مشروع مفتي الجمهورية على طاولة الحكومة قبل جوان المقبل قال أمس وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى ، أن تحديد تكلفة الحج لهذا الموسم سيتم الإعلان عنها مطلع الأسبوع المقبل في أعقاب اجتماع المجلس الوزاري المشترك المقرر عقده مساء غد الخميس. وأوضح محمد عيسى في تصريح للصحافة عقب إشرافه على افتتاح ندوة علمية حول» عظمة القرآن الكريم في ترتيب آياته ‹› في دار الإمام بالمحمدية (العاصمة)، أن اجتماع يوم الغد سيخصص لتحديد تكلفة الحج لهذه السنة، إلى جانب التطرق لموضوع، نظام المسار الالكتروني للحج الذي اشترطته السلطات السعودية، فضلا عن تحديد خطة عمل لضمان موسم حج جيد، منوها إلى أن قرار تحديد تكلفة الحج لا يقتصر فقط على قطاع الشؤون الدينية لوحدها، بل يتم مناقشته خلال الاجتماع الوزاري الذي يضم كل القطاعات المعنية. وفي ذات السياق كشف الوزير أن بالمفاوضات التي أجرتها السلطات الجزائرية مع نظيرتها السعودية أسفرت عن تخفيض تكلفة إقامة الحجاج الجزائريين بالبقاع المقدسة بحوالي 60 مليار سنتيم، الأمر الذي سيكون له، حسبه، الأثر الإيجابي على تكلفة الحج لهذه السنة.من جهة أخرى كشف وزير الشؤون الدينية عن قرب إطلاق مشروع لإنشاء ‹› أول مؤسسة وقفية ذات طابع علمي قرآني تضم علماء في مجال البيان واللغة والطب والفلك من أجل تدارس جوانب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم لإنشاء أسرة عالمة تدافع عن القرآن وتحببه للناشئة «، موضحا بأن أهداف هذه المؤسسة وهي أهداف علمية دينية ترمي لخدمة القرآن الكريم، من خلال تجميع جهود الكفاءات في هذا المجال وجمع البحوث والدراسات وعقد مؤتمرات وندوات وتنظيم قوافل علمية تجوب الولايات وتزور الثانويات لتبين أن القرآن الكريم هو كتاب الله المحكم وأنه المرجع الذي نرجع إليه في شؤون ديننا ودنيانا. وفي رده عن سؤال للنصر، حول الخطوات التي تم قطعها بخصوص مشروع مفتي الجمهورية، أوضح الوزير أنه سيتم إحالة هذه المسألة على الحكومة قبل شهر جوان المقبل، وقال ‘' إن مشروع مفتي الجمهورية سيقدم إلى مصالح الحكومة قبل شهر جوان القادم ‘' وأضاف بأن الجانب القانوني الخاص بهذا المشروع قد اكتمل وأن الوزارة قد بدأت تستقبل اقتراحات من مختلف الولايات حول الإمام المفتي في كل ولاية وقال بأنه سيتم جمع هذه الكفاءات مع إضافة أمناء المجالس العلمية، إلى جانب الكفاءات العلمية الجامعية. وفي موضوع آخر يتعلق بالاتفاق الذي جرى بين قطاعه وهيئة الهلال الأحمر الجزائري المساعدة هذه الأخيرة في توزيع المساعدات على الفقراء والمساكين، قال الوزير أن قطاعه وافق على أن يمد الهلال الأحمر الجزائري بالبطاقية الوطنية للمحتاجين التي وضعتها هيئة صندوق الزكاة التي تعتمد على بطاقية صندوق النشاط الاجتماعي، وقائمة البلديات المحيّنة بحسب شهادة لجان الأحياء وجمعيات المساجد، معربا في ذات الوقت عن استعداد وزارة الشؤون الدينية لوضع شبكة الأئمة ال 35 ألف تحت تصرف مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري، للقيام بالتكفل بالفقراء بالصورة التي تحفظ لهم كرامتهم ولا تذلهم بالوقوف في الطوابير. أما في إجابته عن سؤال آخر يخص جرد الأملاك الوقفية، كشف وزير الشؤون الدينية إلى أن قطاعه قد استفاد منذ عشر سنوات من قرض مالي بدون فوائد من البنك الإسلامي للتنمية في جدة ، وقال بأن هذا الغلاف قد مكن من جرد الأملاك الوقفية التي يوجد الكثير منها في منازعات قضائية لمواصلة هذه العملية التي وصفها بالشاقة، كما تحدث عن تخصيص مبلغ آخر من الخزينة العمومية يقدر ب 140 مليون دينار لمواصلة الجهد والعمل، داعيا المواطنين إلى إنشاء أوقاف جديدة على غرار أوقاف الأسهم والمال، وعدم الاكتفاء بالأوقاف التاريخية. وعلى صعيد آخر تحدث الوزير عن تعاون قطاعه مع ‘' الجهات المختصة ‘' بشأن المراجعات الفكرية التي تستهدف ‘' الفئات الضالة ‘' وقال ان الكثير من الأئمة يشاركون في المراجعات الفكرية وقال بأن هذا الموضوع ليس سرا بحيث أن الكثير من الأئمة ذهبوا إلى السجون حيث يوجد الإرهابيون المسجونون ويفتحون معهم النقاش وقد عاد الكثير منهم عن أفكارهم، مشيرا إلى أن ما تختص به الوزارة هو المراجعة الفكرية خارج دائرة المتورطين في الإرهاب ولذلك – يضيف نظمت الوزارة الملتقى الدولي حول الأمن الفكري حول العمل الإرهابي وهي تحضر هذه الأيام للدورة الثالثة لهذا الملتقى الذي يهدف كما قال لإبطال الدواعم والسندات الشرعية التي يعتمد عليها العمل المسلح باسم الإسلام من خلال مراجعة الآيات التي تفهم خطأ او تأول أو تلوى عن المراد منها وكذلك السنة وفتاوى العلماء التي سيقت في نسق خاص ثم اجتثت من سياقها لتوظف في سياق آخر على غرار الكثير من الفتاوى التي أصدرها ابن تيمية في زمن الدولة الإسلامية التي كانت تقارع المغول الصليبية وهي فتاوى استثنائية تخص الكفار ولا يمكن أن تسقط اليوم على مجتمعات المسلمين.