قطر توظف عرس" القدم الآسيوية " بحثا عن مونديال اليد لا يختلف إثنان في كون دولة قطر نجحت في كسب الرهان و ظفرت بشرف تنظيم مونديال كرة القدم المقرر بعد 11 سنة، لكن هذا الإنجاز لم يمنع القطريين من توسيع دائرة طموحاتهم، و سيكونون اليوم الخميس على موعد جديد قد يجعل هذا البلد العربي يدخل التاريخ عبر أوسع أبوابه، لأن قطر من المحتمل جدا أن تنال شرف إستضافة نهائيات كاس العالم المقررة عام 2015، و عملية التصويت ستتم اليوم بمدينة مالمو السويدية على هامش الطبعة ال 22 من مونديال الكرة الصغيرة الجارية هذه الأيام بالسويد، حيث يمتلك الملف القطري حظوظا وفيرة لكسب ثقة أكبر عدد ممكن من المصوتين في الإتحاد الدولي لكرة اليد. و لئن كان القطريون قد عمدوا إلى تقديم ملف ترشحهم لتنظيم مونديال كرة اليد بعد أسبوعين من تحقيقهم الحلم الأكبر بالظفر بشرف إستضافة مونديال كرة القدم، فإن عجلة الزمن خدمت مصلحة دولة قطر، على إعتبار أن هذا البلد العربي الشقيق يحتضن منذ مطلع شهر جانفي الجاري فعاليات النسخة الخامسة عشرة لنهائيات كاس أمم آسيا لكرة القدم، و هي التظاهرة التي إستغلتها بعض القنوات العربية المتخصصة في الشأن الرياضي للترويج أكثر للملف القطري، على أمل كسب الرهان و الحصول على شرف تنظيم مونديال كرة اليد المقرر بعد أربعة أعوام، بدليل أن قناة " الجزيرة الرياضية " و التي يتواجد مقرها في الدوحة خصصت فضاءات كبيرة من برامجها لتغطية العرس الكروي الأسيوي، و ذلك في محاولة لضرب عصفورين بحجر واحد، من خلال تقديم مادة إعلامية دسمة و ملمة بالحدث من جميع جوانبه لملايين المشاهدين، و كذا التأكيد على أحقية دولة قطر في كسب معركة " مونديال كرة القدم "، و التمهيد إستضافة مونديال كرة اليد. و ما يجسد هذا الطرح البرامج المتميزة التي أعدها الطاقم الصحفي لهذه القناة الفضائية، بخصوص المنشآت الرياضية التي تتوفر عليها دولة قطر، و نجاحها في تنظيم العرس الكروي الآسيوي، قبل 11 حولا من الموعد التاريخي، مع إظهار مدى إستعداد القطريين لإنجاح العرس العالمي على جميع الأصعدة، مادامت قضية المرافق الرياضية و المنشآت القاعدية لم تعد مطروحة إطلاقا في هذا البلد العربي. و مؤشرات النجاح في التنظيم لاحت في الأفق حتى قبل شروع اللجنة المعنية في وضع الترتيبات اللازمة لتجسيد المشاريع الضخمة التي تمت برمجتها تحسبا لهذا الموعد، بتشييد ملاعب و فنادق تتماشى و قيمة التظاهرة، لأن الإتحادية القطرية لكرة اليد كانت قد دخلت السباق على تنظيم مونديال 2015 للكرة الصغيرة يوم 18 ديسمبر الفارط، بعد موافقة الحكومة على هذا الملف المندرج في إطار البرنامج الرامي على دعم الحركة الرياضية في هذا البلد و إستضافة أكبر التظاهرات العالمية. إلى ذلك فإن الأنظار ستكون مشدودة اليوم الخميس على مدينة مالمو السويدية أين ستتم عملية التصويت لإختيار الدولة التي ستستضيف مونديال كرة اليد للرجال المقرر سنة 2015، حيث ستنافس الملف القطري مع ملفات كل من فرنسا وبولونيا والنرويج، و هي الملفات التي تبدو حظوظها ضئيلة في كسب الرهان، على إعتبار أنها دول أوروبية، و هذه القارة إحتضنت العرس العالمي للكرة الصغيرة في الطبعتين