أنا لست مع فكرة مقاطعة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية اعتبرت الفنانة القبائلية المغتربة جوهرة، المعروفة باسم جرجرة، نسبة إلى مسقط رأسها و الفرقة الفنية الفلكلورية التي أسستها في 1977 ،بأن احتضان قسنطينة الأمازيغية للثقافة العربية يمنحها بعدا جماليا ،و هو أمر ترى بأنه أهم من الجدل الذي أثاره البعض حول الجذور و الهوية . و أكدت جرجرة المغنية و المخرجة السينمائية و الروائية للنصر على هامش مشاركتها مؤخرا في إحياء حفل ساهر بقسنطينة، في إطار تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، بأنها تناضل منذ عقود بالصوت و الصورة و القلم من أجل الحرية و السلام و الأمل و المساواة ، موضحة بأنها ليست مع فكرة مقاطعة تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية ، بدليل حضورها مؤخرا إلى مدينة الصخر العتيق ،لإحياء حفل مع مجموعة من الفنانين، بعد غياب استمر لأكثر من 35عاما . النصر: بعد غياب طويل فضلت العودة إلى الساحة الفنية، لماذا قررت العودة في هذا الوقت بالذات، وكيف وجدت الساحة الفنية؟ جرجرة: شرف لي أن أحمل الفن طوال هذه المدة، حقيقة لقد غبت لأزيد من 35 سنة، لكن كنت خلال هذه الفترة سفيرة للفن الجزائري في كافة دول العالم، وقد غنيت في الكثير من الدول عدا بلدي الجزائر، وها أنا اليوم أعود من أجل الرسالة التي أسعى لأوصلها للجميع، هي رسالة أمل، رسالة سلام، رسالة حرية و إنسانية. طوال حياتي وأنا أغني من أجل هذه الرسالة التي أتوجه بها للمرأة، و أيضا للشباب الذي هو مستقبل الوطن، وأبطال هذه الأمة. . هناك الكثير من الفنانين والمغنيين القبائليين الذين رفضوا الغناء في تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لأنهم ضد هذه الفكرة، ويؤمنون بأن قسنطينة أمازيغية، ما رأيك ولماذا خالفت هذه القاعدة؟ أنا لم أكن على دراية بهذا الجدل، لم أقابل أحد منهم ، ولم يتصل بي أي شخص ليطلب مني عدم الغناء في قسنطينة لأي سبب، لقد مرت 35 سنة ولم أتمكن من الغناء بالأمازيغية بالقبائل الكبرى ، فلماذا أمنع نفسي اليوم وقد سنحت لي الفرصة من أجل الغناء باللغة الأمازيغية بكامل الجزائر؟ علاوة عن ذلك أتساءل من سيأتي لمشاهدتي هنا في قسنطينة؟ لا أظن أن يكون أحد من بين الجمهور من خارج الجزائر، بل كلهم من قسنطينة، إذن لن أحرم القسنطينيين من تذوق الفن الأمازيغي الأصيل. أنا أجد ما يحدث أمرا رائعا، فقسنطينة الأمازيغية بتاريخها تستقبل الثقافة العربية وهذا ما نعتبره تنوعا ثقافيا، وهو أهم بالنسبة إلي من هذا الجدل الذي يتحدث عنه البعض. .هل أديت طبوعا أخرى عدا اللون القبائلي؟ أنا لم أغن الطابع القبائلي من قبل، لقد غادرت الجزائر رفقة عائلتي نحو فرنسا وأنا لم أتجاوز الخامسة من العمر، لكنني بالمقابل تمكنت من تأسيس أول فرقة للموسيقى العالمية النسوية سنة 1979، وأديت هذا النوع من الموسيقى بعديد الدول. . ماهي مشاريعك ؟ أنا أقوم بجولة عبر عديد المدن الجزائرية، قسنطينة بالنسبة إلي محطة في هذه الجولة الوطنية ، إضافة إلى ذلك لدي برنامجا يهدف لدمج الموسيقى العصرية بالتراث، بدليل العمل الذي أقوم به رفقة الكثير من الموسيقيين أمثال «رابح خلفة»، «محمد عبد النور»، إلى جانب موسيقيين أجانب.