أمر قاضي التحقيق بالغرفة الثالثة لدى محكمة الحجار في عنابة، أمس الأربعاء، بإيداع تونسيين إثنين الحبس المؤقت بتهمة محاولة الانضمام إلى جماعة إرهابية أجنبية، والإشادة وتشجيع الأفعال الإرهابية ومخالفة التشريع المتعامل به في حركة رؤوس الأموال. و تم توقيفهما حسب مصدر قضائي، بمطار رابح بيطاط الدولي بعنابة بتاريخ 30 أفريل الماضي عندما كانا بصدد القيام بالإجراءات الأمنية و الإدارية للركوب في طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية في رحلة متجهة نحو مطار اسطنبول الدولي بتركيا. و تمكنت مصالح شرطة الحدود حسب مصدر النصر، من توقيف الرعيتين التونسيتين البالغين من العمر 28 و 35 سنة، في حدود الساعة الثامنة ليلا، حينما كان أحدهما يقوم بالإجراءات الإدارية، بينما تقدّم الآخر إلى مكتب الخطوط الجوية لشراء التذكرة، ولدى تفتيشهما عثر بحوزتهما على منشورات ومطويات تدعو إلى الجهاد في سورياوالعراق، إلى جانب مبلغ مالي معتبر من العملة الصعبة. ولدى استجواب أحد الموقوفين المنحدر من ولاية الكاف وهو مدرب كرة قدم، اعترف أمام قاضي التحقيق، بأنه على علاقة وطيدة بقياديين ميدانيين بصفوف التنظيم الإرهابي « داعش»، ويعمل معهم على تنسيق عمليات التحاق التونسيين كمتطوعين جدد بالتنظيم في سورياوالعراق، من أجل إخضاعهم لدورات تدريبية مكثّفة حول استعمال مختلف الأسلحة المتطورة، بالمعسكرات التابعة لداعش، وهو ما أثبتته الرسائل الالكترونية ومحادثات الفايسبوك التي دارت بينهم، وتوصلت إليها مصالح الضبطية القضائية. كما عثر بهاتفه النقال على تسجيل فيديو يظهره وهو يوجّه وصيّة لزوجته للاعتناء بأبنائه وتذكيرها بفضل الجهاد في سبيل الله. واعترف أيضا بأنه كان على تواصل مع شخص من السعودية تعرّف عليه بمكة المكرمة أثناء أدائه مناسك العمرة، حثّه للذهاب للقتال في صفوف «داعش» وأقنعه بفضل الجهاد في العراقوسوريا. و تعدّ عملية التوقيف هذه الثانية من نوعها في ظرف أسبوع، بعد القبض على إثنين آخرين بنفس الطريق بمطار رابح بيطاط بتاريخ 22 أفريل الماضي، كانا بصدد الالتحاق بصفوف « داعش» عبر نفس الرحلة، وخلال التحقيق في هويتهما تبيَّن أن اسميهما مدرجان ضمن قائمة المبحوث عنهم من طرف مصالح الأمن التونسية لعلاقتهما بخلية جهادية تونسية تقوم بتجنيد الشباب التونسيين للانضمام إلى صفوف التنظيمات المسلحة . وحسب مصادر أمنية، حولت شبكات مختصة في تجنيد الشباب التونسيين للانضمام إلى صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي، ولاية عنابة إلى مركز عبور لإرسال متطوعين للقتال في العراقوسوريا، غير أن مصالح الأمن المختصة بعنابة، كانت لهم في كل مرة بالمرصاد بفضل اليقظة والاحتياطات الأمنية غير المسبوقة بمطار عنابة والمراكز الحدودية الشرقية مع تونس.