الجفاف و الحرائق يدمران المساحات الخضراء في عدة مدن بقالمة تمر المساحات الخضراء بعدة مدن بولاية قالمة بوضع صعب منذ حلول فصل الصيف و أصبحت مهددة بالحرائق و التصحر بسبب الحرارة القوية و الجفاف، و بدأت مساحات واسعة من العشب الطبيعي و الأزهار و أشجار الزينة تحترق في عدة حدائق عمومية بعد أن عجزت البلديات على مواجهة الوضع المناخي الصعب، رغم توفرها على إمكانات مادية و بشرية كبيرة و خاصة بالمدن الكبرى، أين تتواجد حدائق كثيرة و مساحات هامة من العشب الطبيعي الذي يتأثر بسرعة عند ارتفاع درجات الحرارة و يحتاج إلى نظام سقي متواصل على امتداد الصيف. و بدأت آثار الجفاف المدمر تظهر بوضوح بحدائق الأمير عبد القادر بمدينة قالمة التي أتت النيران على جزء منها و حدائق الشلال الشهيرة بمدينة حمام دباغ السياحية أين أتى الجفاف على مساحات هامة من العشب الطبيعي الذي كان يغطي الفضاء الواقع خلف الشلال. و اختفى عمال المساحات الخضراء تقريبا من مواقع كثيرة بعدة مدن تاركين حدائق جميلة تحترق رغم توفر المدن الكبرى على كميات هائلة من مياه السقي و أنظمة رش قادرة على إنقاذ المساحات الخضراء التي تغير وجه المدن القالمية كل ربيع لكنها تتصحر كل صيف و تستهلك مبالغ مالية كبيرة لغرسها من جديد. و يحاول بعض العمال إنقاذ مواقع خضراء بإمكانات بسيطة كما يحدث بحدائق الأمير بمدينة قالمة لكنهم يواجهون متاعب كبيرة و يشعرون بالحزن و الأسى و هم يرون فضاءات جميلة تحترق و جهد سنة كاملة من الصيانة و الغرس يضيع تحت تأثير الحرائق و موجة حر قوية لا تكاد تترك أخضر بقالمة. و يطالب سكان المدن الكبرى بقالمة بضرورة التفكير في خطط بديلة لحماية الحدائق و فضاءات العشب الطبيعي و ذلك بإنشاء فرق متخصصة تعمل على مدار السنة و مجهزة بوسائل مادية كافية بالإضافة إلى تركيب أنظمة سقي آلية مربوطة بمصادر مياه دائمة يمكن تشغيلها خلال ساعات الليل و باستمرار إلى غاية حلول موسم الأمطار. و فقدت مدن كثيرة بقالمة حدائق هامة و مساحات من العشب الطبيعي داخل الأحياء السكنية في السنوات الأخيرة بسبب الجفاف و النفايات و قطعان المواشي التي تعيش في الوسط الحضري. و ظلت قالمة لسنوات طويلة من أنظف و أجمل المدن الجزائرية لكنها بدأت تفقد هذه المكانة مع مرور الزمن و خاصة بالأقطاب السكنية الجديدة التي يكن سكانها عداء كبيرا للمساحات الخضراء على ما يبدو، يدمرونها و يغرقونها بالنفايات و كأنهم يتحالفون مع موجة الحر القوية لتصحير المدن و تحويلها إلى كتل من الخرسانة و النفايات على ضفاف السدود الزرقاء و الأنهار الدائمة الجريان.