تفجير أنبوب الغاز المصري الممتد نحو إسرائيل والأردن بمنطقة سيناء شهود يؤكدون تحليق طائرة فوق المنطقة قبل فترة وجيزة من وقوع الانفجار تعرض أمس أنبوب غاز مصري متجه نحو إسرائيل والأردن لعملية تفجير من طرف أشخاص مجهولين حسبما أعلنه مصدر مصري رسمي أكد تعرض محطة غاز مصرية على مقربة من الحدود مع قطاع غزة تنقل الغاز إلى إسرائيل، إلى التفجير من قبل مجهولين صباح أمس دون أن يخلف أية خسائر بشرية إصابات. وأوضح ذات المصدر أن المهاجمين فجّروا المحطة والأنبوب في منطقة الشيخ زويد في سيناء على بعد نحو عشرة كيلومترات من قطاع غزة، وبعدها مباشرة أعلنت السلطات المصرية عن إيقاف ضخ الغاز في الأنبوب المتجه نحو إسرائيل والأردن بعد تفجيره ونشوب حريق هائل فيه، وقالت أن وحدتين تعملان بالغاز الطبيعي في محطة الكهرباء في شمال سيناء توقفتا، ونقل عن مصدر أمني شمال سيناء تأكيده أن الهجوم نفذته عناصر أجنبية، مؤكدا شروع أجهزة الأمن في تحقيقات معمقة "للعثور على الفاعلين"، وأكد ذات المصدر أنه بمجرد مهاجمة خط الغاز تم إيقاف نظام التدفق فورا، وأعلن محافظ شمال سيناء أنه تم إغلاق جميع أنابيب الغاز بالمحطة كما تدخل رجال الإطفاء لإخماد ألسنة اللهب التي تصاعدت جراء الحريق، وانتشرت قوات الجيش وطوقت المنطقة، في حين أكدت مصادر صحفية إسرائيلية أن الهجوم تم من طرف مجهولين عن طريق عبوة ناسفة.وفي ذات الوقت أعلنت إسرائيل عن تعليق التزود بالغاز المصري بصفة مؤقتة لأسباب أمنية، كما عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعات طارئة ضمت رئيس الوزراء ووزير الطاقة وقيادات أمنية .ويثير توقيت هذا الانفجار الكثير من التساؤل خاصة وأنه يأتي في وقت دخلت فيه الحركة الاحتجاجية التي تطالب بتنحي الرئيس حسني مبارك يومها الثاني عشر، وكذلك بعد أن أعربت إسرائيل في الفاتح من الشهر الجاري عن قلقها إزاء إمكانية عرقلة وصول الغاز المصري إليها بسبب الاضطرابات القائمة حاليا في مصر، كما أن شهود عيان أكدوا أنهم لاحظوا تحليق طائرة فوق المنطقة قبل فترة وجيزة من وقوع الانفجار في المنطقة الحدودية بين مصر وإسرائيل.والجدير بالذكر أن إسرائيل تعتمد على واردات الغاز المصري بنسبة 40 بالمائة في سد حاجياتها من الغاز الطبيعي، وأكد ملاحظون أن صفقات تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل لطالما كانت محل اعتراض داخلي وخارجي، خاصة وأنها لا تعرض على البرلمان المصري كما أن الغاز الذي يسوّق لإسرائيل يباع بأقل من السعر العالمي، وكان بعض قياديي جماعة الإخوان المسلمين قد دعوا إلى وقف تزويد إسرائيل بالغاز المصري. وقد أبرمت الدولة العبرية صفقة تتضمن استيراد كمية تقدر ب1.4 مليار متر مكعب من الغاز المصري، كما أن أربع شركات إسرائيلية وقعت خلال ذات الفترة على اتفاقيات لشراء الغاز المصري على مدى 20 سنة بقيمة إجمالية تتراوح بين 5 و 10 مليارات دولار، وهو ما سيمكن إسرائيل من التزود بأكثر من 6 ملايير متر مكعب من الغاز المصري .وكانت السلطات المصرية قد وقعت منذ سنة 2005 على اتفاقية من أجل تزويد إسرائيل ب1.7 مليار متر مكعب من الغاز سنويا على مدى 15 سنة، وذلك عن طريق أنبوب غاز بحري تم الانتهاء من انجازه سنة 2007 ويمتد مباشرة إلى ميناء داخل تل أبيب على مسافة 100 كيلومتر.