أوقفت السلطات المصرية ضخ الغاز في أنبوب متجه إلى إسرائيل والأردن بعد تفجيره من قبل مجهولين ونشوب حريق هائل على مشارف مدينة العريش. وأفاد مصدر مصري رسمي أن مجهولين فجروا صباح أمس محطة غاز مصرية على مقربة من الحدود مع قطاع غزة تنقل الغاز إلى إسرائيل، من دون الإبلاغ عن إصابات. وأوضح المصدر أن المهاجمين فجروا المحطة والأنبوب في منطقة الشيخ زويد في سيناء على بعد نحو عشرة كيلومترات من قطاع غزة. وقال المصدر إن وحدتين تعملان بالغاز الطبيعي في محطة الكهرباء في شمال سيناء توقفتا، وقال التلفزيون المصري إن مخربين استهدفوا خط أنابيب للغاز بين مصر وإسرائيل. ونقلت وكالة رويتر عن مصدر أمني في شمال سيناء قوله إن هجوما وقع أمس على خط أنابيب مصري نفذته عناصر أجنبية واستهدف فرعا للخط يزود الأردن بالغاز. وأضاف المصدر أن الهجوم مرتبط بعناصر أجنبية و»نحن الآن نعتمد على القيادات البدوية في المنطقة المحيطة لمساعدة أجهزة الأمن في التحقيقات وإعطائنا معلومات عن أي أعمال تخريبية أخرى«. وأضاف »بمجرد مهاجمة خط الغاز يوقف النظام التدفق فورا«، مشددا على أن الخط الذي تعرض للهجوم هو الخط المتجه للأردن وليس إلى إسرائيل، وأفاد مصدر أمني آخر أن مصر أعلنت حالة التأهب القصوى. وكان الجيش تدخل على الفور مع رجال الإطفاء لمنع الحريق -الذي نشب نتيجة التفجير- من الاتساع، ولوحظ انتشار أمني للجيش في المنطقة بحثا عن الفاعلين. وقال الصحفي حاتم البلك من مدينة العريش إن أهالي العريش وأهالي مدينة الشيخ زويد هالهم حجم الانفجار المروع. وأشار البلك إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها خط الغاز للتفجير »حيث سبق تفجيره من قبل مجموعة من المسلحين بالمنطقة في رسالة إلى الأمن لإطلاق ذويهم من المعتقلين«. وقال شهود عيان إنهم شاهدوا تحليق طائرة فوق المنطقة قبل فترة وجيزة لوقوع الانفجار في المنطقة الحدودية بين مصر وإسرائيل. وفجر المهاجمون الأنبوب في بلدة لحفن في منطقة الشيخ زويد في سيناء غير البعيدة عن قطاع غزة. وأكد محافظ شمال سيناء عبد الوهاب مبروك أن الحادث »ناتج عن عمل تخريبي ولم يوقع خسائر بشرية«. كما أعلن المحافظ -حسب ما نقل عنه التلفزيون المصري الرسمي- أنه »تم إغلاق جميع محابس أنابيب الغاز بالمحطة وتم إخماد ألسنة اللهب التي تصاعدت جراء الحريق«. وقالت مصادر إن صفقة تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل محل امتعاض وينظر إليها على أنها شكل من أشكال التنازل غير المقبول لإسرائيل. للتذكير فإن هذه الصفقة لم تعرض على البرلمان وأن سعر الغاز فيها أقل من السعر العالمي، كما أشارت مصادر إلى الأحكام القضائية الصادرة ببطلان تصدير الغاز إلى إسرائيل، حيث تؤمن مصر نحو 40% من احتياجات إسرائيل من الغاز الطبيعي. ويأتي هذا الهجوم بعد أن أعربت إسرائيل عن القلق إزاء تعرقل وصول الغاز المصري إليها بسبب الاضطرابات القائمة حاليا في مصر. وكان متحدث باسم وزير البنى التحتية الإسرائيلي عوزي لاندو قال الثلاثاء الماضي »نلاحظ مرة جديدة أن الشرق الأوسط ليس منطقة مستقرة وعلينا أن نتحرك لنضمن أن لا يكون أمننا من الطاقة مرتبطا بالآخرين«. وتخشى إسرائيل أن يقوم نظام جديد في القاهرة لا يلتزم بمعاهدة السلام معها الموقعة عام 1979، ويأتي التفجير في وقت دخلت الحركة الاحتجاجية التي تطالب بتنحي الرئيس حسني مبارك يومها الثاني عشر.