأولى ، غير أن الملفت هذه المرة إجماع الكثيرين على المستوى الجيّد الذي ظهر به أشبال سعدان و الذي وصفه البعض بالمطمئن و القادر على صنع المفاجآت مع الانجليز الذين وجهت إليهم بدورهم انتقادات كثيرة و لم ترحمهم صحافة بلادهم و لا صحافة العالم بعد لقائهم بمنتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية و اعتبره الكثيرون باللقاء الباهت. و بقدر تشاؤم البعض بقدر ما يحافظ البعض على تفاؤلهم و ثقتهم في الخضر، حيث اختار عدد من المبحرين استرجاع صور ملحمة خيخون 82 مثلما كتب أحد المعلقين الذي أطلق على نفسه اسم -جزايري في الدم-على موقع يوتوب-:" لا تيأسوا يا رفاق قادرين نعاودوا مفاجآة خيخون خلوا ثقتكم في الله كبيرة" و كتب شكران 96 أن الانجليز ليسوا صخورا لا تكسر و بإمكان الخضر نحت النصر عليهم مثلما فعل ماجر و بلومي عام 82. و تكررت عبارة التشجيع المفضلة إلى قلوب الجزائريين "وان تو ثري فيفا لالجيري" في المدونات باللغتين العربية و الفرنسية، حيث لا يمر انتقادا أو تهكما على الفريق الوطني إلا و تبعته تعليقات من المناصرين الأوفياء الذين يذكرون باستمرار، أن الرياضة كانت و ستبقى ربحا و خسارة ، و أن من يشجعون الخضر فقط عند الربح لا يتمتعون بالروح الرياضية مثلما جاء في تعليق "بنت الجزائر" التي تعكس تدخلاتها في منتديات موقع "أم بي سي" مساندتها الواسعة للأفناك في السراء و الضراء حيث تلتمس لهم الأعذار دائما و تنتقي أجمل عبارات المواساة بعد كل خيبة أمل. و من أكثر التعليقات تميّزا في منتديات "كرة ستارز"تلك التي أرسلها أحد المبحرين الذي أطلق على نفسه "حكمة فوت" و الذي شبه المناصرين غير الأوفياء بالأب الذي يتبرآ من ابنه لمجرّد ارتكابه لأول خطأ. و عادت التعليقات المسجلة على اليوتوب للظهور و لو بشكل أقل حدة مقارنة بكأس إفريقيا، حيث تحول البعض إلى محللين رياضيين يصوبون كاميرات الواب نحوهم و يبدأون في قراءة و تحليل حالة و مردود كل لاعب في المنتخب الوطني، و المدير الفني و كأنهم في امتحان تجريبي للالتحاق بإحدى الفضائيات الرياضية. و غالبا ما تثير هذه الفيديوهات الحرة اهتمام المبحرين الذين لا يترددون في التعليق و الرد عليها من داخل و خارج البلاد بين مؤيد و معارض و بين مناصر و حاقد، إذ لا تكاد المنتديات تخلو من انتقادات المصريين الذين يبدو أنهم لم يتخلصوا بعد من كابوس أم درمان، حيث لا يفوت بعضهم فرصة إلا و استهزؤوا من ممثلي العرب في المونديال و هو ما يحول عموما المنتديات إلى ساحات عراك الكتروني يبدو أنه لن يعرف نهاية أبدا.