سقوط الكبار يثلج صدر مناصري "الخضرا" حتى العمالقة يتعثرون و يخسرون...و لم يكونوا في مستوى الإطراء و المدح الذي أغرقتهم فيه صحافة العالم..."قال أحد المناصرين بقسنطينة و هو يتابع مقابلة ألمانيا صربيا محاولا التخفيف عن نفسه و من معه من الرفاق في محل للأكلات السريعة بحي بو الصوف ساعات قليلة قبل لقاء الأفناك برفاق روني، و التي عرفت ظاهرة غريبة من مناصري محاربي الصحراء الذين يدعون الله أن تخسر ألمانيا و قبلها إسبانيا حتى لا يبقى الخضر وحدهم في قائمة الخاسرين. و قد عاد بصيص الأمل ليرفع معنويات مناصري الأفناك قبل مباراة الانجليز، بفضل نتائج المباريات الأخرى التي شهدت تعثر العديد من عمالقة كرة القدم و على رأسهم إسبانيا و ألمانيا و حتى فرنسا التي أحرزت الدور الثاني في كأس العالم 2006، فراح بعض الغيورين على الألوان الوطنية يساندون المنتخبات الأقل حظا و صيتا رغبة في رؤية الكبار يتعثرون كغيرهم من الفرق الحديثة النشأة أو العائدة من بعيد حتى يكون ذلك بمثابة المواساة و استعادة الثقة،حيث اعترف عدد من المناصرين بأنهم وجدوا في خسارة المنتخبات الكبيرة متنفسا و طريقة مناسبة للتخفيف من وقع خسارة الخضر أمام سلوفينيا حيث ذكر صاحب مطعم بأحد أحياء وسط المدينة بأن الكثير من المناصرين راحوا يدعون الله أن يفاجئ الصغار منتخبات الكبار بلعب ممتاز لم يكونوا ينتظروه ،و يصدم النجوم الكبار عشاق الكرة و الإعلام بالمستوى المتدني، حتى يتذكر الجميع بأن الرياضة كانت و ستكون دائما فضاء للمفاجآت. و قال أحد الشباب أن معنوياته ارتفعت بعد رؤية سويسرا تصنع المفاجأة بتفوقها على الإسبان ، و نفس الشيء بالنسبة لتفوق سلوفينيا في بداية الشوط الأول على الأمريكيين، و تمكنهم من تسجيل هدفين في شباك المنافس ، و هو ما عجزت عن تحقيقه أمام "البيلدوزير" شاوشي على حد تعبيره. و قال البعض أن خسارة الفرق الكبيرة خففت من الضغط على المناصرين الجزائريين داخل و خارج الوطن ، لا سيّما أولئك الذين تعودوا على الرد على تعليقات الحاقدين على ممثل العرب الوحيد في المونديال ، و الذين يتحيّنون الفرص لإمطارهم بوابل من الانتقادات التي تفتقد للموضوعية و تغلب عليها الذاتية النابعة عن أحقاد متابعين لا يتمتعون بالروح الرياضية. و لم تقتصر ظاهرة الدعاء على المنتخبات القوية لكي يبلون و يتذوقون طعم الخسارة على المتعصبين من المناصرين ، بل انتقلت إلى الأطفال الذين راح بعضهم يطلب من المتوجهين إلى صلاة الجمعة أمس الأول و يترجوهم بإكثار الدعاء للمنتخب الوطني حتى يدخلوا الفرحة إلى قلوبهم و يعود الأمل بالتأهل للدور الثاني إلى نفوسهم.