رغم فوز فريقهم والابتعاد قليلا من منطقة الخطر، التي تهدده بالنزول إلى الرابطة الثانية لكرة القدم، بالفوز على مولودية بجاية بهدفين مقابل هدف واحد في الداربي القبائلي الذي لعب السبت، إلا أن محبي وعشاق شبيبة القبائل ابدوا غضبهم الشديد عن الإدارة الحالية محملين إياها المسؤولية الكاملة لما آل إليه فريقهم في الموسم الحالي بسبب سوء التسيير والنتائج الكارثية، وعلى رأسها الرئيس، محند شريف حناشي، مطالبين إياه بالمغادرة نهائيا. المواجهة التي حبست أنفاس مناصري شبيبة القبائل أول أمس أمام الجار مولودية بجاية، بمعقل الكناري بتيزي وزو، منذ بدايتها وحتى النهاية بسبب الأداء الهزيل للمحليين وغياب الحلول في الخط الأمامي والضغط الكبير الذي فرضه أشبال عمراني على حارس الكناري مما جعل البجاوية يتقدمون في النتيجة بفضل هدف ندياي، جعلت محبي اللونين الصفر والأخضر يدركون تمام الوضعية الصعبة التي يمر بها فريقهم والمطالبة بصوت واحد من الحاضرين فوق مدرجات أول نوفمبر "الشعب يريد حناشي يغادر"، هي جملة رددها الجمهور القبائلي طيلة اللقاء، ورغم النهاية السعيدة بفوز يقرب الكناري أكثر من البقاء في حظيرة الكبار إلا أن ذلك لم يشفع لعميد رؤساء الندية الجزائرية الذي دخل تحت صافرات الاستهجان وأهازيج الغضب من الجماهير الحاضرة طالبة منه الرحيل وعدم المواصلة في منصبه، معتبرين إياه السبب الرئيسي لما آل إليه فريقهم خلال السنوات الأخيرة والتي أصبح فيها وبمناسبة نهاية كل موسم يلعب من اجل البقاء بدل اللعب على الألقاب وهو المعروف على اسود جرجرة الذين يتواجدون في المرتبة الأولى محليا وقاريا للفرق المحلية بالنسبة لعدد التتويجات. وبدل الفرحة والاحتفال بالفوز المحقق أول أمس بصعوبة على الموب، صرخ عشاق الكناري على حناشي، وهو الذي لم يدخل الملعب سوى بعد نهاية المواجهة، منتظرا استقبالا من الحاضرين، لكن وجد العكس ليخرج سعيدا بفرحة الفوز دون المحبة التي كان عليها عند المناصرين. نقطة أخرى لم يهضمها محبي الكناري، وهي التي تقوم بها الإدارة الحالية بجلب أسماء لاعبين مغمورين من الأقسام السفلى دون منحها ولا فرصة وفي الأخير يتم تسريحها دون أن تقدم أي جديد ولا إضافة، وفي الموسم الحالي كان الرقم قياسيا، حيث وصل عدد اللاعبين الذين تعاقدت معهم إدارة حناشي إلى أكثر من 10 لاعبين دون جدوى، كما هو الشأن للمدربين، حيث شهد الموسم المتبقي منه 4 جولات من الختام، تعاقب على العارضة الفنية للفريق 4 مدربين وآخرهم غادر في الأسبوع الفارط تاركا المجال للطاقم الفني الحالي مراد كعروف ومساعده دودان من أجل إنقاذ ما يمكن. وبالكلام عن الطاقم الفني الحالي، تعود قصص معروفة وغير غريبة على أنصار الشبيبة، الذين ينتظرون كعروف عند كل موعد رحيل –إقالة أو استقالة- في العارضة الفنية للفريق، في وقت يدعو فيه الجميع إلى الاعتماد على أبناء الفريق المتواجدين وبكثرة ولهم حسب المتتبعين لشؤون الفريق القدرة والكفاءة لتدريب الفريق والعودة به إلى سنوات الأفراح والتتويج. كعروف: "نحن أيضا أبناء الفريق والكفاءة فرضت وجودنا" وحول النقطة الأخيرة المتعلقة بأبناء الفريق والمعارضون لسياسة حناشي حول إعتماده على مدربين أجانب لم يقدموا الكثير للفريق في السنوات الأخيرة، قال قائد الطاقم الفني الحالي، مراد كعروف، الذي استنجد به حناشي بعد رحيل الفرنسي قي ولام: "نحن أيضا أبناء الفريق وأنا أستغرب كثيرا القائل بأن الإدارة الحالية لم تعتمد على أبنائها، فكيف نفسر إذا تواجد كعروف، دودان على رأس العارضة الفنية للفريق الأول، والعمل الذي يقوم به نسيم حملاوي في صنف الآمال"، مضيفا في كلام وجهه غلى منتقديه: "الكفاءة في العمل هي التي جعلتنا هنا ونحن قادرون على رفع التحدي وعلى قدر المسؤولية لتقديم الأحسن للفريق". وعن المواجهة التي فاز بها فريقه على مولودية بجاية أول أمس، قال كعروف أن أشباله لعبوا شوطا أول تحت ضغوط كبيرة مما جعلهم يتلقون هدفا في مرماهم: "لكن مع التوجيهات التي تلقوها في المرحلة الثانية عرفوا كيف يعودون في النتيجة ويسجلون هدفا أول حرر الفريق وجعله يقدم أداء أفضل مما مكن من تسجيل الهدف الثاني وكسب رهان يجعل الفريق يلعب ما تبقى في ظروف أقل ضغط من سابقتها". أشباه الأنصار أخرجوا المباراة عن إطارها قلّ ما تشاهد الأحداث التي رأيناها السبت، بملعب تيزي وزو بين أنصار فريقي الشبيبة ومولودية بجاية، بالنظر للعلاقة الطيبة بينهما، لكن أشباه بعض الأنصار من الطرفين، أخرجوا المواجهة عن إطارها الرياضي، وهو ما جعل الأجواء مشحونة بين الطرفين مما أدى إلى أحداث يأسف لها الأنصار الحقيقيين للفريقين. البداية بتسجيل مولودية بجاية هدف السبق والذي لم يهضمه بعض مناصري الشبيبة، بالنظر إلى حاجة فريقهم إلى نقاط المباراة، حيث قام البعض منهم إلى دخول أرضية الميدان، مستفيدين من الحق في ذلك باعتبارهم من لجنة الأنصار، والتوجه إلى المدرجات الخاصة لمناصري الفريق الضيف شاتما إياهم بعبارات غير اخلاقية ولا تمت بصلة للمناصر الحقيقي للكناري والخلوق والمتشبع بالروح الرياضية، وبذلك دفع "ليكراب" بالرد عليهم والهيجان على تصرف لم يكن متوقعا من أشخاص كان يفترض بهم أن يلطفوا الأجواء بدل ما فعلوه. كما أن بعض المناصرين الحاضرين للشبيبة استغربوا ما قام به بعض زملائهم معلقين على ذلك: "ما هكذا كانت مباريات الفريقين، لقد كنا نشاهد المباريات في مدرجات واحدة مع أنصار الموب".