الأخيرتين بكرواتيا و السويد. كما أن النسخة القادمة ستقام بعد عامين بإسبانيا، و التداول على تنظيم المنافسات يبقى من ابرز الشعارات التي يرفعها الإتحاد الدولي للعبة، هذا بصرف النظر عن الملف الثقيل الذي قدمه الإتحاد القطري، لأنه يوفر فرصة لتطوير رياضة كرة اليد بصورة مبتكرة لدى الجماهير جديد، مع وضع معايير جديدة للجودة والتميز لبطولة العالم من أجل تعزيز مكانة الاتحاد الدولي لكرة اليد والدور الذي يلعبه في تطوير اللعبة وتمكينه من توسيع رقعة نشاطه، فضلا عن كون دولة قطر وفرت أول فرصة في التاريخ لإمكانية إقامة بطولة العالم 2015 في مدينة واحدة بالنظر إلى توفر قاعات التدريب والمنافسات وكذا الفنادق في العاصمة القطرية الدوحة . هذا و قد نظم الوفد القطري برئاسة أحمد عبد الرب الشعبي سهرة أمس الأربعاء ليلة تراثية بفندق الهيلتون بمدينة مالمو السويدية، إصطلح على تسميتها " ليلة قطر في مالمو "، و هي المناسبة التي خصصت لتسليط الأضواء على الملف العربي المتنافس على إستضافة مونديال كرة اليد لسنة 2015، مع إقامة حفل كبير على شرف ضيوف دورة السويد تمهيدا لعملية التصويت المقررة اليوم الخميس، حيث تولت مشرفتا الجناح القطري في المعرض المقام بمالمو خولة خالد و لؤلؤة المري تقديم عرض شامل لهذا الملف المتضمن كما هائلا من المعلومات التعريفية بدولة قطر وما تزخر به من إمكانيات و بنى تحتية،و كذا تفاصيل حول برنامج الجذب جماهيري من شتى أرجاء العالم لمونديال قطر 2015 ، من خلال تنظيم رحلات سياحية بأسعار مغرية في الانتقالات والإقامة خلال فترة البطولة، كما يقدم الملف خمسة ملاعب لإحتضان البطولة منها ملعب الأهلي الذي سيتم تدشينه تزامنا مع إنطلاق التظاهرة. على صعيد آخر فإن قناة " الجزيرة الرياضية " ستخصص برامجها هذا الخميس لنقل مباشر لعملية التصويت مباشرة من السويد، مع رصد ردود الأفعال للأطراف الفاعلة في مختلف عواصم العالم، علما و أن اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي التي ستصوت على اختيار الدولة تتشكل من 17 عضوا بمن فيهم الرئيس الحامل للجنسية المصرية حسن مصطفى، ولا يحق للدول التي قدمت ملفات ترشحها أن يوجد لها تمثيل في قائمة المصوتين، لذا تقلص العدد إلى 13 عضوا، بعد الإستبعاد الأوتوماتيكي لعضوين من فرنسا وهما الأمين العام للاتحاد الدولي و عضو آخر بالاتحاد الدولي، بالإضافة إلى إستبعاد ممثل من النرويج، كما أن عضوا من كوت ديفوار لم يلتحق بالسويد منذ إنطلاق المونديال بسبب الظرف الإستثنائي التي تشهده بلاده. هذا فضلا عن كون قوانين الإتحاد الدولي لكرة اليد تمنع رئيس هذه الهيئة من المشاركة في التصويت، في الوقت الذي يوجد فيه من بين بقية أعضاء اللجنة التنفيذية عضوان من الكويت سيشاركان في عملية التصويت السري وهما ناصر صالح أبو مرزوق رئيس لجنة التدريب والأساليب عضو مجلس الإدارة وبدر آل دياب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد، مما قد يعطي دعما أكبر للملف القطري، و بالتالي فإن حظوظ العرب في الظفر بتنظيم المونديال للمرة الثالثة تبقى وفيرة، بعدما كانت مصر قد نظمت مونديال 1999، و بعدها تونس الذي إحتضنت دورة 2003.