الجزائر ستساهم بالتعاون الاستخباراتي والتدريب العسكري والتمويل المادي أعطى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تعليمات صارمة لوزير الخارجية الذي شارك في اجتماع وزراء خارجية العرب قبل انعقاد القمة، أمس واليوم بمدينة شرم الشيخ المصرية، في ما يخص موضوع تأسيس قوة عربية مشتركة. وتلخصت أوامر الرئيس في شرح الموقف الجزائري جيدا للأشقاء العرب، كون دستور البلاد لا يسمح بخروج وحدات قتالية للمشاركة في أي تدخل أو حرب خارج الحدود الجزائرية، حسب مصدر مطلع تحدث ل "البلاد". وقبل ذلك كان وزير الشؤون الخارجية رمضان لعمامرة قد صرح لبعض وسائل الإعلام الوطنية والمصرية على هامش انعقاد القمة العربية بأن الجزائر ستكون لها مساهمات لوجستية، إن قرر الزعماء العرب تأسيس قوات عربية مشتركة . من جهة أخرى، وحسب المصدر المطلع، فإن التعديل الدستوري المرتقب نهاية شهر أفريل لن يعرف أي تعديل فيما يخص عقيدة الجيش الوطني الشعبي التي ستبقى دفاعية وفقط، ما يعني أن الجزائر لا تفكر أبدا مستقبلا في تغيير عقيدة جيشها وهو ما يتماشى والخط الموازي الذي تلتزم به الديبلوماسية الجزائرية التي تسعى أن لا تكون طرفا في أي نزاع، بل إن مبدأها الأساسي هو الحياد الإيجابي . وحسب المصدر ايضا، فإن الجزائر ستكون مشاركتها فعالة وهامة إن توصل الرؤساء والملوك العرب إلى تأسيس قوة عربية مشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية التي أصبح يتعرض لها الأمن القومي العربي في الأعوام والأشهر الأخيرة، حيث ستساهم الجزائر بالتدريب العسكري وكذا التعاون الاستخباراتي، بالإضافة إلى التمويل المادي. لذلك قال لعمامرة بأن الجزائر ستكون لها مساهمات لوجستية. بمعنى أن مسؤول الديبلوماسية الجزائرية كان يقصد هذه المساهمات الثلاث والتي حددها الرئيس بوتفليقة شخصيا وذلك بعد تشاوره مع نائب وزير دفاعه الفريق ڤايد صالح، خاصة فيما يعني مسألتي التدريب العسكري والتعاون الاستخباراتي مع القوة العربية إن تأسست . ويرى العديد من الخبراء الأمنيين أن الجيش الجزائري الذي يعتمد على استراتيجية دفاعية لحماية التراب الوطني وعدم التدخل في الشؤون الخارجية للدول، ساهم بصفة مباشرة في تأمين حدوده الكبيرة، خاصة وأن معظمها يشهد توترا لم يسبق له مثيل منذ الاستقلال، سواء كانت الشرقية مع الجارة تونس أو الغربية مع الشقيقة المغرب صاحبة أكبر إنتاج في العالم من المخدرات أو من جنوبها الشاسع، حيث تعرف مالي وليبيا ما لم تعرفه من قبل فيما يخص نشاط التنظيمات الإرهابية والإجرامية على حد سواء . ويرى العديد من الخبراء الأمنيين أن ضعف الجيش النظامي بأي بلد سيكون عاملا مساعدا على التفكك والتمزق كما هو حاصل في اليمن وليبيا الآن. لذلك فالعديد من المختصين في الشأن الأمني يرون بأن عقيدة الجيش الجزائري الدفاعية صحيحة، لأنها حافظت على تماسك وصلابة الدولة في عز العواصف الهوجاء التي عرفتها البلاد .