يبدو أن الأزمة الداخلية التي تعيش على وقعها شبيبة القبائل، قد أخذت أبعادا أخرى من خلال موجة الاستقالات التي باتت تميز يوميات الفريق، وهذا قبل 5 أيام من المباراة الافتتاحية للرابطة المحترفة الأولى موبيليس للموسم القادم، أمام شباب قسنطينة بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو. فإلى جانب الاتهامات المتبادلة بين المناجير العام المستقيل كريم دودان وعضوي مجلس الإدارة مليك عزلف و خليفة شيوخ حول ظروف إجراء تربص قمرت بتونس، وغياب التكفل الفعلي باحتياجات الفريق، لم يهضم أعضاء الطاقم الفني معاملة الإدارة والضغط الكبير الممارس عليهم، حيث سرعان ما قرر مدرب الحراس عمر حمناد رمي المنشفة والسير على خطى دودان، معتبرا رحيله أمرا فرض نفسه، أمام حالة النكران لعمل و مجهودات الجهاز الفني، رافضا تأجيل الانسحاب إلى ما بعد مباراة السنافر، وهو ما أخلط حسابات الإدارة التي دخلت في سباق مع الزمن للبحث عن خليفة له، ولو أن بعض المصادر لا تستبعد اللجوء إلى خدمات الحارس الدولي السابق لوناس قواوي. وبالموازاة مع ذلك، أعلن مدلك الفريق لونيس حمريوي عن استقالته على خلفية مستحقاته المالية المتمثلة في أجرة 5 أشهر، فيما يعيش المدرب مراد كعروف ضغطا رهيبا، ما جعله يجدد تهديداته بالاستقالة، رغم تأكيدات بعض الأوساط عن مغادرته العارضة الفنية، الأمر سيزيد من متاعب الكناري، قبل أيام معدودة من موقعة السنافر. وما يجسد هذا الطرح، إقدام الإدارة على ربط الاتصالات الأولية مع مجموعة من المدربين للظفر بخدمات واحد منهم ومن ثمة تعويض كعروف، حيث كان أول من شملته المفاوضات تشيكوليني الذي رفض العرض، ثم نور بن زكري الذي اعتذر، قبل أن يحول الرئيس حناشي وجهته نحو فرنسا، أين ينتظر أن يجلب مدربا من الضفة الأخرى في الساعات القليلة القادمة، ولو أن التقني الجديد لن يلتحق بالعارضة الفنية، إلا بعد مباراة تدشين الموسم المقبل. وحسب ما هو متداول، فإن مجلس الإدارة بصدد وضع مخطط استعجالي لإنقاذ بيت الكناري، في ظل التغييرات المرتقبة على العارضة الفنية وبعض الهياكل الداخلية للفريق، تزامنا مع تفاقم موجة غضب الأنصار الذين اقتحموا أمس ملعب أول نوفمبر لحضور التدريبات، بعد أن قرر في وقت سابق كعروف أن تكون الحصص مغلقة وفي غياب الجمهور، لتفادي الضغط على اللاعبين وعدم الكشف عن كامل الأوراق تحسبا لمواجهة السبت القادم. وقبل لقاء السنافر يواصل المدافع زيتي العلاج بإحدى العيادات الخاصة بسطيف، ما يجعل مشاركته في اللقاء غير مؤكدة، ويحذو حذو المغترب صديقي المصاب. هذا و كشف مصدر موثوق أن بعض اللاعبين أبدوا رغبة في إعفائهم من مواجهة النادي الرياضي القسنطيني، على غرار برشيش بسبب حالة الإحباط التي باتت تلاحقه، جراء عدم التزام الإدارة بتعهداتها بخصوص مستحقاته، حيث لم يتلق أي سنتيم منذ ثلاثة أشهر، وهي الوضعية التي أصبحت تقلق الأنصار، ما جعلهم يخرجون عن صمتهم ويلوحون بتصعيد اللهجة أمام عجز الرئيس حناشي عن تهدئة الوضع، وإعادة السكينة والاستقرار إلى بيت الكناري.