نزلت الخسارة المرة لأمل مروانة على يد شباب باتنة، كالصاعقة على الأنصار في مختلف معاقلهم، كونها رسمت سقوط الفريق، وكشفت المستور ومعه محدودية التشكيلة التي لم تقم بأي شيء للدفاع عن سمعة الكرة المروانية، وحفظ ماء وجهها منذ بداية الموسم. الديربي الأوارسي المصغر، بقدر ما أعطى الانطباع بتواجد الصفراء في حالة غيبوبة عميقة، بقدر ما شكل محطة توديعية للدوري المحترف، وهذا باعتراف من المدرب أحمد سليماني، الذي رفع ولأول مرة الراية البيضاء، بعد أن ظل يعزف سمفونية التفاؤل على مدار الأسابيع الأخيرة، ولو أن المتتبعين كانوا يدركون بأن ذلك لم يكن سوى ضربة سيف في الماء، ووسيلة لامتصاص الغضب الجماهيري. السقوط المبرمج للأمل إلى دوري الهواة، حتى وإن كان منتظرا لعدة اعتبارات أبرزها سياسة الإدارة التي أثبتت فشلها، ونوعية التعداد ومعه تواضع مستوى اللاعبين، إلا أنه جاء كنتيجة حتمية لمسار كارثي، جسدته المرتبة الأخيرة للفريق الذي ظل وفيا للفانوس الأحمر منذ بداية الموسم، وإنهائه مرحلة الذهاب برصيد 10 نقاط. المتتبعون يجمعون على أن هذا الموسم يعد الأسوأ في تاريخ الفريق حتى في أحلك أيامه، ما يستوجب وضعه في طي النسيان، ومحاولة مراجعة العديد من الجوانب في المجالين التسييري والفني، مع التفكير من الآن في بناء فريق قوي ومستقبلي، في غياب سياسة البريكولاج التي ألحقت أضرارا بليغة بالصفراء وضربتها في الصميم، إلى حد افتقادها لكل مقوماتها وهويتها. أنصار الأمل الذين ما زالوا تحت الصدمة، فقدوا الرغبة في متابعة اللقاءات، فحتى الدخول المجاني الذي أقرته الإدارة بملعب بن ساسي لم يستهوهم للتنقل ومتابعة خرجات رفقاء عباز، فاختفت بذلك راياتهم وغابت تشجيعاتهم وحل محل ذلك التحسر والتأسف على ما آلت إليه أوضاع عميد الأندية الأوراسية، والذي تأسس عام 1933، ما يعكس الطلاق غير المعلن بين الفريق ومحيطه العام، وحالة الغليان التي يعيشها الشارع الرياضي المرواني. استعادة المجد الضائع للصفراء وتبييض صورتها التي شوهت هذا الموسم بشكل غير مسبوق، يمر حسب العارفين بخبايا الفريق عبر إحداث ثورة حقيقية في شتى الجوانب، وتبني سياسة مغايرة قوامها الشفافية في التسيير والنية الصادقة والرغبة الأكيدة بعيدا عن التصلب في الرأي(تاغنانت)، لأن بطولة الهواة أصعب بكثير من دوري المحترفين.