كشف مصدر جد مقرب من الفاف للنصر، بأن الجزائر لم تنل شرف تنظيم «كان 2017» بسبب نشاط «الكواليس»، وأن ملف الترشح المودع لدى الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، حظي «رسميا» بتزكية 5 أعضاء فقط من المكتب التنفيذي للكاف، من أصل 13 المخول لهم قانونا المشاركة في عملية التصويت، وبذلك فشل رئيس الفاف محمد روراوة في الحصول على دعم وتأييد الكثير من زملائه في الهيئة التنفيذية للكاف، رغم أنه كان قد تلقى وعودا من غالبيتهم بالتصويت لصالح الجزائر، لكن دخول عيسى حياتو كطرف بارز في معادلة «الكواليس»، وكمدافع رئيسي عن الملف الغابوني، أسقط كل حسابات روراوة في الماء و رجح كفة الغابون، رغم أن العجوز الكاميروني كان قد منح صوته للجزائر، في خطوة تعد واحدة من المراحل الإستثنائية لمخطط نسجه في «الكواليس»، وكان عبارة عن «كمين» لروراوة والجزائر، الأمر الذي خلف «صدمة» كبيرة وسط الجزائريين في أعقاب هذه «النكسة». ملف من إعداد: صالح فرطاس و حسب مصدر النصر فإن روراوة وفي تقرير مفصل قدمه لأعضاء المكتب الفيدرالي في اجتماعه الأخير، كشف عن تفاصيل «السيناريو» الذي سارت على وقعه العملية الانتخابية لاختيار مستضيف النسخة31 للعرس الكروي الإفريقي المقرر سنة 2017، وهي التفاصيل التي تحمل في طياتها الكثير من الخبايا والأسرار، والتي ارتأينا نشرها في شكل قصة كاملة لكشف الأسباب الحقيقية التي كانت وراء حرمان الجزائر من استضافة أكبر تظاهرة كروية قارية لثاني مرة في تاريخها، وتمديد فترة الانتظار لعشرية أخرى. حياتو منح صوته للجزائر وعمل في الكواليس على فوز الغابون ولعل من أبرز ما جاء في هذه الرواية، تأكيد مسؤولي الفاف خبر تصويت رئيس الكاف عيسى حياتو لصالح الجزائر، حيث أوضح مصدر النصر في هذا الصدد، بأن رئيس الكاف كان قد قطع على نفسه وعدا يقضي بتزكيته للملف الجزائري، وذلك خلال جلسة العمل التي كانت له مع السلطات العليا للبلاد على هامش نهائي كأس «السوبر» الإفريقي يوم 23 فيفري المنصرم بين وفاق سطيف والأهلي المصري، حيث عمد العجوز الكاميروني يضيف مصدرنا أثناء عملية التصويت السري إلى حمل استمارات البلدان الثلاثة المرشحة، وعقب انتهائه من عملية التصويت مباشرة، توجه نحو ممثلين عن الفاف، وسلمهم استمارتي غاناوالغابون، للكشف عن موقفه الرسمي، وتأكيده على تجسيد الوعد الذي كان قد قدمه للسلطات الجزائرية، التي طالبته بضمانات لسير عملية التصويت بنزاهة و شفافية. خرجة «حياتو» كان قد أكدها ذراعه الأيمن في أعلى هيئة كروية على الصعيد القاري المصري هاني أبو ريدة، لما أدلى بتصريحات صحفية عقب منح الغابون شرف تنظيم «كان 2017»، جزم فيها بأن رئيس الكاف منح صوته للجزائر، وهو التصريح الذي اعتبره الجزائريون بمثابة ضرب من الخيال، لأن كل أصابع الاتهام وجهت حينها لحياتو، بالتحرك في الكواليس، وعدم التزام النزاهة والحياد في عملية التصويت، فكان الشيخ الكاميروني عرضة لحملة إعلامية شرسة من طرف الجزائريين، رغم أنه كان قد صوت لصالح الجزائر، وإقدام أبو ريدة على تلك الخرجة الإعلامية كان مجرد محاولة لتضميد جراح ملايين الجزائريين الذين انهاروا جراء «صدمة» قرار «الكاف»، خاصة وأن الممثل المصري كان قد ظهر إلى العلن في صورة أكبر المدافعين عن ملف الجزائر، وكشف عن موقفه الصريح بدعمه اللا مشروط للملف العربي الوحيد، في سباق تنظيم الطبعة 31 للنهائيات الإفريقية، سيما وأنه كان وراء فكرة سحب مصر لملف ترشحها، وتنازلها لصالح الجزائر.