قتل العديد وأصيب عشرات المتظاهرين امس الاربعاء في ميدان التحرير بعد ان اقتحمه مئات من الموالين للرئيس المصري حسني مبارك واخذوا يقذفون المحتجين بالحجارة وقطع الحديد الصغيرة، ممتطين الخيول والجمال ويخيل للمشاهد انه يرى فيلم الرسالة والحرب بين المشركين والمسلمين. ورأي صحفي من وكالة فرانس عشرة متظاهرين على الاقل مصابين ومعظمهم كانوا مصابين في الراس والعيون. واشار الى ان جريحا يصل كل دقيقة محمولا على اكتاف المتظاهرين. كما القيت المئات من قنابل المولوتوف ليلا من فوق اسطح المنازل على المتظاهرين واكتفى الجيش باطفاء الحرائق واغلاق كل منافذ ميدان التحرير. واتهمت ثلاث مجموعات احتجاجية في وقت سابق، رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية باقتحام الميدان "لترويع" المتظاهرين. وقال بيان لحركة 6 افريل وحركة كفاية وتيار التجديد الاشتراكي تلقته فرانس برس ان "عناصر من الامن بملابس مدنية وعددا من البلطجية اقتحموا ميدان التحرير وقاموا بترويع المتظاهرين بهدف اظهار ان الشعب المصري منقسم". ودعا البيان "اصحاب الضمائر الحية في العالم الى حماية الثورة المصرية". واوضح شهود لوكالة فرانس برس ان الموالين لمبارك الذين اتوا الى الميدان تتقدمهم خيول وجمال كانوا يضربون المتظاهرين باقفال حديدية قديمة. واكد احد المتظاهرين ان "احد البلطجية عثر معه على بطاقة تثبت انه رجل امن". وقد تمكن المحتجون من ابعاد انصار مبارك والاستيلاء على الخيول التي كانت معهم وهم يقومون الان باقامة السواتر من جهة المتحف وكسر حجارة الرصيف لاستخدامها في الدفاع عن انفسهم، كما تواصل مجموعات من المتظاهرين الهتاف وسط هذه الاشتباكات "مش عايزينه، مش عايزينه" و"يرحل يرحل يرحل" و"مش حنمشي.. هو يمشي" وهم يضربون على الحديد تعبيرا عن غضبهم ويدعون باقي المحتجين الى التقدم لدعم زملائهم في الخطوط الامامية. واكد مراسل لفرانس برس ان الاشتباكات بالحجارة ما زالت مستمرة بعنف في طرف الميدان من جهة المتحف المصري الذي اتى منه انصار مبارك والذي انسحب جنود الجيش الذين كانوا داخل الدبابات التي تقف امامه والتي صعد اليها المحتجون. الجيش المصري يطلق طلقات تحذرية في الهواء كما اطلق الجيش المصري، بعد ظهر الاربعاء، طلقات تحذيرية في الهواء في وسط القاهرة وهلل المتظاهرون فرحا لتدخله هاتفين "الجيش والشعب يد واحدة"، وهذه هي المرة الاولى التي يتدخل فيها الجيش منذ نزوله الى الشوارع يوم الجمعة الماضي. وكان مئات من الموالين للرئيس حسني مبارك اقتحموا ميدان التحرير في وقت سابق، وقذفوا بالحجارة وبقطع حديدية صغيرة المتظاهرين المرابطين فيه لليوم التاسع على التوالي للمطالبة باسقاط الرئيس المصري. وتاتي هذه الاشتباكات غداة تظاهرات شارك فيها اكثر من مليون شخص في جميع انحاء مصر، الثلاثاء، تطالب بتنحي مبارك عن السلطة. المتظاهرون يحضّرون لتظاهرة "جمعة الرحيل" ويدرسون التوجه إلى قصر الجمهورية قال أحد قيادات حركة الاحتجاج المطالبة باسقاط حسني مبارك، إن المتظاهرين مصرون على دعوتهم الى تظاهرات حاشدة الجمعة المقبل التي اطلقوا عليها "جمعة الرحيل" ويدرسون التوجه الى قصر الرئاسة. وكان المعارض المصري البارز محمد البرادعي الاكثر تمثيلا للشباب الذي اطلق الانتفاضة المصرية، اكد ليلة الثلاثاء الاربعاء ان خطاب الرئيس المصري "حيلة"، كما اتهم البرادعي مبارك بانه "يحاول أن يطيل فترة عدم الاستقرار في مصر وعليه أن يستقيل"، وكان مبارك قال إنه لا ينوي الترشح لولاية ثانية وقال البرادعي إن "استقالة مبارك مقدمة لاستعادة الاستقرار في مصر". مصر ترفض الدعوات الخارجية المطالبة بمرحلة انتقالية تبدا الان قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، الاربعاء، ان دعوات جهات اجنبية الى "مرحلة انتقالية تبدأ الآن" أمر "مرفوض" ويهدف الى "تأجيج الوضع الداخلي" في مصر، اكدت مصر الاربعاء ان دعوات جهات اجنبية الى "مرحلة انتقالية تبدأ الآن" امر "مرفوض وتهدف الى تأجيج الوضع الداخلي" في البلاد التي تشهد منذ تسعة ايام حركة احتجاج شعبي غير مسبوقة تطالب برحيل الرئيس حسني مبارك. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي، إن "الحديث عن مرحلة انتقالية ذات ترتيبات مغايرة لما اوضحه رئيس الجمهورية يتناقض مع الدستور، بل وينقض على الشرعية الدستورية بشكل واضح"، ومن شانه ان "يضع البلاد في مأزق دستوري تاريخي".