قتلى و أكثر من ألف جريح في اشتباكات عنيفة بين المحتجين ومؤيدي مبارك "جمعة الرحيل" ستجمع أكثر من مليون متظاهر عرف الوضع الميداني في مصر أمس تطورا خطيرا وتصعيدا غير مسبوق عندما نشبت مشادات بين لمتظاهرين المجتمعين لليوم التاسع على التوالي في ميدان التحرير وسط القاهرة للمطالبة برحيل بارك، وبين عشرات من الأشخاص المشبوهين الذين خرجوا منادين وحاملين شعارات مؤيدة لرئيس مبارك، والذين حاولوا استفزاز المحتجين بإلقاء الحجارة عليهم والاعتداء عليهم بالضرب بالعصي كما استعلموا القنابل المسيلة للدموع والقنابل الحارقة "مولوتوف"، ليردوا عليهم بالحجارة وشوهد الطرفان في كر وفر متواصلين تسبب في إصابة العشرات من المجتمعين داخل ميدان التحرير، كما تكلمت بعض التقارير الصحفية عن سقوط قتلى، وأكدت مصادر طبية كانت متواجدة في عين المكان سقوط قتلى و أكثر من ألف جريح، وقال طبيب من عين المكان أن هناك ما بين 1000 إلى 1300 مصاب بجروح مختلفة بعضها خطيرة . وحسب شهود عيان فإن أغلب المؤيدين لمبارك من رجال الأمن بالزي المدني وأعضاء في الحزب الحاكم، حيث قبض المحتجون على الكثيرين منهم ووجدوا بحوزتهم بطاقات الشرطة والعضوية في الحزب الحاكم، كما نجحوا في القبض على الكثيرين من المسبوقين قضائيا الذين كانوا يعتدون عليهم بكل وحشية وسلموهم لأفراد الجيش المتواجدين بعين المكان والذين رفضوا التدخل واكتفوا بالمراقبة فقط، في حين تجمع بالقرب منهم راكبو جمال وخيول وخلفهم مئات من مؤيدي مبارك يقذفون الحجارة على المحتجين وسط ميدان التحرير .وما يدل على أنهم من رجال الأمن باللباس المدني حسب المحتجين، أنهم كانوا مزودين بقنابل مسيلة للدموع استعملوها ضد المعارضين لنظام مبارك، كما ألقوا عليهم بعض القنابل الحارقة، وهو ما أكده ثلاثة من قادة المعارضة في بيان لهم أشاروا فيه إلى أن عناصر الشرطة بالزي المدني تسللوا بكثافة إلى ميدان التحرير لزرع الفوضى وإخافة المحتجين وإقناعهم بالانسحاب والكف عن الاعتصام هناك لليوم التاسع على التوالي، خاصة وأن يوم غد الجمعة سيشهد تجمعا كبيرا وعد المحتجون أن يفضي إلى إسقاط مبارك عن الحكم وأطلقوا عليه "جمعة الرحيل"، وقد ردت وزارة الداخلية المصرية بنفي أن يكون عناصر الأمن بين مؤيدي مبارك.وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية من عين المكان وقوع مئات الجرحى الذين نقلهم زملاؤهم على أكتافهم، وأكدت أن العديد منهم أصيب بالحجارة التي ألقيت من بعض الأبنية المرتفعة المحيطة بميدان التحرير، حيث أصيبوا بكسور وجروح متفاوتة، وقد تحولت الشوارع المحيطة بالميدان أمس إلى ساحة حرب تتقاذف فيها الحجارة بين مؤيدي مبارك والمطالبين بإسقاطه، في حين صعّد المحتجون من مطالبهم حيث أكدوا ضرورة محاكمة مبارك بعد هذه الأحداث التي اتهموه بالوقوف وراءها خاصة بعد ورود معلومات عن اجتماع بعض قادة الحزب الحاكم بقيادات أمنية .وقد اختار المدافعون عن مبارك ميدان مصطفى محمود في حي المهندسين مكانا لتجمعهم، في حين لا زال المطالبون بإسقاطه يحتلون ميدان التحرير الرئيسي في قلب القاهرة، وأكد شهود أن أغلب من قبض عليه من طرف مناهضي حكم مبارك من عناصر الشرطة بالزي المدني، وقد استهدف هؤلاء أيضا متحف القاهرة الذي يضم كنوز مصر القديمة حيث ألقي في فنائه بعض القنابل الحارقة قبل أن يهرع عناصر الجيش بعين المكان لإطفاء النار التي اشتعلت هناك.من جهة أخرى أكدت صحيفة بلجيكية تعرض أحد صحافييها الذي كان بصدد تغطية الاحتجاجات أمس للاعتداء الجسدي من طرف بعض أفراد الأمن بلباس مدني قبل أن يقتادوه إلى ثكنة للجيش حيث أكدوا له انه متهم بالجوسسة وأن المخابرات ستحقق معه، وقد تدخلت العديد من المنظمات غير الحكومية للمطالبة لإطلاق سراحه فورا وكفالة حق الإعلام، ومنها منظمة الدفاع عن حرية الصحافة ومنظمة صحافيون بدون حدود .وقد دعت أمس أطراف المعارضة ومنظمو الاحتجاجات إلى الاستمرار في المظاهرات اليوم وغدا الجمعة حيث يتوقع تظاهر أكثر من مليون شخص في "جمعة الرحيل"، وكانت العديد من العواصم الدولية منها برلين ولندن وباريس وستوكهولم ومدريد بالإضافة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي، قد دعت مبارك أمس إلى ضرورة التحرك في أسرع وقت من أجل تجسيد الانتقال السلمي للسلطة حسبما ينادي به المتظاهرون .