الإطلالة الإعلامية لأبو ريدة، أعقبت بخرجة أخرى للناطق الرسمي باسم الإتحاد الإفريقي الكاميروني جونيور بينيام، والتي لم تختلف كثيرا عن تلك التي بادر إليها نائب رئيس الكاف، حيث كشف بينيام بأن حياتو فكر في تنظيم دورة 2017 للعرس القاري مناصفة بين الغابون، الجزائروغانا، وذلك بمراعاة الملفات الثلاثة المقدمة، لكن بعد المسافة بين هذه الدول حال حسبه دون تجسيد هذا المشروع، الأمر الذي حتم على أعضاء المكتب التنفيذي اللجوء إلى عملية التصويت، والتي كانت لصالح الغابون.ولئن كان حياتو قد قدم الدليل الملموس لمسؤولي الفاف، بإثبات تصويته لصالح الملف الجزائري، سيما وأن السلة التي كانت موضوعة داخل عازل التصويت كانت حسب مصدرنا فارغة من الاستمارات، فإن هذا الإجراء لم يكن سوى مجرد مناورة لحجب الرؤية عن النشاط الفعلي الذي قام به العجوز الكاميروني في «الكواليس»، إلى درجة أنه كان بمثابة المدافع الأول والأبرز عن ملف ترشح الغابون، وضمانه الحصول على الأغلبية المطلقة جعله يبادر إلى نسج خيوط «سيناريو» في «الكواليس»، يشفع له بتبرئة ذمته أمام الطرف الجزائري، خاصة وأن روراوة كان وإلى وقت ليس ببعيد بمثابة الرجل الثاني في هذه الهيئة والذراع الأيمن لحياتو. و حسب نفس المصدر فإن تحركات حياتو و جماعته في «الكواليس»، كانت بناء على الحسابات الأولية التي ضبطها روراوة قبيل تنقله إلى القاهرة، لأن رئيس الفاف كان قد راهن على نيل 7 أصوات، من منطلق الضمانات التي تلقاها من زملاء له في المكتب التنفيذي للكاف، كما أن الدعم الكبير الذي حظي به ملف ترشح الجزائر من الطرف المصري ممثلا في عضو المكتب التنفيذي للفيفا والرجل الثاني في الإتحاد الإفريقي هاني أبو ريدة، زاد من اطمئنان روراوة، لكن حياتو وظف خبرته الطويلة في هذا المجال، ونجح في لم شمل بعض الأعضاء الحياديين من طاقم مكتبه، لتشكيل «تكتل» يمثل منطقتي وسط وغرب القارة السمراء، بحثا عن دعم ومساندة لملف ترشح الغابون، لأن رئيس «الكاف» أقنع أعضاءه بالدور الكبير الذي لعبته السلطات الغابونية في حفظ ماء وجه الكرة الإفريقية، لما قررت «الكاف» رفع التحدي والإصرار على تنظيم «كان 2015» في موعدها المحدد، عقب الورطة التي وضعتها فيها المغرب، عند انسحابها من استضافة هذه التظاهرة بسبب المخاوف من انتشار «فيروس» إيبولا القاتل، لأن موافقة غينيا الإستوائية على التنظيم في ظرف قياسي كان بعد تلقي ضمانات من الغابون بتقديم الدعم والمساندة في إنجاح التنظيم، وحياتو وجد نفسه مجبرا على رد الجميل، ما جعله يهندس لرسم مخطط كفيل بترجيح ملف ترشح هذا البلد على حساب غانا و الجزائر. العجوز الكاميروني تجاهل روراوة و التزم السرية التامة في الكواليس مخطط حياتو لم يكن روراوة على علم بحيثياته، حتى في اللحظات الأخيرة التي سبقت عملية التصويت، لأن تكتل «وسط و غرب القارة» فضل التزام السرية التامة، بينما ظل الجزائريون يتحدثون عن حظوظهم الأوفر في كسب الرهان، وتداول أسماء أعضاء عبروا عن دعمهم المطلق للملف المقدم، من دون أن يكون رئيس الفاف على دراية بالشرخ الذي أحدثته جماعة حياتو داخل الكتلة التي راهن عليها، وذلك من خلال انقلاب «سري» لعضوين كانا في حسابات روراوة من أكبر المساندين للملف الجزائري، الأمر الذي جعل الصدمة كبيرة عند كشف حياتو عن اسم مستضيف «كان 