أكد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشي، أمس الأربعاء، أن الجزائر و فرنسا متفقتان على مواصلة تطويرالشراكة الاستثنائية بينهما في ظل الديناميكية المتميزة التي تشهدها علاقاتهما. و قال رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، في أعقاب الاستقبال الذي خص به من طرف رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمس أن المحادثات التي أجراها مع الرئيس بوتفليقة تطرقت أيضا إلى الأوضاع في إفريقيا و الساحل، و أبرز أن رئيس الجمهورية ألح على أهمية التنمية في شمال مالي و في دعم أمن و استقرار هذا البلد. كما أشار جيرار لارشي، إلى أن الجزائر و فرنسا متفقتان على دعم جهود الأممالمتحدة من أجل حل سلمي للأزمة في ليبيا، و على ضرورة مواصلة دعم تونس من أجل التغلب على التجديات الأمنية التي تواجهها. و بالنسبة لسوريا، قال رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، بأن الأمور واضحة، و هو محاربة داعش، مع عدم التدخل العسكري المباشر. للإشارة، تناولت المحادثات بين رئيس الجمهورية و رئيس "السينا" الفرنسي مختلف الجوانب المتعلقة بالعلاقات الثنائية لاسيما فيما يتعلق بشق الشراكة و التعاون الإقتصادي، كما تطرق الجانبان إلى العديد من المسائل الإقليمية و الدولية، و تم تبادل التحاليل و وجهات النظر بشكل خاص حول الأوضاع في إفريقيا و منطقة الساحل لاسيما في مالي و ليبيا. كما بحث الجانبان الوضع في سوريا. و جرى اللقاء بحضور رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، و رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، و وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعمامرة، و وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي و الجامعة العربية عبد القادر مساهل. و قبل ذلك وصف رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشي، أمس الجزائر بالمحاور الحقيقي، بالنسبة لفرنسا، مؤكدا أهمية العلاقات البرلمانية. و قال لارشي في أعقاب محادثاته مع رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، أن الجزائر تعد «محاورا حقيقيا» و أن العلاقات بين الجزائر و فرنسا متميزة و تفوق التفاوتات السياسية. و ذكر في نفس السياق، أن الأمر يتعلق بأول زيارة لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي إلى الجزائر منذ 16 سنة. و أضاف قائلا «لهذا قررت أن تكون أول زيارة لي خارج أوروبا إلى الجزائر كونها هامة بالنسبة لي». كما أكد لارشي بالمناسبة على «أهمية العلاقات البرلمانية» مذكرا باتفاق التعاون البرلماني الذي وقع يوم الثلاثاء بين مجلس الأمة و مجلس الشيوخ الفرنسي، مضيفا أن الهيئتين ستقومان بتقييم هذه الشراكة «من الآن إلى غاية السداسي الأول من سنة 2016». و أضاف أن المحادثات بين الطرفين تناولت الوضع في المنطقة خاصة في ليبيا و كذا المسائل الأخرى «التي لنا فيها علاقات شراكة و من ثم ضرورة أن نتقارب». و نوّه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي بالدور الذي لعبته الجزائر في التوقيع على اتفاق السلم و المصالحة الوطنية في مالي. و أوضح لارشي من جهة أخرى، أنه تناول مع السيد ولد خليفة الوضع شرق المتوسط خاصة في سوريا، مشيدا بالسياسة الجزائرية المعارضة للتدخل و الداعية إلى البحث عن أجندة مشتركة من أجل المضي قدما نحو حلّ . كما أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسي على جودة العلاقات الجزائرية-الفرنسية بكل أبعادها. وأوضح بيان لوزارة الشؤون الخارجية، بأنه تم خلال محادثات المسؤولين «التأكيد على جودة العلاقات الجزائرية-الفرنسية بجميع أبعادها وعلى عزم رئيسي البلدين على ترقيتها إلى مستوى شراكة مميزة». وأضاف البيان، أن السيدين مساهل ولارشي تطرقا إلى المسائل الإقليمية والدولية الراهنة لاسيما الوضع في ليبيا ومالي والصحراء الغربية وشبه المنطقة. وأوضح مساهل الرؤية الجزائرية، مذكرا بالجهود التي تبذلها الجزائر من أجل إيجاد حلول للأزمات والتحديات التي تواجهها شبه منطقة الساحل الصحراوي. وأشار البيان إلى أنه تم بحث مكافحة الإرهاب وتفرعاته ومسألة القضاء على التطرف ومعادة الإسلام وكره الأجانب والمشاكل التي تطرحها الهجرة على ضوء التطورات الأخيرة والأحداث التي يشهدها عدد من بلدان المنطقة العربية الإفريقية وأوروبا، كما تم التطرق إلى الأزمات في سوريا والعراق واليمن. و أوضح البيان، أن «الطرفين اتفقا على مواصلة المشاورات وتكثيف الاتصالات بين مؤسسات البلدين على مختلف المستويات بغية تعزيز العلاقات بين الجزائروفرنسا». وكان رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي مرفوقا بوفد هام يضم جان بيير شوفانمان وزير أسبق ورئيس الجمعية الجزائرية-الفرنسية والسيدة ليلى عيشي نائب رئيس المجموعة البرلمانية للصداقة الفرنسية-الجزائرية ونائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة و جان بيير فيال أمين المجموعة البرلمانية للصداقة الفرنسية-الجزائرية. للإشارة، حلّ رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي أول أمس الثلاثاء بالجزائر، في زيارة تدوم أربعة أيام بدعوة من نظيره الجزائري.