طوارئ بالوكالات السياحية بسبب التهافت على الرحلات الأولى أخلط برنامج الرحلات باتجاه البقاع المقدسة حسابات الوكالات السياحية، بسبب استمرارها على غير العادة إلى يوم 30 سبتمبر الموافق للسادس من ذي الحجة، أي يومين فقط قبل بداية الشعائر، وهو ما سيصعب الأمر على الكثير من الحجاج خصوصا كبار السن، في حين حددت الداخلية الأحد المقبل كآخر أجل لاستلام ملفات التأشيرة. وقد اشتكت الوكالات السياحية من برنامج الرحلات الذي أعدته الخطوط الجوية الجزائرية إلى جانب الخطوط الجوية السعودية، بسبب استمرار رحلات الذهاب إلى غاية نهاية سبتمبر، وهي تتخوف من أن يؤثر ضيق الوقت على الحجاج، خاصة المسنين، الذين كثيرا ما يتأثرون نفسيا جراء فارق الوقت بين البلدين، مما يضطر الوكالات السياحية إلى منحهم فترة من الراحة للتأقلم مع الظروف الجديدة، استعدادا لبداية مناسك الحج، وحسب مصادر من الوكالات فإن تعطل الرحلات إلى غاية السادس من ذي الحجة سيعرض الحجاج إلى بعض الضغوطات، مما قلل الإقبال على الرحلات الأخيرة بالنسبة للذين ساعفهم الحظ في أداء فريضة الحج لهذه السنة، وجعل الوكالات السياحية تعيش ضغطا بسبب التهافت على الرحلات الأولى. علما أن أول خطوة يقوم بها الحاج هي طواف القدوم، ثم العمرة لمن يريد ذلك، وبعدها الحج، وقد يجبر ضيق الوقت الحاج على الشروع في مناسك الحج مباشرة بعد طواف القدوم نظرا لضيق الوقت، ويتطلب القيام بكل ذلك في ظرف يومين فقط وبعد سفر استمر لساعات جهدا معتبرا قد لا يقوى عليه كبار السن والمرضى، الذين كثيرا ما يدخلون في حالة من الهستيريا والقلق بسبب عدم تأقلمهم مع الظروف الجديدة، وخشيتهم من عدم أداء المناسك كما ينبغي، فتضطر الوكالات السياحية إلى تخصيص وقت من الراحة لهم، إلى غاية عودة الأمور إلى نصابها. علما أن نقل الحاج من المطار إلى مقر سكناه واجتماعه بالمطوف لشرح كيفية تنظيم الأفواج للشروع في المناسك يتطلب هو الآخر حوالي ست ساعات كاملة، ويفسر بعض الوكلاء تأخر رحلات الذهاب باتجاه المملكة العربية السعودية إلى الإجراءات المعقدة التي يتطلبها استخراج جواز السفر البيومتري، رغم التعليمات التي أصدرها رئيس الجمهورية لتسريع وتيرة العمل على مستوى المصالح الإدارية. وبالموازاة مع ذلك أعلنت وزارة الداخلية والجماعات المحلية في بيان أصدرته أمس أن يوم الأحد المقبل على الرابعة مساء هو آخر أجل لإيداع ملفات الحصول على التأشيرة بالنسبة للمعنيين بأداء مناسك الحج، مما يتطلب منهم الإسراع في إتمام الإجراءات التي تسبق استخراج التأشيرة كالتلقيح والفحص الطبي ودفع مستحقات الحج من إقامة وتذكرة السفر لدى مختلف وكالات بنك الجزائر، في وقت تواجه الوكالات السياحية ضغطا كبيرا بسبب إصرار الحجاج على الذهاب في أولى الرحلات، مصرين على تجنب الرحلات الأخيرة التي ستدوم إلى غاية 30 سبتمبر المقبل، خوفا من أن يطالهم التعب ويضعف قدرتهم على القيام بالمناسك كما ينبغي، خاصة في المشاعر.