2017»، والإعلان عن ظفر الغابون رسميا بشرف تنظيم هذه النسخة، لأن الرجل الأول في الإتحاد الإفريقي كان قد صوت فعلا لصالح الجزائر، إلا أن الغالبية المطلقة لأعضاء مكتبه زكت ملف الغابون، ما يكفي لتبرئة ذمته، رغم أن تحركاته الكبيرة في «الكواليس» كانت حاسمة في عملية التصويت. بالموازاة مع ذلك فإن التزكية السرية لحياتو لصالح الملف الغابوني، وإن كانت ردا لجميل سلطات هذا البلد على ما قدمته للكاف، سيما وأن حياتو كان قد تحدى السلطات المغربية في نوفمبر 2014، ونجح في كسب الرهان بعد تلقيه «يد الإنقاذ» من غينيا الإستوائية و الإغاثة من الغابون، فإن تمرده على الجزائر جاء تجسيدا لبرودة العلاقة التي تربطه بروراوة، لأن «نكسة» مؤتمر أديس أبيبا في نوفمبر الفارط كان بمثابة ضربة موجعة وجهتها الكاف للجزائر، بحصول ملف ترشحها لإحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا لسنتي 2019 و 2021 على صوت واحد، و هو القرار الذي خلف خيبة أمل كبيرة في الجزائر، سيما وأن الجميع كان يراهن على مكانة روراوة في الهيئات الكروية على الصعيدين القاري والدولي لكسب الرهان، إلا أن حياتو فضل استغلال الظرف للكشف عن موقفه الصريح، خاصة وأنه كان قد زار الجزائر في نوفمبر الماضي بمناسبة نهائي دوري أبطال إفريقيا، وحظي باستقبال رسمي، غير أن الرد الميداني كان بعد 6 أيام فقط من تلك الزيارة. تمرد حياتو على الجزائر وانقلابه على روراوة، اتضحت معالمه أكثر بعد تزكيته لقرار ترك روراوة لمنصبه، والتنازل عنه لصالح التونسي طارق البوشماوي، الذي يشغل منصب عضو في الكاف، وخرج من «جلباب» العجوز الكاميروني، ليجد روراوة نفسه خارج الفيفا، بعد عهدة لم تدم سوى 4 سنوات، في وقت يحتفظ فيه حياتو بالعضوية في أعلى هيئة كروية عالمية للعهدة الثامنة على التوالي، كون رئيس الإتحاد الإفريقي يبحث دوما عن تعزيز تواجده في أعلى هيئة كروية عالمية ،بممثلين محسوبين عليه، في صورة المصري أبو ريدة، الذي ضمن عهدة ثالثة على التوالي، في حين لم تدم عضوية روراوة في الفيفا سوى عهدة واحدة، رغم أن رئيس الفاف كان صاحب الفضل في إبطال مفعول مخطط انقلابي نسجت خيوطه في «الكواليس»، من أجل سحب البساط من تحت قدمي حياتو وتنحيته من رئاسة الكاف، وهو المخطط الذي كان الإيفواري جاك أنوما قد رسمه في فيفري 2011، لكن روراوة أحبطه بتقديم مقترح يقضي بتعديل نصوص القانون الأساسي للكاف، من خلال إدراج بند يحصر حق الترشح للرئاسة على أعضاء اللجنة التنفيذية المنتخبين بالإتحاد الإفريقي، والإيفواري أنوما لم يكن يتوفر على صفة العضوية، الأمر الذي قطع أمامه الطريق و أبقى حياتو في منصبه، لعهدة مرشحة لبلوغ 29 سنة متتالية. البنيني موشرافو ينكر جميل الجزائر بإيعاز من حياتو و لعل من أبرز الأوراق التي راهن عليها حياتو في نشاط الكواليس للحصول على دعم ومساندة لملف ترشح الغابون، انتخابات التجديد النصفي لعضوية المكتب التنفيذي للكاف، لأن هذه الانتخابات سبقت عملية التصويت الخاصة بمستضيف «كان 2017» ب 24 ساعة فقط، الأمر الذي سهل المهمة للعجوز الكاميروني في الظفر بأصوات كل من الزامبي كالوشا بواليا، الكونغولي عومار سوليماني، التانزاني ليوديغار تانغا و الغيني كامارا كابيلي، و هي القائمة التي كانت حاسمة في تقرير مصير «كان 2017»، سيما و أن هؤلاء الأعضاء حظيوا بتزكية حياتو، من خلال إعطاء كل عضو منهم الضوء الأخضر للترشح