سكان "جبل عقاب " يشتكون غياب التهيئة و المرافق و يطالبون بالأمن يشتكي سكان بمنطقة جبل عقاب الواقعة ببلدية واد العثمانية بميلة، من "غياب" أبسط ضروريات الحياة الكريمة، حيث يطالبون بتوفير المياه الصالحة للشرب و الغاز، و بتهيئة الشوارع و الطرقات و بناء مرافق عمومية و كذا إنجاز مرافق للتسلية. بينما نفى المير نقص التزود بمياه الشرب و قال أن المنطقة التي تتكاثر بها البنايات الفوضوية محل اهتمام المجلس البلدي الذي طالب السلطات المعنية بمشروع عيادة متعددة الخدمات و ملعب جواري لفائدة سكان جبل عقاب، التي تحتاج أيضا إلى تغطية أمنية مناسبة حسب رئيس البلدية و السكان. و يقول أعضاء جمعية "رقي تقدم و ازدهار جبل عقاب"، بأن هذه المنطقة تعد أكبر تجمع سكاني بعد مركز بلدية واد العثمانية، حيث ارتفعت بها الكثافة السكانية خلال السنوات الأخيرة، و بات عدد قاطنيها يقارب 20 ألف نسمة، لكنها لا تزال تعيش "تحت خط التنمية" و بقيت قرية منسية، حسب الجمعية. و ذكر السكان لدى زيارتهم مقر الجريدة، أن المحور الوحيد الرابط بالقرية عبر الطريق الوطني رقم 05، قديم جدا و مهترئ، لأن شاحنات الوزن الثقيل تعبره باستمرار باتجاه المحجرة القريبة، مضيفين بأن هذا المحور لم يخضع للتهيئة منذ سنوات طويلة و بات المرور عليه صعبا بسبب كثرة الحفر، كما يشكل خطورة كبيرة على مستعمليه، من السائقين الذين يجهلون المنطقة. و تكاد التهيئة تكون منعدمة بقرية جبل عقاب، حسب أعضاء الجمعية، فقد أكدوا غياب الأرصفة و البالوعات و عدم تعبيد الطرقات منذ حوالي 15 سنة، كما يكثر تطاير الغبار و الأتربة في الصيف، و تنتشر الأوحال خلال الشتاء، في حين تنعدم الإنارة العمومية و يعم الظلام أرجاء المنطقة بمجرد حلول الليل. زيادة على ذلك يشتكي السكان من وصول مياه "غير صالحة للشرب" لحنفياتهم و لساعات قليلة كل ثلاثة أيام، بالرغم من أن سد بني هارون يبعد عنهم بكيلومترات، و هو ما أدى إلى "انتشار الأمراض" لاختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، و انعدام شبكة التطهير بمنطقة تضم شبكة تصريف وحيدة تعود إلى الحقبة الاستعمارية، مضيفين بأن البلدية طالبت السكان بعدم شرب مياه الحنفيات لذات السبب، حيث يضطرون إلى شراء مياه الصهاريج أو التزود من الينابيع. العناية الصحية غائبة و مطالب بتوفير الأمن و يؤكد سكان جبل عقاب أن 50 بالمائة من بيوت القرية لم تزود بعد بشبكة الغاز، رغم أن نصفهم استفادوا من هذه الخدمة منذ سنة 2010، غير أن المشروع توقف حسبهم، و لا تزال العائلات في انتظار وصول الغاز إلى منازلها، كما أن الطاقة الكهربائية ضعيفة جدا، بسبب ضعف المحول الذي يزود القرية على حد ما أكده السكان، حيث تكثر حسبهم الانقطاعات التي تستمر لأيام أحيانا. و حسب ما قاله السكان فلا وجود لمرافق عمومية بالقرية، التي لا تتوفر على مركز صحي، إذ أن المستوصف الوحيد مغلق و لا يناوب به لا طبيب و لا ممرض، فيضطر المرضى للتنقل إلى وادي العثمانية على بعد حوالي 10 كيلومترات، حتى لأبسط الأسباب كأخذ حقنة أو علاج جرح صغير، كما تحتوي القرية على مكتب للبريد لا يلبي احتياجات السكان، و نفس الأمر بالنسبة للفرع البلدي الذي يعمل به موظف واحد أيضا، كما لا تضم القرية مركب جواري للشباب أو مركز ثقافي، و تنعدم فيها مساحات اللعب أو حتى ملعب صغير لكرة القدم، حيث أن الفريق الذي أسس قبل سنوات لم يصمد طويلا، بسبب عدم وجود ملعب للتدرب أو استقبال منافسيه. و يضيف أعضاء الجمعية أنه و منذ أن تم حل مؤسسة الحرس البلدي، أصبحوا يعانون من نقص الأمن، حيث لا تحتوي قريتهم، مثلما يؤكدون، لا على مركز للشرطة و لا الدرك الوطني، و هو ما سمح حسب السكان بانتشار الاعتداءات، و زيادة حدة الشجارات بين السكان بشكل كبير، ليطالبوا السلطات في الأخير، بضرورة التحرك من أجل تزويدهم بمختلف الشبكات من ماء و غاز، و صرف صحي، و تهيئة الشوارع و الأحياء و إصلاح الطرق، و تركيب الإنارة العمومية، و توفير الأمن. رئيس البلدية يشتكي من ظاهرة البناء الفوضوي رئيس بلدية وادي العثمانية نفى وجود نقص في التزود بالمياه بقرية جبل عقاب، و قال بأن المياه تصل بشكل كاف إلى السكان، لكنه اعترف بأن التلوث وقع في جزء فقط من القرية، و هي مشكلة أكد بأنها قد حُلت نهائيا قبل فترة، أما بخصوص شبكة الغاز فأوضح "المير" بأن جميع السكنات المبنية بشكل قانوني استفادت منها، و بأن كل السكان الذين يطالبون بالغاز يقطنون في بناءات فوضوية، قال أنها أخذت أبعادا خطيرة، باحتلال المساحات و الأراضي بشكل غير قانوني. و عن مشكلة نقص التهيئة قال رئيس البلدية طالبي عبد الفتاح بأن مصالح البلدية في انتظار إنجاز شبكة المياه التي ستربط المنطقة بسد بني هارون و كذا شبكة الصرف الصحي، قبل الانطلاق في إعادة تهيئة الشوارع و الأحياء، أما بالنسبة للمرافق العمومية فقد أكد المير بأنه قدم العديد من الطلبات للسلطات المعنية من أجل الاستفادة من عدة مشاريع، مضيفا بأن مشروع إنجاز عيادة متعددة الخدمات و ملعب جواري سينطلقان قريبا، كما قال بأنه يطالب بدوره بتوفير الأمن الغائب في قرية جبل عقاب.