عشرات المواطنين يتجمعون بمقر الدائرة للمطالبة بتوزيع السكن شهد مقر دائرة بئر العاتر أول أمس توافد أعداد هائلة من المواطنين الذين تجمعوا بمقر الدائرة وهم في حالة غليان يطالبون رئيس الدائرة بالإفراج عن قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية في أقرب فرصة والتي حسب المتوافدين قد تأخرت كثيرا بالنظر للحاجة لهذه السكنات ، خاصة إذا علمنا أن آخر عملية توزيع للسكن كانت في بداية العشرية الماضية . بعض المواطنين أكدوا للنصر أنهم يعيشون أوضاعا مزرية ، حتى أن أحدهم حدثنا ودموعه لم تتوقف أنه يسكن في غرفة واحدة مع زوجته وأبنائه الأربعة ، ويتقاسم إخوته بقية الغرف وهناك حالات كثيرة مشابهة لهذا المواطن . ولعل ما زاد من متاعب هؤلاء المواطنين هو عدم قدرتهم على تحمل أعباء الكراء التي تعرف ارتفاعا فاحشا ببئر العاتر إذ يتراوح ثمن كراء مسكن مابين 8آلاف و12ألف دينار جزائري شهريا . أما الحديث عن أسعار بيع السكنات فحدث ولا حرج حيث يمكنك أن تشتري سكنا بالعاصمة أو أي مدينة كبيرة ولا تستطيع أن تشتري سكنا بمدينة بئر العاتر ذلك أن أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة أصبحوا يستثمرون في شراء وبيع المساكن وكذلك العقارات وهو ما زاد من تأزم الوضع وبات المواطن الغلبان في عجز تام عن شراء مسكن أو قطعة أرض تقيه حر الصيف وقر الشتاء . المحتجون رفضوا رفضا قاطعا أن يتحدث بإسمهم أعيان المدينة وقالوا بالحرف الواحد : نحن لا نقبل أن يمثلنا هؤلاء الأعيان لأننا لم نطلب منهم ذلك ولا يمثلون إلا أنفسهم ، ونحن قادرون على حل مشاكلنا دون وصاية من أحد . رئيس الدائرة الذي طلب من المحتجين اختيار 10 ممثلين عنهم لمحاورتهم والتحدث إليهم إلا أن الأمر لم يتم فاضطر إلى الخروج إلى ساحة الدائرة أين ألقى كلمة أمام الجميع حيث أكد لهم أن السكنات الاجتماعية ستكون من نصيب مستحقيها الفعليين بناء على الملفات الموجودة بالدائرة التي خضعت للدراسة الدقيقة وسيتم غربلتها جيدا حتى لا تذهب هذه السكنات لغير أهلها وقال لهم أنه إذا تبين لكم أن التوزيع لم يكن عادلا فلكم الحق حينها بالتعبير عن احتجاجكم بالطرق التي ترونها مناسبة لكم . وأضاف أن هناك 105 سكنات قد تمت بها الأشغال وهناك حوالي 450 سكنات آخر بلغت نسبة الإنجاز مرحلة متقدمة فضلا على استفادة البلدية ب400 سكنا آخر ستنتهي بها الأشغال في نهاية هذه السنة ، ليقرر المحتجون بعدها مغادرة مقر الدائرة على أمل أن يجد مطلبهم طريقه إلى التجسيد ميدانيا . ويأتي تجمع هؤلاء المواطنين مباشرة بعد اقتحام السكنات المنجزة والتي هي في طريق الإنجاز من طرف أعداد كبير من المواطنين والتي أشارت لها النصر في عدد يوم الخميس حيث توجس المواطنون الذين ينتظرون دورهم في الحصول على سكنات خيفة من بقاء هؤلاء المقتحمين في هذه السكنات و بالتالي تضيع منهم فرصة الاستفادة ، إلا أن عملية الاقتحام للسكنات فشلت وغادرها أغلب المقتحمين أما بتدخل من بعض العقلاء أو خوفا من طائلة القانون خاصة بعد أن رفع ديوان الترقية والتسيير العقاري دعوات قضائية استعجاليه لاسترجاع ممتلكاته ، كما تم تسخير القوة العمومية لمن يرفض الخروج من هذه السكنات كما حدث في تبسة و مرسط والكويف وبئر العاتر وغيرها من البلديات التي شهدت في الأيام الأخيرة عمليات اقتحام واسعة للسكنات الاجتماعية والتساهمية المنجزة وغير المنجزة.