لعهدة جديدة في المكتب التنفيذي للكاف، و نال كل عضو تزكية بالإجماع كممثل عن منطقته خلال مؤتمر القاهرة، ليكون رد جميل هذه الجماعة لحياتو بعد يوم واحد، و ذلك بتأييد مقترحه القاضي بإقامة النسخة القادمة من العرس الإفريقي بالغابون، من دون مراعاة محتوى كل ملف، سواء من حيث المرافق و الهياكل أو حتى قدرة كل بلد على ضمان التنظيم في أحسن الظروف. بالموازاة مع ذلك فإن البنيني أنجورين موشرافو كان أحد المنشقين عن «الجماعة» التي كانت تساند ملف ترشح الجزائر، لأنه غير موقفه بإيعاز من رئيس الكاف، خاصة و أن موشرافو كان قد جرد من رئاسة إتحاد الكرة في بلده عقب ثبوت ضلوعه في قضايا فساد و رشوة، و قد تم حسبه لمدة قاربت 5 أشهر في سنة 2011، لكن حياتو أعاده إلى منصبه لفترة وجيزة بعد سنتين، و قد كان رئيس الفاف محمد روراوة على رأس الوفد التي نفذ عملية إعادة موشرافو إلى منصبه، قبل أن تقرر السلطات البنينية تنحيته نهائيا من رئاسة الإتحاد، مع معاقبته بالحرمان من شغل أي منصب له صلة بتسيير كرة القدم في البنين طيلة 15 سنة، على خلفية تورطه في قضية رشوة و إبرام صفقات مشبوهة تتعلق بعقد رعاية للمنتخب البنيني، أقدم من خلاله على تحويل جزء كبير من عائدات هذه الصفقة إلى رصيده الشخصي.و في سياق متصل فقد توطدت العلاقة أكثر بين روراوة و موشرافو خلال تصفيات مونديال البرازيل 2014، خاصة بعد لقاء الذهاب الذي جمع المنتخبين في مارس 2013 بالبليدة، ثم مباراة العودة في جوان من نفس السنة بكوتونو، حيث أن موشرافو و قبيل موقعة «كوتونو» أقدم على إبرام صفقة جديدة لكراء المساحات الإشهارية في الملعب مع مؤسسة جزائرية خاصة بقيمة 45 ألف دولار، دون نظره في عروض الشركات البنينية، الأمر الذي جعله عرضة لموجة من الإنتقادات، مع التشكيك في نزاهة الصفقة، و لو أن موشرافو أعلن في العديد من المناسبات عن وقوفه إلى جانب روراوة و المنتخب الجزائري، لكن المعطيات تغيرت و الموازين إنقلبت في موعد الحسم، خاصة بعد دخول حياتو كطرف في المعادلة، لأن موشرافو الذي عوقب في بلده لا يزال يحتفظ بعضويته في المكتب التنفيذي للكاف، و يحظى بتزكية رئيس هذه الهيئة رغم ضلوعه في الكثير من قضايا الفساد و الرشوة. المالي دياكيتي «حرباء» ساندت الجزائر و تلونت غابونية ثاني الأصوات التي نجح حياتو في كسب ذمتها في الأميال الأخيرة من السباق لصالح الغابون على حساب الجزائر، صوت المالي آمادو دياكيتي الذي طالما أعلن عن ولائه لروراوة، بحكم العلاقة الحميمية التي ظلت تربط الرجلين منذ «كان 2014» بتونس، سيما و أن دياكيتي كان قد حظي بدعم و مساندة رئيس الإتحاد الجزائري لما كان يشغل منصب رئيس لجنة التحكيم على مستوى «الكاف»، فضلا عن الدور الكبير الذي لعبه روراوة في ترتيب البيت داخل الإتحاد المالي، جراء الصراعات الداخلية التي هزت أركانه، و تكفل نائب رئيس الكاف بمهمة المعاينة في الإتحادات الإفريقية، و هي معطيات ميدانية ملموسة دفعت بدياكيتي إلى الكشف علنا عن تزكيته لملف ترشح الجزائر، مع دخوله في الحسابات الأولية لروراوة كواحد من الذين سيصوتوا آليا لصالح الملف الجزائري. موقف ممثل مالي في الكاف تغير و كأن «دياكيتي» الذي كان مساندا للجزائر تحول إلى «حرباء» إكتست حلة غابونية مع إطلالة ساعة الحسم، لأن مفعول حياتو ألقى بظلاله على موقف بعض الأعضاء ممن كان رئيس الفاف يصنفهم في خانة «الأصدقاء»، لأن المحافظة على