دورات تكوينية لفائدة الحجاج بالمساجد بداية من يوم الجمعة المقبل وجهت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أمس مراسلة إلى الأئمة، دعتهم من خلالها للشروع في تنظيم دورات تكوينية وحملات تحسيسية لفائدة الحجاج، فضلا عن تلقينهم فضائل وآداب أداء هذه الشعيرة، مع تخصيص الدروس والخطب التي يقدمها الإمام لموضوع الحج. تشرع المساجد بداية من يوم الجمعة المقبل في تنظيم دورات تكوينية من خلال الاستعانة بالمجسمات لفائدة المواطنين الذين فازوا في قرعة الحج، كما يستعد الأئمة لتقديم دروس حول الركن الخامس للإسلام، بهدف شرح الكيفية السليمة لأداء هذه الشعيرة، لفائدة المسنين وذوي المستوى التعليمي المحدود، وذلك استجابة للمراسلة التي تلقاها الأئمة أمس من قبل الوزارة الوصية، التي أعطت الضوء لإطلاق الحملة التوعوية والتحسيسية التي دأبت المساجد على القيام بها منذ سنوات، كلما تزامن الظرف مع انطلاق موسم الحج، ورغم استحسان الأئمة لهذه الخطوة، إلا أنهم انتقدوا بشدة تأخر الإعلان عنها، وفق ما أكده رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة جمال غول في تصريح للنصر، موضحا بأنهم كانوا ينتظرون أن تبادر وزارة الشؤون الدينية بهذا الإجراء، مباشرة بعد الإعلان عن نتائج القرعة، أي في شهر أفريل الماضي، بغرض إتاحة الوقت الكافي للحجاج لتمكينهم من التعرف على كيفية أداء المناسك بالطريقة الصحيحة، إلى جانب توعيتهم بالتصرفات التي ينبغي تجنبها، حفاظا على صحتهم، ومن أجل أن يعطوا أحسن صورة عن الجزائر، بجعلهم بمثابة سفراء لها، إذ شددت مراسلة الوزارة على الأئمة للتركيز في الدورات التكوينية والتحسيسية على الجانب الأخلاقي والسلوكي للحاج الجزائري في البقاع. ومن المزمع أن تستعين بعض المساجد بأطباء سيقومون بتقديم التوجيهات والنصائح التي تجنب الحاج التعرض لمضاعفات صحية خطيرة، خصوصا المصابين بالأمراض المزمنة كالسكري وضغط الدم وكذا المسنين، في ظل تزامن موسم الحج هذه السنة مع فصل الصيف والارتفاع الملحوظ والقياسي لدرجات الحرارة، التي قد تبلغ درجات قياسية بالبقاع، علما أن انطلاق أول رحلة نحو المملكة العربية السعودية سيكون يوم 26 أوت الجاري من العاصمة، في وقت عبرت الوكالات السياحية المعنية بتنظيم الحج عن قلقها جراء تأخر وزارة الشؤون الدينية في القيام بحملة واسعة تتعلق خصيصا بالجانب الصحي للحاج الجزائري، وفق ما أكده المكلف بالإعلام للنقابة الوطنية للوكالات السياحية إلياس سنوسي، كنصحهم بضرورة تجنب الخروج دون سبب من الفنادق، وكذا التجوال في أوقات ارتفاع درجات الحرارة، مع التركيز فقط على أداء المناسك، وتوفير كافة الجهد والطاقة لوقفة عرفة،والقيام بالمشاعر على أحسن وجه، مع الإكثار من شرب الماء، وفي اعتقاد المتحدث فإن إطلاق مثل هذه الحملة كان ينبغي أن يكون في وقت مبكر، بدعوى أن الوزارة الوصية تدرك جيدا بان اغلب الحجاج هم من كبار السن، الذين لا تسمح لهم ظروفهم الصحية مواجهة عناء المناسك دون المرافقة الصحية السليمة. ومع ذلك يتوقع الوكلاء السياحيون أن يتم الحج في ظروف حسنة مقارنة بالمواسم الماضية، لأن الوزارة قامت لحد الآن بتوفير كافة الظروف وإتمام الجانب التحضيري من الناحية النظرية، في انتظار الانطلاق الفعلي للموسم، ومن بين ما انفرد به حج هذه السنة ضمان الإعاشة، أي الوجبات الغذائية قبل وخلال المشاعر، إلى جانب تخليص الحاج من عناء استعمال وسائل النقل للوصول إلى الحرم لأداء الصلوات الخمس، بفضل قرب الفنادق من الحرم، التي تبعد بمسافة لا تزيد عن 900 متر عن الحرم المكي، غير أن تجريد الوكالات من الأئمة وتعويضهم بالدليل لضمان أقل تأطير للحاج، أثار قلق الوكلاء، رغم استباق الوصاية هذا الإجراء بتخصيص فريق متنقل للأئمة، يتولى شرح المناسك، والأمور الفقهية، وكل ما يتعلق بفريضة الحج، وبررت الوكالات انشغالها بأن الحاج تعود أن يكون الإمام لصيقا به، ومرافقا له لتصحيح الأخطاء والهفوات التي قد يقع فيها.