ثورة الراب العربي تتأجج بتونس و مصر و تضاعف حماس المتظاهرين تتواصل ثورة الراب العربي بنفس حدة الانتفاضات الشعبية بكل من تونس و مصر، حيث أغرق شباب الراب المواقع الالكترونية بتنزيلات جديدة حجبت بجرأة طرحها وشدة لهجتها في انتقاد الأنظمة العربية الفاسدة و بؤس شعوبها، الأغاني الملتزمة و النضالية التي كانت لها مكانة خاصة و يتم اللجوء إليها في مثل هذه الظروف و الأحداث التاريخية. و عكس الخسوف الذي طال قمر نجوم البلدين في هذه الفترة، احتكر مؤدو لون الراب الساحة الفنية الإلكترونية و استقطبوا اهتمام المبحرين من كل الفئات و الشرائح لعمق معاني الكلمات المختارة و المتماشية وفق الأحداث و المستجدات السياسية.و لعل أكثر الأغاني استماعا منذ انطلاق انتفاضة الياسمين هي تلك التي اختار منزلها تقليد صوت الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بعد خطابه الأخير لحظات قليلة قبل فراره إلى السعودية و الذي حاول من خلاله إقناع الثائرين بأنه فهم رسالتهم و هي العبارة التي وسم بها المغني أنغامه الثائرة قائلا "أنا فهمتكم إيه فهمتكم بكل حزم" قبل أن يرد عليه معاتبا "منين فهمتنا 23سنة استغفلتنا كفنتنا ، تكلمت أنت و سكتنا، تحب تحكم مدى الحياة قيّمت الموتى في الانتخابات حطوا لك جوابات منين فهمتنا حبيت كرسيك ماصنتنا، هربت فلوسنا لسويسرا خليت البلاد ميزرة ، عشت أنت و قبرتنا منين فهمتنا... الفنانين كي قالوا لك لا من هنا من أرض الوطن بكلابك هنتنا".و لم تبتعد كلمات أغاني الراب المصري عن المضمون التونسي الذي لم يخرج عن إطار انتقاد الوضع الراهن و كتب و غنى البعض أغنة موسومة "ضد الحكومة" قالوا فيها "أرض الحضارة جفت و نفسي من الظلم استكفت، مقهور ، متقيّد متحطم حاسس دماغي اتشلت...دولة الظلم ساعة و الحق ليوم الساعة عشان ربك كبير... عجيب أمرك يا مصري الخوف أتأصل فيك، ما تفوق بقى يا ابن بلدي مصر بتنادي عليك..." و غيرها من الكلمات التي نجحت إلى حد كبير في زرع الحماس في نفوس الشباب فخرجوا بالآلاف لإيصال أصواتهم المطالبة بتغيير النظام فورا. دعمتها أغنية ثانية عن ثورة الغضب قال فيها مؤديها"عشنا في بلد مش بلدنا و كانت حياتنا بلا معنى، كنا نسينا أننا كنا ملوك العالم في أيام الفراعنة، جعنا و الأمن بتاعنا باعنا ، حاولنا أنن نتكلم لكن ما فيش حدنا سمعنا، خلاص شبعنا جبنا غاز، و اللي بيته منكوب بيحدثنا بقزاز كان فاكر أنه فاز و أنه محصّن من فلاذ، لكننا راح نقضي على النشاز بمسيرة مليونية في ميدان التحرير، بديمقراطية حقيقية و حرية للتعبير، بثورة ضد الفوضى قدرنا نوصل للتغيير، لا بلطجية، و لا داخلية و لا قوة كم وزير سكتتنا"...و في طابع نغمي ثائر مختلف تداول الشباب فيديو أغنية "ارحل ارحل حسني مبارك" و التي ردد فيها الشعب المصري من الفجرية واقف ضد الدكتاتورية، عايز ترجع له الحرية..." كما تميّزت جل الكليبات المختارة لهذا النوع من الأغاني بتكرر مرور عبارة "انتهت اللعبة" باللغة الانجليزية إشارة إلى اقتراب النهاية للأنظمة الفاسدة.