تمثل الحدث في الجزائر عشية أمس الجمعة في مواجهة “الخضر” الثانية في مونديال جنوب إفريقيا أمام المنتخب الإنجليزي التي جلبت إهتمام ومتابعة كل الجزائريين من كل الفئات والأعمار وفي كل مكان حيث كان الكل يتحدث عن هذا اللقاء طالما أن نتيجته كانت مصيرية للمنتخب الوطني في سباق المرور إلى الدور الثاني، بالإضافة إلى قيمة وسمعة المنتخب الإنجليزي على المستوى العالمي وأرمادة النجوم التي تشكّله. إجراء اللقاء في يوم عطلة أراح الجزائريين الأمر الذي أراح الجمهور الجزائري كثيرا مقارنة بمواجهة منتخب سلوفينيا أن مباراة إنجلترا جاءت في يوم عطلة في الجزائر (الجمعة)، إضافة إلى توقيتها المناسب (السابعة ونصف مساء)، ما سمح لكل الجزائريين بمشاهدة المقابلة في بيوتهم في أحسن الظروف، على خلاف لقاء سلوفينيا الذي تطلب من الكثير من الشركات تسريح العمال في منتصف النهار بسبب توقيت اللقاء في يوم عمل في الجزائر. مقام الشهيد تحوّل إلى ملعب والعائلات بالرايات عدد من الأنصار العاصميين فضّلوا التنقل إلى مقام الشهيد لأجل مشاهدة هذه المواجهة الكبيرة في الشاشة العملاقة التي نُصّبت في هذا المكان، فالعائلات كانت حاضرة بقوة في مركب رياض الفتح حاملة الأعلام والرايات الوطنية وهو ما أظفى على ساحة رياض الفتح جوا حماسيا إلى حد أنه يتخيّل لك أنك في ملعب، كما فضّلت بعض قاعات السنيما بث هذا اللقاء على المباشر من أجل السماح للمناصرين البعيدين عن أهاليهم والمسافرين بعدم تفويت الفرصة ومشاهدة المقابلة والإستمتاع بها في ظروف جيدة. الدعاء في صلاة الجمعة “جاب نقطة ثمينة” المواطنون الجزائريون لم يتأخروا أمس في صلاة الجمعة عن الدعاء بالنصر ل “الخضر” أمام المنتخب الإنجليزي وأن تدخل الفرحة والسرور إلى نفوس الشعب الجزائري، وهو ما يُبيّن بوضوح الإهتمام منقطع النظير الذي أولاه الشعب الجزائري إلى هذا اللقاء، لاسيما أن الجيل الذي عاش مواجهة الألمان سنة 1982 يعرف جيدا حلاوة الإنتصار في المونديال أمام منتخب عالمي كبير من حجم منتخب إنجلترا أو ألمانيا بنجومها الكبار. 15:00 الكل يُشاهد لقاء أمريكا - سلوفينيا في حدود الساعة الثالثة فضّل الكثير من الجزائريين إلتزام بيوتهم لأجل مشاهدة مباراة الولاياتالمتحدةالأمريكية وسلوفينيا التي بثت على القناتين الأرضية و“الجزيرة الرياضية“ المفتوحة، على اعتبار أن نتيجة هذه المباراة تهم “الخضر” بسبب تواجد المنتخبين في مجموعة الجزائر، فانتهاء هذه المقابلة بالتعادل (2-2) يخدم منتخبنا الوطني بشرط أن يحقق الفوز أمام إنجلترا والتعادل على الأقل في اللقاء الأخير أمام الولاياتالمتحدة ليضمن تأهله إلى الدور الثاني دون النظر إلى نتيجة سلوفينيا وإنجلترا، وقد كثرت الحسابات عند الجمهور الجزائري حتى قبل انطلاق مباراة أمس أمام الإنجليز. الجميع على الأعصاب ومنذ القرعة وهم ينتظرون إنجلترا الأكيد أن الكل عاش يوم أمس على أعصابه وترقب الوجه الذي ظهر به زملاء رياض بودبوز أمام إنجلترا ورد فعلهم فوق الميدان بعد الخسارة الأولى أمام سلوفينيا، وكان الترقب السمة السائدة عند الجمهور الجزائري الذي انتظر هذا اللقاء على أحر من الجمر ليس مع بداية المونديال وإنما منذ إجراء عملية القرعة التي أوقعت “الخضر” أمام أبناء كابيلو وتشكيلته الثقيلة بالأسماء اللامعة على المستوى الدولي. حالة طوارئ في لندن لأجل تفادي مشادات بين الجزائريين و”الهوليڤانز” بعيدا عن أحوال الشارع الجزائري قبل بداية اللقاء، فإن العاصمة الإنجليزية لندن شهدت أمس حالة إستنفار قصوى، فحسب المعلومات الواردة من هناك فإن السلطات الإنجليزية تجندّت واتخذت الكثير من التدابير والتعزيزات الأمنية في لندن، بالنظر إلى تواجد جالية جزائرية كبيرة في إنجلترا، بالتالي وخشية حدوث تجاوزات خطيرة أو مشادات بين أنصار “الخضر” و”الهوليڤانز” قبل أو بعد المباراة عرفت لندن إنتشار قوات الأمن في الكثير من المناطق والساحات العمومية من أجل شل أي تحركات مشبوهة ومنع أي مشادات بين الأنصار الجزائريين والإنجليز.الحركة توقفت تماما في الجزائر مع بداية اللقاء المشهد الذي حدث في مباراة سلوفينيا تكرّر أمس الجمعة عندما توقفت الحركة في العاصمة بشكل شبه كلي مع بداية اللقاء في السابعة ونصف، إذ أغلقت كل المحلات والطرق كانت شبه خالية من السيارات، لتتأكد أن الجزائر تعيش حدثا غير عادي، فالأجساد كانت هنا في الجزائر، لكن العقول والقلوب كانت حاضرة في جنوب إفريقيا مع رفقاء كريم زياني، لكن الحلم كان واحدا وهو أن ينجح صانعو ملحمة أم درمان في الإطاحة بالمنتخب الإنجليزي القوي وإعادة ملحمة خيخون من جديد.