سكان مشاتي برأس العقبة يطالبون بتدخل الوالي لإصلاح الطرقات مساكن مهجورة و صراع مرير مع المسالك الترابية و مزارعون أنهكتهم العزلة فغادروا الى حيث الطريق المعبد و المرافق الخدماتية بالمدن و القرى المجاورة ، هذا هو حال بقايا سكان مشاتي بوحكيم و عين الحوتة ببلدية رأس العقبة الواقعة جنوب ولاية قالمة. اشتكوا مرات عديدة الى رؤساء البلديات الذين تعاقبوا على رأس العقبة لكن الأمور لم تتغير الى اليوم ،كما يقول عمي علي بوشامة أحد سكان عين الحوتة الذي قهرته الطبيعة الصعبة و أجبرته على الفرار الى وادي الزناتي المجاورة. و أمام الوضع المتردي الذي آلت إليه طرقات بوحكيم و عين الحوتة وجه سكان المنطقة نداء استغاثة الى والي الولاية و ناشدوه بالتدخل و إطلاق مشاريع فك العزلة عن واحدة من أهم الأقاليم المنتجة للقمح بولاية قالمة ،مؤكدين في لقاء مع النصر أول أمس بأنهم لم يعودوا يعولون على المجلس البلدي الذي عجز على مدى السنوات الماضية عن تعبيد كيلومتر واحد من الطريق العابر للمشاتي المذكورة على مسافة تقارب ال8 كيلومتر و الذي تحول الى مسلك ترابي لا يصلح إلا للجرارات و قطعان المواشي التي تنتقل من موقع الى آخر بحثا عن الغذاء. و قد تسببت العزلة الخانقة في حدوث هجرة متواصلة لسكان المنطقة ،حيث تحولت العديد من المساكن الى أطلال يعود إليها المزارعون كل صيف لحصد حقول القمح ثم يغادرون الى المدن و القرى المجاورة. و يتحدث بقايا السكان بمرارة عن المعاناة اليومية مع العزلة ،التي أصبحت تهدد بنزوح جماعي لبقايا السكان ،الذين أكدوا بأنه كان بالإمكان تعبيد الطريق الأقرب الى المنطقة انطلاقا من مدينة وادي الزناتي ،التي تعد ملاذا للنازحين الباحثين عن العلاج و الدراسة و التواصل مع باقي مناطق الولاية لبيع مواشيهم و منتجاتهم الزراعية ،التي مازالت تنتظر قدوم الحاصدات الى اليوم. و يعتمد بقايا السكان على الجرارات الفلاحية و السيارات النفعية للوصول الى رأس العقبة ووادي الزناتي للعلاج و التزود بالمواد الغذائية لكن وسائل النقل التقليدية عجزت هي الأخرى عن عبور المسالك الوعرة و خاصة خلال تردي الأوضاع المناخية كما حدث خلال العاصفة الثلجية الأخيرة التي عزلت سكان المنطقة عدة أيام. و يطالب السكان بإجراء أشغال تسوية للمسالك الترابية على الأقل لتمكينهم من حصد حقول القمح و إيصال المنتوج الى مخازن وادي الزناتي في انتظار تسجيل مشاريع فعالة لإنهاء المعاناة ،التي عمرت سنوات طويلة و أثرت على الاقتصاد الريفي و حياة سكان بوحكيم وعين الحوتة ،الذين صبروا و صمدوا فوق الأرض الخصبة لكنهم لم يعودوا قادرين على تحمل المزيد بعد أن هاجر شباب المنطقة و تقدمت سنوات العمر بكبار المزارعين ،الذين باتوا يخشون من تحول سهل القمح الشهير الى منطقة أشباح تسكنها الغربان و الذئاب الرمادية ،التي عادت بقوة لتعمر المنطقة بعد أن هجرها الإنسان تحت تأثير العزلة و الحرمان.