شدد عمر سليمان نائب الرئيس المصري أول أمس من لهجته حينما اعتبر أن المحتجين المتبقين في ميدان التحرير بوسط القاهرة ينفذون في أغلبيتهم أجندات أجنبية، مؤكدا في حديث للتلفزيون الرسمي المصري ضرورة الا يرحل الرئيس حسني مبارك الا بشكل طبيعي، وكلمة الرحيل بحسب تعبيره هي "نداء للفوضى". وأكد سليمان أن جمال نجل الرئيس مبارك وكذا أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم لن يترشحا في الرئاسيات المقررة في سبتمبر المقبل. وأشار الى ضرورة معرفة من الذي بدأ في اشتباكات الاربعاء بين المتظاهرين المؤيدين للنظام ومعارضيه لمحاسبته، وذهب الى أن استمرار هذا الاعتصام قد تكون له أجندات خاصة ويؤدي بحسبه الى إرهاب المجتمع. وحذر من مغبة الخسائر الاقتصادية الناجمة عنه والتي وصفها بالهائلة، حيث خرج مليون سائح خلال تسعة أيام، وهو ما يعني -كما قال - ضياع مليار دولار في قطاع السياحة وحده. وأضاف أنه يتعين الانتهاء من الحوار السياسي في غضون خمسة أيام على الأكثر للخروج بالبلاد من أزمتها الراهنة. ويرى عمر سليمان أن حل مجلس الشعب والشورى، سيطيل أمد التعديلات الدستورية، وان إجراء انتخابات برلمانية جديدة سيمثل عبئا كبيرا على الشرطة التي تراجعت قدراتها، مشيرا الى أن الرئيس قرر وفقا لذلك تعليق جلسات مجلس الشعب الى غاية انتهاء الطعون الإنتخابية. واقترح سليمان البدء في تعديل المادتين 76 و 77 من الدستور لاتاحة انتخاب الرئيس في وقت سريع، ملمحا الى امكانية تعديل المادة 88 الخاصة بالاشراف القضائي على الانتخابات، على أن يتم بعد ذلك النظر في تعديل الدستور كله، أو وضع دستور جديد بعد تولي الرئيس المقبل سدة الحكم. وبعد أن شدد على أنه سيتم محاسبة المتورطين في الاضطرابات الأخيرة، وأنه سيشرك عناصر من الشباب الذين كانوا نواة الأحداث الأخيرة، اتهم سليمان دولا شقيقة باتخاذ مواقف غير شقيقه تجاه مصر، والقيام بتحريض الشباب، معتبرا أن المحتجين الذين خرجوا في تظاهرات 25 جانفي الماضي، كانت لهم مطالب مشروعة ومقبولة، وقال أن حركتهم لم تكن تخريبية بل كانت حركة مطالب، وأن الدولة استمعت الى هذه المطالب، مؤكدا على أنه سيتم تنفيذ ما قاله مبارك بحذافيره واصفا إياه "بأنه رجل صادق وملتزم وعندما يقول يفعل" من جانبه ، دعا رئيس الوزراء المصري الجديد أحمد شفيق أمس المعتصمين في ميدان التحرير المطالبين، برحيل مبارك، إلى إنهاء تظاهراتهم في سلام بعد أن تم الاستجابة -على حد قوله- لأكثر من 90 بالمائة من مطالبهم. وأعرب في حديث لفضائية "الحرة" عن أمله في أن يتم التغيير والانتقال السلمي للسلطة" بأسلوب متحضر وكريم يليق بمصر وشعبها". وفي رده على المقترح الامريكي بضرورة التغيير الفوري للسلطة في مصر، قال شفيق "لو سألنا الشعب المصري في تصويت شامل في انحاء مصر، فإن أكثر من 95 بالمائة من الشعب سيصوت -بحسب تعبيره- على استكمال الرئيس لفترته الرئاسية بعد ستة أشهر وليس الآن كما تطالب امريكا وبعض القوى الغربية.