مواطنون ينهضون باكرا في يوم عطلة لمتابعة إعادة بث "الجزيرة " والاستمتاع بلحظاتها التاريخية أعاد القسنطينيون صبيحة أمس مشاهدة مباراة المنتخب الوطني مع انجلترا، بهدف الاستمتاع بالمقابلة التي أعادت لهم ثقتهم في فريق الشيخ سعدان بعد الهزيمة الغير متوقعة أمام سلوفينيا. فالأداء الرائع والروح القتالية التي ظهر بها محاربو الصحراء دفعت بالعديد من المواطنين إلى النهوض باكرا في يوم عطلتهم الأسبوعية ليلحقوا بموعد إعادة بث المقابلة على قناة الجزيرة الرياضية بالمقاهي المنتشرة بمختلف أحياء المدينة ، رغم سهرهم إلى ساعات متأخرة من الليل يجوبون الشوارع فرحا بتعادل كان بطعم الفوز ، يستعيدون فيه أهم اللحظات التاريخية التي مرغت وجه روني ورفاقه بملعب كاب تاون ، والتعليقات الحماسية المحبوبة لصوت المعلق الشهير حفيظ دراجي الذي ارتبط بملحمة أم درمان. الجزيرة الرياضية التي تعاني منذ بداية "المونديال" من هجمات تشويشية من مصادر مجهولة أعادت بث المباراة صباح أمس ، مما مكن المشتركين بها على مستوى الوطن من مشاهدة المقابلة دون انقطاعات و التي كانت قد اضطرتهم سهرة أمس الأول إلى الاستنجاد بالقناة الأرضية التي تابعوا صورها بضغط و تخوف كبيرين سرعان ما بدأ يتقلص شيئا فشيئا مع مرور الوقت وهم يستعيدون ثقتهم من جديد بقدرة رفيق بوقرة على صنع المعجزات ، فوجدوا في إعادة البث فرصة للتمتع بما فاتهم من فرجة حقيقية . في المقاهي، في البيوت في الشوارع و الأماكن العامة كان مركز الحديث في صبيحة اليوم الموالي، التعادل و الفوز الذي كان يمكن أن يكون حليف الجزائر بجدارة، الكل يجمع على تألق شباب الخضر المتحمسين الذي لعبوا متحررين من دون عقد و بارتياح كبير: " الفريق الوطني أمس كان فوق مستوى كل المشككين في قدراته و رفع رؤوسنا عاليا حتى ولو لم يفز" كما يقول الحاج محمد صاحب مقهى بالمدينةالجديدة علي منجلي الذي استقبل اليوم باكرا عددا كبيرا من الزبائن المتعطشين لإعادة المباراة و لتحليلها دون ضغط و الاستمتاع بفنيات الخضر التي حاصرت الانجليز، كما يؤكد احد زبائنه الذي قال : " اليوم هو يوم عطلتي فأنا موظف و لا اعمل يوم السبت و لكنني خرجت باكرا من البيت للالتقاء بأصدقائي و تحليل مباراة أمس التي رفعت كثيرا من معنوياتنا بعد هزيمة سلوفينيا ". وقد تحولت المقاهي خلال المونديال إلى ملاعب صغيرة دون ميدان أين يجتمع عشاق كرة القدم خاصة في نهاية اليوم لمتابعة المباريات و التعليق عليها بحماس و بانفعال أيضا كما يقول لنا حمدي، نادل بأحد المقاهي الشعبية في أم البواقي : " في المباراة الأولى مع سلوفينيا كانت أجواء التشجيع جد مكهربة داخل المقهى لدرجة أن هناك من أصيب بارتفاع ضغط الدم أو تأثيرات صحية صعبة اضطرتنا للتدخل السريع لإسعاف بعض الزبائن و دعتنا للتفكير في الاحتياط و تحضير وسائل الإسعافات الطبية الأولية معنا تحسبا للمباريات القادمة. لكن في مباراة أول أمس الأمر كان مختلفا تماما فبعد تأكيد التعادل و الاستمتاع بإبداع الخضر أمام إنجلترا اكتسى المقهى مباشرة مظاهر الفرح و الأهازيج و قد عاد الكثير من الزبائن صبيحة اليوم لإعادة مشاهدة المباراة بالإضافة إلى الذين لم يشاهدوها بالأمس و لكن الفرجة اليوم لها مذاق النجاح الحلو" . تماما كمباراة كوت ديفوار التي لم يمل المواطنون من إعادتها و في كل مرة بنكهة متجددة بالفوز ، أصر المتفائلون كثيرا بمنتخب سعدان أن يشاهدوا من جديد تألق الخضر و أدائهم الراقي في الجولة الثانية من المونديال الذي اعترف به معظم الأخصائيين الرياضيين في العالم و على رأسهم كابيلو، آملين لدرجة الإيمان بقدرة المنتخب الجزائري على الفوز أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية و الصعود ضمن قائمة الكبار للدور الثاني.