المنصب في المكتب التنفيذي للإتحاد الإفريقي كان يمر عبر شرط أساسي و رئيسي، يمثل في الحصول على ثقة حياتو، سيما و أن دياكيتي فقد الكثير من المصداقية بعد ضلوعه في قضايا فساد و رشوة، أشهرها قضية مونديال قطر، و التي تعرض على إثرها لعقوبة الإقصاء لمدة 3 سنوات سلطتها عليه لجنة الأخلاقيات التابعة للفيفا، بسبب مخالفته لقواعد ولوائح الإتحاد الدولي، لكن هذه العقوبة لم تكن كافية للدفع بحياتو إلى التخلي عن صديق حميم كان يرأس لجنة التحكيم، فكان رد الجميل على صفة «العضوية» في الكاف بتغيير الموقف و التصويت لصالح الملف الذي يسانده حياتو بعدما كان دياكيتي مدرجا في حسابات روراوة لحظات قبل عملية التصويت السري. السوداني شمس الدين وفي للجزائر منذ موقعة أم درمان على النقيض من دياكيتي و موشرافو، فإن السوداني مجدي شمس الدين برهن على وفائه للجزائر منذ موقعة أم درمان في نوفمبر 2009، لأنه لم يحضر أشغال المؤتمر السنوي للكاف المقام بالقاهرة بسبب ظروف صحية، لكن روراوة إتصل به هاتفيا و أصر على ضرورة تواجده في مصر للمشاركة في عملية الإقتراع، لأن شمس الدين كان من بين الأصوات التي راهن عليها رئيس الفاف في سباق تنظيم «كان 2017»، فلم يجد ممثل الإتحاد السوداني أي عذر سوى تحدي الوعكة الصحية التي غيبته عن أشغال الجمعية العامة و الإلتحاق بالعاصمة المصرية صبيحة يوم 08 أفريل، و هذا كله من أجل منح صوته للجزائر، على أمل النجاح في كسبها الرهان، و قد أجبر شمس الدين على العودة إلى الخرطوم مباشرة بعد إنتهاء عملية التصويت، لأن ظروفه الصحية لم تكن تسمح له بالمكوث أكثر في مصر، لكن العلاقة الوطيدة التي تربطه بروراوة و كذا ولاءه الضمني للجزائر تجسدا في هذا الموقف. الغابون تفوقت على الجزائر بصوت واحد و غانا الحلقة الأضعف أما بخصوص العملية الانتخابية فقد أكد مصدر النصر بأن روراوة و خلال التقرير المفصل الذي قدمه أمام أعضاء مكتبه أشار إلى أن الجزائر تحصلت فعلا على 5 أصوات، بعد الظفر بتزكية التونسي طارق البوشماوي و الملغاشي أحمدو آدم، إضافة إلى السوداني مجدي شمس الدين و الكاميروني حياتو، في حين نالت الغابون 6 أصوات تخص كل من الزامبي كالوشا بواليا، الكونغولي عومار سوليماني، التانزاني ليوديغار تانغا، الغيني كامارا كابيلي، البنيني موشرافو و المالي دياكيتي، بينما إكتفت غانا بحصد صوتين فقط لكل من الجنوب إفريقي جوردان و الإيفواري أنوما، لأن غانا كانت الحلقة الأضعف في هذا السباق رغم وجود ممثل عن الإتحاد الغاني في المكتب التنفيذي للكاف، إلا أن نشاطه في الكواليس لم يكن كبيرا، كونه ظل منشغلا بالبحث عن عهدة ثانية في الإتحاد الإفريقي، و ظفر بتزكية عضوين يختلفان مع روراوة في الكثير من القضايا، على خلفية وقوفه مع حياتو في سنة 2011، و نيله عضوية المكتب التنفيذي للفيفا على حساب ممثل جنوب إفريقيا، مقابل إعتراضه سبيل الإيفواري أنوما في المخطط الذي كان يرمي من ورائه إلى تنحية حياتو في مؤتمر الخرطوم.و حسب ذات المصدر فإن العملية الإنتخابية أشرف عليها المصري هاني أبو ريدة، في الوقت الذي أسندت فيه عملية فرز الأصوات على إنفراد للأمين العام للكاف المغربي هشام العمراني، حيث تكفل بالعملية قبل أن يمنح ظرفا مغلوقا يحمل إستمارة مكتوب عليها إسم البلد الذي نال شرف تنظيم «الكان»، رغم أن رد فعل حياتو عند ذكر إسم الغابون كان يوحي بأنه على دراية مسبقة بالنتيجة.