لا زال سكان ولاية تبسة ينتظرون تجسيد وعود المسؤولين على المستويين المحلي والمركزي بتنظيم رحلات دولية انطلاقا من مطار الشيخ العربي التبسي نظرا لما يتكبدونه من مشاق كبيرة عند السفر عبر مختلف ولايات الوطن أو الدول المجاورة. و قد صار بعضهم يتخذ من مطار العاصمة التونسية قرطاج منطلقا للقيام برحلات عمل وفي مناطق مختلفة من العالم.وطالما طالب المواطنون بتفعيل نشاط المطار ومنحه المكانة التي يستحقها كمطار دولي يتوفر على كل المقاييس، تنطلق منه رحلات لعدد من العواصم والمدن الأجنبية يستعمله المغتربون والمعتمرون والتجار الذين عادة ما يلجؤون إلى السفر عبر رحلات تابعة للخطوط التونسية نظرا لقربها من الولاية، شأنهم في ذلك شأن سكان بعض الولايات الأخرى القريبة كخنشلة، وسوق أهراس، وأم البواقي. كل ذلك بسبب عدم وجود رحلات دولية تحد من المشقة وعذاب السفر.و حاول المواطنون التحرك على أرض الواقع وذلك عن طريق إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لمطالبة السلطات الوصية، بتحقيق مطلبهم من أجل تسهيل رحلاتهم من وإلى تبسة بأقل جهد وتكاليف. وأكد عدد من المسافرين الذين اختاروا الخطوط التونسية؛ بأنه ينتابهم القلق والتعب من مشقة السفر نظرا لبعد المسافة من جهة ، والإجراءات الجمركية المعقدة والمصاريف الإضافية من جهة أخرى. حجاج الولاية والبالغ عددهم 600 حاجا كل سنة بدورهم عبروا عن استيائهم لإلغاء رحلات مطار تبسة، حيث لم تكتمل فرحة سنة 2009 بعد أن حققت نداءات البرلمانيين والمسؤولين عودة رحلات الحج انطلاقا من مطار تبسة باتجاه البقاع المقدسة، وأشار أهالي الحجاج إلى معاناتهم ولاسيما القادمين منهم من جنوب الولاية حيث يقطعون مسافة 600 كلم من وإلى عنابة. و يعانون الأمرين جراء بعد المسافة.وسبق لمطار الشيخ العربي التبسي أن استفاد من تسجيل عملية توسيع المدرج الثاني رصد لها غلاف مالي يفوق 147 مليار سنتيم مست جميع هياكل المطار مما سيمكن من فتح محطة ووجه جديد أمام الملاحة الجوية بالولاية وتنشيط الحركة الجوية داخليا وخارجيا، فضلا على ترقية الخدمات به وتحسينها لاستقبال المسافرين في أحسن الظروف، وضمان الراحة والسلامة. مطار تبسة الذي دخل الخدمة في بداية الثمانينيات، يتوفر على كل المواصفات العالمية في مجال الملاحة الجوية، و مصنف في خانة المطارات الدولية، كانت بداية تشغيله ب 04 رحلات إلى الجزائر العاصمة ورحلتين إلى مرسيليا في الأسبوع بعد أن أدخلت عليه تحسينات وزود بتجهيزات حديثة على هياكله لاستقبال المسافرين، إلا أن إدارة شركة الخطوط الجوية الجزائرية قررت إلغاء رحلات مرسيليا مرجعة ذلك إلى نقص عدد المسافرين نحوها بسبب الإجراءات التي اتخذتها السلطات الفرنسية في منح التأشيرات للجزائريين، ويجري التفكير في توسيع وتأهيل المدرج الحالي بطاقة استيعاب تصل إلى 450 ألف مسافر سنويا. وبغرض استيعاب الطائرات ذات الحجم الكبير فإنه تم انجاز المدرج الثاني الذي بإمكانه استقبال طائرات عملاقة من طراز بوينغ و ايرباص حيث تم تدعيمه وتعزيزه بمعدات متطورة لتأمين الرحلات وسلامة وأمن الطائرات والمسافرين ووسائل الراحة اللازمة، إضافة إلى محطة تستوعب 05 طائرات وقاعة تقنية ومراقبة، ومحطة لنفطال لتموين الطائرات بالوقود وغيرها من المرافق، وقد شهدت السنوات الأخيرة تقليصا في عدد الرحلات نحو العاصمة من رحلة يومية إلى 4 رحلات أسبوعيا على متن طائرة صغيرة، ورحلة أسبوعية نحو حاسي مسعود وعين أمناس بواسطة طائرات شركة الطاسيلي الخاصة بعمال الشركات البترولية. أحد الإطارات العاملة بمطار تبسة يرى بأن ترقية المطار ليست متعلقة بلافتة يدون عليها مطار دولي، وإنما يتعلق الأمر بعدة معايير وبمرسوم تنفيذي، كما تحدث عن دور شركات السياحة بالولاية وكذا المجتمع المدني ودورهم في الضغط على الجهات المسؤولة من أجل فتح خطوط دولية. وبخصوص مطلب حجاج الولاية القديم الجديد المتعلق بتنظيم رحلات مباشرة من مطار تبسة باتجاه المطارات السعودية ، فقد أكد لنا مصدر من مديرية النقل أن الأمر لا يتعلق بالخطوط الجوية الجزائرية، بل راجع لقرار من السلطات السعودية التي أصدرت قرارا في وقت سابق يقضي برفض تنظيم رحلات للحجاج على متن طائرات من الحجم الصغير، وذلك جراء الاكتظاظ الذي يعرفه مطارا جدة والمدينة المنورة، وطالبت من السلطات الجزائرية استعمال طائرات من الحجم الكبير لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الحجاج، وفيما يتعلق بمطلب السكان بتنظيم رحلات دولية فقد أكد لنا ذات المتحدث أن الموضوع مطروح على المستوى المركزي.