تجمعات محدودة في قسنطينةوعنابة و وهران حاول صبيحة أمس حوالي 20 شخصا تنظيم مسيرة بوسط مدينة قسنطينة انطلاقا من ساحة الشهداء المحاذية لدار الثقافة محمد العيد آل خليفة في اتجاه ساحة لابريش غير أن قوات الأمن منعتها لعدم تقدم أصحابها بطلب الترخيص لها. وقد تفاجأ المبادرون بهذه المسيرة بمجموعة أخرى من الشباب تلتحق بنفس المكان تردد هتافات مؤيدة لرئيس الجمهورية، غير أن قوات الأمن قامت بتفريق الطرفين في هدوء دون تسجيل أي حادث يذكر. من جهتها، شهدت مدينة عنابة صبيحة أمس تجمع نحو 200 شخص أغلبهم من مناضلي حزب التجمع من أجل الثقافة و الديمقراطية أمام مبنى المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بساحة الثورة، لكن هذا التجمع الذي لم يتقدم أصحابه أيضا بطلب الترخيص، ميزه إقدام العشرات من الشبان على الهتاف بحياة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مما أثار دهشة الأطراف التي دعت إلى تنظيم المسيرة التي تبنتها المجموعة التي اصطلح على تسميتها بالتنسيقية الوطنية للتغيير و الديمقراطية من أحزاب من التيار المعارض، الأمر الذي أدى إلى حدوث تصدع بين المشاركين الذين كانت استجابتهم للنداء الداعي إلى تنظيم مسيرة جد محتشمة. و تدخلت قوات مكافحة الشغب على جناح السرعة لتفريق جماعة المتظاهرين الذين حاولوا التوجه نحو مقر الولاية. و كادت الأمور أن تأخذ منحى مغايرا بفعل إقدام بعض الأطراف على محاولة الاستثمار في الوضع و تحويل المسيرة إلى أحداث شغب عن طريق تعمد التصادم مع قوات التدخل السريع، ما أدى إلى توقيف 6 شبان بينهم فتاتان ، و قد تم اقتيادهم إلى مديرية الأمن الولائي لكن سرعان ما أطلق سراحهم بعد تحرير محاضر سماع لهم. وفي وهران أيضا تجمع صبيحة أمس ما يقارب من 50 شخصا من الناشطين في جمعيات حماية حقوق الإنسان وبعض المناضلين المنتمين لأحزاب الأرسيدي و الأفافاس و الأمدياس و نقابيين من السناباب و الكناس، و لم يتقدم هؤلاء بأي طلب ترخيص للمسيرة التي تم خلالها رفع شعارات تدعو إلى رفع حالة الطوارئ و'' استرجاع الحريات العامة''.وقد تم اعتقال حوالي 40 شخصا في وقت سابق كإجراء احترازي، من بينهم 3 قصر تم إطلاق سراحهم فورا إلى جانب صحفي بينما ظل الباقون في مراكز الأمن المنتشرة بوسط المدينة قبل أن يتم إخلاء سبيلهم في المساء. وقد حاول بعض المواطنين استغلال الفرصة للانضمام للتجمع و المطالبة بالسكن و مناصب العمل، وإثارة الفوضى غير أنهم فشلوا في ذلك و بالمقابل خرجت مجموعة من الشباب يحملون صور رئيس الجمهورية و بدأوا يطوفون بها غير بعيد عن مكان التجمع و بعد تفريق المتظاهرين اكتست بعض السيارات بذات الصور و جابت شواع وهران التي كانت تعيش حياة عادية .تجدر الإشارة إلى أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية أعلنت أمس أنها لم تسجل أي طلب لتنظيم أي اجتماع أو تظاهرة عمومية باستثناء الطلب الخاص بتنظيم مسيرة بولاية الجزائر العاصمة.