سنعتصم إذا لم تنجح جلسات الحوار مع الوزارة قال رئيس النقابة الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، حجيمي جلول، أمس السبت، أن المهلة التي مُنحت للوزارة الوصية قد استنفذت ويتم حاليا ترقب أي مبادرة من أجل تسوية ملف الأئمة المطروح منذ سنوات، مشيرا إلى أن الأمل معقود على جلسات الحوار المبرمجة في سبتمبر المقبل. وهدد المتحدث أنه في حال إنسداد سبل الحوار مع الوزارة والتماطل، فستلجأ النقابة للإعتصام وبطريقة سلمية أمام قصر المرادية بالعاصمة لإبلاغ رئيس الجمهورية بمطالب الأئمة. وشدد رئيس النقابة الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، على هامش حضوره إفتتاح الجامعة الصيفية لنقابة الأساتذة الجامعيين بوهران، اللهجة ضد الوزارة الوصية التي قال أنه لم يلمس منها لحد الآن أي صيغة توافق للمضي في طريق تسوية ملف الأئمة المطروح منذ سنوات أمام الوصاية، مما أفقده نوعا ما قابلية تسويته رغم أن المطالب المرفوعة اعتبرها الوزير الأول بحسبه مشروعة. و بدا حجيمي مستاء من تأخر فتح الملف لمدة تجاوزت السنتين وهو ما عبر عنه المتحدث ب «سياسة الهروب إلى الأمام»، لأن الأئمة يتقبلون أن يتم تأجيل بعض مطالبهم تماشيا وسياسة التقشف السارية في البلاد، ولكن ليست كل المطالب مرتبطة بالتسوية المالية كما أشار حجيمي، مضيفا أن هناك أئمة حاملين لشهادة الدكتوراه ولا تتعدى رواتبهم 30 ألف دج، ولكن المعضلة هي أن هؤلاء الأئمة يفرون من مهمة الإمامة في المساجد ويلتحقون بالتدريس في معاهد الجامعات، مما خلق نزيفا في هذا السلك حسب رئيس النقابة الذي كرر ذكر بعض مطالب الأئمة الإجتماعية والمهنية. على صعيد آخر، قال حجيمي أن الغالبية القصوى من أئمة الجزائر مرجعيتهم مالكية سنية مع وجود خصوصية الإباضية، أما إذا كان خطاب الإمام متطرفا أو تكفيريا، فهذه المشكلة لا تحمل في أصلها قضية فقهية بل هي قضية فكرية تتم معالجتها بوجود أئمة في المستوى للتصدي لها على أن يشترك في العلاج كما قال حجيمي كل فئات المجتمع، معتبرا أن المد التكفيري في تراجع كبير في الجزائر بالنظر لتجربة الشعب خلال العشرية السوداء.