إستقالة الرئيس و المدرب، تعليق التحضيرات و مستقبل يكتنفه الغموض عادت أمور ترجي قالمة إلى نقطة الصفر و أصبح الفريق مهددا بالغياب عن بطولة وطني الهواة للموسم القادم، بسبب موجة الاستقالات التي هزت أركانه في اجتماع عقد سهرة أول أمس، حيث فاجأ الرئيس طارق أمين منيعي أعضاء مكتبه بقرار الإستقالة في جلسة كانت مخصصة لوضع أخر الترتيبات على موعد الشروع في التحضيرات، مما دفع بالطاقم الفني بقيادة السعيد بلعريبي و مساعده عبد الغني جابري على الإعلان عن انسحابهما، مقابل تراجع بعض اللاعبين عن فكرة الدفاع عن ألوان «السرب الأسود». هذه الأمور تأتي قبل 5 أيام من إنقضاء الآجال المحددة لإيداع ملفات الإنخراط في رابطة وطني الهواة، إذ و في الوقت الذي كان فيه الأنصار يترقبون إنطلاق التحضيرات للوقوف على العناصر الجديدة التي دعمت التعداد، سيما و أن منيعي ظل يتحدث عن الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية كهدف رئيسي الموسم القادم، فاجأ رئيس النادي أعضاء مكتبه بإستقالة كتابيا، مع تجميد البرنامج الذي كان مسطرا، و الحجة في ذلك شح مصادر التمويل، لأن الطاقم المسير يبقى ينتظر الحصول على دعم مالي من السلطات المحلية، إنطلاقا من القيمة المرصودة من الميزانية الأولية للبلدية و المقدرة ب 305 ملايين سنتيم، و هو المبلغ الذي مازال عالقا بسبب عدم إستكمال بعض الإجراءات الإدارية، إضافة إلى دعم المجلس الولائي و مديرية الشباب و الرياضة. إلى ذلك فقد شهد الشارع القالمي في الأسابيع القليلة الماضية قيام جماعة محسوبة على جناح المعارضة بجمع التوقيعات للمطالبة بسحب الثقة من منيعي، بعد التشكيك في شرعية إنتخابه قبل سنة، مع توجيه أصابع الإتهام إلى مديرية الشباب و الرياضة بالولاية بخصوص توسيع تركيبة الجمعية العامة دون مراعاة القوانين المعمول بها، و لو أن عدم بلوغ النصاب القانوني في عملية جمع التوقيعات أبقى هذا المخطط مجرد مناورة، لكنها ألقت بظلالها على تسيير النادي، لأن الإنقسام بين مؤيد و معارض صعد من موجة الغليان في أوساط الأنصار، فضلا عن مخلفات عملية الإستقدامات، حيث أن منيعي كان قد أتفق مبكرا مع السعيد بلعريبي و مساعده جابري لقيادة الترجي الموسم القادم، كما تم رسم خارطة طريق بخصوص جلب اللاعبين، مع إلتزام السرية التامة، مقابل ضبط قائمة أولية، غير أن عدم توفر السيولة المالية، حال دون الظفر بخدمات عديد العناصر التي كانت مدونة في «الأجندة». إستقالة منيعي تجسدت في إجتماع تواصلت أشغاله إلى ساعة جد متأخرة من سهرة أول أمس، حيث كانت الجلسة مخصصة للوقوف على جديد الفريق، سيما و أن التدريبات كانت مبرمجة مساء أمس، لكن رئيس النادي قرر رمي المنشفة بعد العجز عن التعامل مع الظروف الصعبة التي يتواجد فيها الترجي، مع تأكيده على برمجة جمعية عامة إستثنائية في أقرب الآجال. و في سياق ذي صلة فقد أكد جابري في إتصال مع «النصر» ظهيرة أمس بأن الطاقم الفني قرر بدوره الإنسحاب، لأن منيعي أشعره بعدم تحمل أية مسؤولية، كما تم تسريح بعض اللاعبين الذين كانوا قد أعطوا موافقتهم المبدئية للإنضمام إلى الفريق، في صورة الثنائي العنابي بن فيالة و مصدق من حمراء عنابة. هذه القضية صنعت حديث الشارع الرياضي القالمي أمس، لأن الترجي أصبح مهددا بالإنسحاب نهائيا من المنافسة، على إعتبار أن المهلة الأولية لإيداع ملف الإنخراط تنقضي يوم السبت القادم، و الإدارة لم تتمكن من توفير حقوق الإنخراط المقدرة ب 130 مليون سنتيم، و لو أن هذا الأمر بالإمكان تداركه في وجود مهلة إضافية تمتد إلى غاية منتصف أوت المقبل، نظير تسديد غرامة تأخير، لكن الإشكال يكمن في مصير الفريق، و كيفية الخروج من هذه الأزمة الإدارية، بإيجاد أشخاص قادرين على تحمل المسؤولية في هذا الظرف، و العمل على ترتيب البيت في أسرع وقت ممكن، بوضع القطار على السكة و جلب لاعبين جدد و الشروع في التحضير للموسم الجديد.