التطورات الدولية تستدعي مراجعة مبدأ عدم تدخل الجيش في الخارج القوة العربية المشتركة يجب أن توجه لتأمين الأمن القومي وليس للدفاع عن الأنظمة القائمة اعتبر الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية رمضان حملات، أن توسيع التعاون الأمني بين الجزائروتونس إلى المستوى الميداني والعملياتي، من شأنه إحباط التهديدات الإرهابية المتربصة بالبلدين، وقال أن تنظيم «داعش» يحاول القيام بعمليات إرهابية ذات الصدى العالمي كما وقع في اعتداء الباردو بتونس، مضيفا أن هذا التنظيم لديه حقد على تونسوالجزائر ويحاول الانتقام . وأوضح الخبير الأمني رمضان حملات، أن التهديدات التي يطلقها تنظيم «داعش» لاستهداف المصالح التونسيةوالجزائرية تستدعي المزيد من اليقظة من طرف الأجهزة الأمنية وعلى رأسها الجيش. وأشار الخبير في تصريح للنصر، إلى ضرورة توسيع التنسيق الاستخباراتي القائم بين البلدين إلى التعامل على المستوى الميداني والعملياتي من خلال قنوات اتصال بين قادة محليين على طرفي الحدود من أجل وصول المعلومة في حينها، والتمكن من التصدي لأي تهديد إرهابي. و أكد في هذا الخصوص، إلى ضرورة تحسيس المواطن بالتعامل الإيجابي مع مصالح الأمن والتبليغ على أي حركة مشبوهة بالإضافة إلى العمل الاستخباراتي والأمني الواسع على طول الحدود وداخل التراب الوطني بهدف إحباط أي محاولة لهذا التنظيم الارهابي. وأضاف العقيد المتقاعد رمضان حملات، أن ما يشجع تنظيم «داعش» على القيام بأعمال ارهابية ، ما قامت به حركة الشباب الصومالية في كينيا داخل حرم جامعي، مشيرا إلى الاستراتيجية الجديدة التي يطبقها التنظيم الارهابي في عملياته والتي يسمونها ب»الذئاب المنفردة « حيث يقوم بتنفيذ العملية الإرهابية فرد أو فردان فقط، ويكون لها صدى عالمي وكانت هذه الاستراتيجية يضيف نفس المصدر «موجهة للدول الغربية لكنها لم تنجح». من جانب آخر، اعتبر نفس المتحدث، أن الوضع الراهن يتطلب إعادة النظر في مبدأ عدم تدخل الجيش في الخارج، نظرا للتطورات والتحولات الكبرى التي جرت في العالم، حيث تتم هذه المراجعة- كما قال- بالتحضير الجيد من الناحية القانونية والعسكرية والأمنية والسياسية من خلال إعداد دراسة من طرف الخبراء لوضع الإطار القانوني اللازم لتدخل الجيش في الخارج، وتغيير المادة 25 من الدستور والسماح بإنشاء وحدات خاصة مهيأة للتدخل في الخارج، تكون مجهزة عسكريا للتدخل في المحيط الجيو سياسي، معتبرا عدم التدخل في الخارج بأنه «خطأ سياسي» وأضاف أن هذا المبدأ تم اتخاذه في مجلس الثورة في 1965 وهو ما يستلزم إعادة النظر فيه بعد حصول العديد من التحولات على الصعيد العالمي وتساءل نفس المصدر قائلا :»هل يعقل أن في 2015 هناك 16 عملية لحفظ السلام تقوم بها وحدات أممية من بينها 7 عمليات في إفريقيا و4 في العالم العربي وتغيب عنها الجزائر، رغم أنها ليست عمليات حربية بل هي عمليات مراقبة وحماية للمدنيين وغيرها ، مضيفا كيف سيكتسب الضابط الجزائري الخبرة من دون المشاركة في مثل هذه العمليات.وحول تشكيل القوة العربية العسكرية المشتركة، أوضح نفس المصدر أن القوة المشتركة، يجب أن توجه لتأمين الأمن القومي العربي وليس من أجل الدفاع عن الأنظمة العربية القائمة والتي تحس أن تواجدها أصبح مهددا . وحول الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب، قال رمضان حملات، أن أمريكا غيّرت من حليفها في الخليج العربي ومالت إلى الإيرانيين بحكم أن ايران أصبحت قوة إقليمية معترفا بها دوليا، حيث تحاول الولاياتالمتحدة الاقتراب من إيران من أجل قطع محور روسيا – ايران – سوريا، لاسيما في ظل الحضور المتزايد لروسيا في المنطقة، وهو ما يشكل خطرا على المصالح الأمريكية، موضحا أن التقارب الحاصل بين إيرانوأمريكا هدفه عزل روسيا.