يعاني سكان مشاتي عين الحوتة الواقعة ببلدية رأس العقبة جنوبي قالمة من عزلة خانقة مازالت مستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين بأنهم لم يتوقفوا عن مناشدة المجالس الشعبية المتعاقبة على رأس العقبة لإصلاح الطرقات و مساعدة السكان غير أن الوضع بقي على حاله إلى اليوم. و قال مصطفى أحد سكان عين الحوتة متحدثا للنصر التي زارت المنطقة بأن المسلك الريفي الذي يربطهم بمركز رأس العقبة قد انهار بعدة أجزاء و أصبحت الحركة فيه صعبة للغاية و خاصة في فصل الشتاء. و يمتد طريق ريفي من بلدية رأس العقبة إلى حدود بلدية وادي الزناتي و يعبر عدة مشاتي و حقولا زراعية واسعة و تتفرع منه مسالك ريفية أخرى تربط بين عدة تجمعات سكانية مازال يتردد عليها بعض المزارعين خلال مواسم البذر و الحصاد بينما هرب آخرون إلى المدن و القرى المجاورة تحت تأثير العزلة التي تخيم على المنطقة منذ سنوات، بسبب انهيار المسالك الريفية التي تم شقها و تعبيدها مطلع الثمانينات و لم تخضع لعمليات صيانة منذ ذلك الحين كما يقول السكان الذين ناشدوا والي قالمة بإصلاح المقاطع المتضررة و تسجيل عملية لتعبيد المسلك الرئيسي الممتد على مسافة 8 كلم تقريبا من حدود بلدية وادي الزناتي إلى مركز رأس العقبة. و يعتمد السكان على هذا المسلك لنقل المرضى و إيصال المواد الزراعية و أعلاف المواشي و إمدادات الغذاء للسكان المنتشرين بين الحقول و الشعاب في واحدة من أحسن الأقاليم المنتجة للقمح برأس العقبة. و تحول المسلك الريفي الرئيسي إلى حفر و أتربة و مجاري مائية و لم يعد صالحا إلا للجرارات الفلاحية التي تبقى الوسيلة الوحيدة لقهر العزلة و فك الخناق المضروب على بقايا سكان يعيشون في صراع دائم مع الطبيعة القاسية، و حرمان اجتماعي جعلهم أشبه بالرحل الذين يتنقلون من موقع إلى آخر بحثا عن المراعي و مصادر المياه. و لم يتسن لنا الاتصال بمسؤولي بلدية رأس العقبة لمعرفة ما إذا كانت هناك مشاريع لفك العزلة عن مشاتي عين الحوتة و غيرها من التجمعات الريفية الأخرى كما يتمنى السكان، الذين قالوا بأنهم يأملون في التفاتة جدية من السلطات الولائية و البلدية لفك الحصار المضروب عليهم منذ انهيار الطرقات التي كانت بمثابة شريان الحياة الاقتصادية و الاجتماعية بأرياف رأس العقبة.