جدد الأمين العام لحركة النهضة فاتح الدعوة لفتح حوار "جاد" مع الطبقة السياسية ومختلف مكونات المجتمع، وقال في افتتاح ورشة نظمتها الحركة حول "الوضع الراهن في الجزائر بمساهمة فعاليت علمية و سياسية" أن هذا الحوار من شأنه أن يفضي إلى "بلورة رؤية واضحة لإصلاح شامل يهيئ الأجواء لإجراء انتخابات حرة و نزيهة". وشدد المتحدث في تدخله على أهمية "إشراك أهل الاختصاص من أساتذة جامعيين و باحثين في علم الاجتماع و غيرهم لتشخيص أسباب الأزمة و إيجاد الحلول الناجعة لها". وحذر من أن "استمرار حالة الاحتقان و تجاهل الوضع لن يؤدي سوى إلى مزيد من التردي" مشيرا إلى أن هدف حركة النهضة هو "العمل من أجل استقرار البلاد وتطورها وازدهارها". واقترح سليم قلالة أستاذ بمعهد العلوم السياسية بجامعة الجزائر "إحداث تغيير نوعي يشمل المؤسسات السياسية والقطاعات المنتجة على حد سواء" معتبرا أن هذا التوجه المنشود سوف يمكن البلاد من تحقيق الأهداف المتعلقة بالتنمية. وأضاف أن "هذا التغيير النوعي أصبح اليوم مطلبا جماهيريا" خاصة و أن "الإشكال القائم حاليا -كما قال- مرتبط بتهميش الكفاءات الموجودة على جميع المستويات أكثر منه بتوفر الموارد المالية". و انتقد أستاذ العلوم السياسية بشدة الميزانية الضخمة التي ترصد لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي والتي قدرها في حدود120مليار دينار قائلا أنها أموال تضيع ولو خصصت لمؤسسة أوروبية لحققت نتائج معتبرة، مشيرا أنه لا ينبغي أن نطرح قضية انقلاب المجتمع بقدر ما نتحدث عن توجيه الرأي العام نحو تغيير يأخذ النوعية كأساس .و برأي خبير اقتصادي فإن "القرارات المزاجية" في المسائل الاقتصادية كان لها الأثر البارز في تردي الأوضاع الاجتماعية في الجزائر، مشيرا إلى أن الجزائر الدولة الوحيدة التي تعتمد على قانون المالية التكميلي" كسنة مؤكدة " وهو الأمر الذي يؤكد أن القدرة التنبؤية قاصرة حتى عن سنة على حد تعبيره، مضيفا أن الجزائر البلد الوحيد الذي يعيش نفس الأزمات في فترة زمنية واحدة.وسجل أرزقي فراد البرلماني الأسبق تحت مظلة الاففاس قبل انشقاقه أن جوهر الأزمة في الجزائر سياسي يحتاج إلى حل سياسي وليس تقني أو أمني ومن هنا وجب تكاثف جهود الكل لدراسة هذا الحراك من أجل تحقيق إصلاح بأقل تكلفة، واعترف النائب الأسبق ب"تفوق الشارع على الطبقة السياسية مشيرا أن الشباب تجاوز الأنظمة متخذا الفايسبوك" سلاحا لتمرير أفكاره .