تجمع أمس مئات من رجال الشرطة المصرية بالزي الرسمي وبملابس مدنية بميدان التحرير وسط القاهرة لإبداء تضامنهم مع المحتجين الذين أطاحوا بمبارك.وقد ذكر شهود عيان أن رجال الشرطة كانوا يلوحون بأعلام مصر ويرددون هتافات تبدي تضامنا مع المحتجين، وأكد بعضهم أنهم يريدون تكريم "شهداء الثورة". وتأتي هذه المسيرة غير المعتادة، بعدما كانت الشرطة العسكرية وجنود الجيش قد أخرجت عشرات من المحتجين كانوا يعتصمون بقلب ميدان التحرير الذي شهد اشتباكات عنيفة حين حاولت الشرطة تفريق التظاهرات التي بدأت في 25 جانفي الماضي، وقال بعض عناصر الشرطة المتظاهرين أنهم مع الشعب وليسوا أعداء له، وطلبوا من المصريين عدم نبذهم، وأن النظام أساء معاملتهم كذلك وتسبب في مقتل عدد كبير منهم مع آخرين أثناء الاحتجاجات.وقد وقعت بعض الاشتباكات بين المحتجين من رجال الشرطة ومدنيين اتهموهم بمحاولة "القفز على الثورة" وأكدوا عدم تصديقهم فيما يدعونه وتسائل أحدهم "أين كانوا عندما قتل بلطجية شقيقي؟"فيما رد ضباط شرطة من ذوي الرتب الصغيرة والمتوسطة أنه جرى تصويرهم بصورة ظالمة كخونة وأعداء للشعب، متهمين ذوي الرتب العالية بالفساد، ومؤكدين أنهم يعانون من نفس مشاكل المصريين من مرتبات ضعيفة وإذلال وانعدام الحرية، وقالوا إنهم في الميدان لتكريم الشهداء والجيش والشعب المصري.توأشاروا إلى أن وزارة الداخلية أفسدت رجال الشرطة وعلمتهم قمع الناس ما خلّف كره الناس لهم، معتبرين أن في ذلك ظلما لكثير من ضباط الشرطة الشرفاء، وقالوا أنهم يريدون التوحد مع الشعب والثورة وأنهم يدينون وزير الداخلية السابق حبيب العادلي لتدميره العلاقة بينهم وبين الشعب.