مقصيون من منحة التمدرس بعدة بلديات يطالبون بفتح تحقيق طالبت مجموعة من أولياء التلاميذ بكل من بلديات الشط، بوحجار، الذرعان و البسباس بولاية الطارف في شكوى موجهة للسلطات المحلية، بفتح تحقيق في ملف منحة التمدرس بعد إقصائهم حسب تصريحاتهم من هذه الإعانة المالية الموجهة بالأساس للفئات الفقيرة والهشة، لمساعدتها على التكفل بأعباء تمدرس أطفالهم، أين كانوا يعلقون أمالا كبيرة على هذه المنحة لمجابهة مصاريف الدخول المدرسي، في وقت يقول فيه هؤلاء بأن المنحة ذهبت لأشخاص ميسورين من تجار وموظفين و حتى إطارات وفلاحين وغيرهم، ممن لا تتوفر فيهم شروط الاستفادة المطلوبة. و جاء في الشكوى حسب أصحابها، أنه تم حرمان من هم بحاجة ماسة لهذه المنحة رغم إيداعهم لملفاتهم واستيفاءهم للشروط لكنهم تفاجئوا بإسقاطهم من قوائم المعنيين بصرف هذه الإعانة المالية، بالرغم من أن لهم أكثر من 4 متمدرسين من عائلة واحدة، و قد عجزوا عن توفير المصاريف لتلبية احتياجات الدخول المدرسي أمام محدودية إمكانياتهم وظروفهم الاجتماعية القاسية، وهو ما أثار استياءهم وتذمرهم ودفع بهم إلى الاحتجاج أمام المصالح المعنية للمطالبة بالتدخل بصرف مستحقاتهم من منحة التمدرس في أقرب الآجال، لتمكينهم من اقتناء مستلزمات الدراسة لذويهم. وذكر ممثلون عن الأولياء المحتجين في اتصال مع «النصر» بأن هناك من التلاميذ من لم يلتحقوا بعد بمقاعد الدراسة رغم مرور الأسبوع الثاني على الدخول المدرسي، وهذا بسبب عدم اقتنائهم لمستلزمات الدراسة لحد الآن، نظرا لحالة العوز الذي يشكون منه، وأتهم الأولياء أطرافا بالتلاعب بمنحة التمدرس التي تحولت إلى ريع للبعض في الاستفادة منها دون وجه حق، في وقت باءت فيه جل مساعيهم بالفشل لدى الجهات المعنية من أجل تمكينهم من حقهم في منحة التمدرس على غرار معوزي المناطق الأخرى لاقتناء مستلزمات التمدرس والاستفادة من المزايا الأخرى كمجانية الكتب المدرسية لأطفالهم. و بحسب الأولياء فإن إلتحاق أبنائهم بمدارسهم مؤجل إلى إشعار آخر، بسبب سوء التعاطي مع ملف صرف منحة التمدرس على مستحقيها وتأخر بعض المؤسسات في ضبط قوائم المستفيدين من المنحة، وهو ما وضع مصداقية هذه الإعانة الاجتماعية على المحك على حد تعبيرهم. وأردف هؤلاء بأن ما أثار امتعاضهم تقاذف المسؤولين للموضوع و كل جهة تحيلهم إلى جهة أخرى، و تتنصل من مسؤولياتها في هذه القضية ، حيث قامت البلديات المعنية بتوجيههم إلى مسؤولي المؤسسات التربوية والذين بدورهم قاموا بتحويلهم إلى المقتصدين، لكن دون التوصل إلى أي نتيجة و دون أن تنفع تلك التنقلات بين مختلف الجهات في دفع المصالح المعنية إلى الإسراع في صرف المنحة، و التي لازالت عالقة رغم الشكاوي والنداءات المرفوعة. في المقابل أفاد مصدر مسؤول عن الشروع في صرف منحة التمدرس على كل المعنيين الذين تتوفر فيهم الشروط المحددة، وهي العملية التي بلغت مرحلة 50 بالمائة و رصد لها مبلغ يناهز 15 مليار سنتيم وتمس 47 ألف تلميذ معوز. و اعتبر المصدر ما جاء على لسان الأولياء مبالغ فيه و مجرد إدعاءات باطلة ، مشيرا بأن كل الذين تتوفر فيهم الشروط تم إدراجهم للاستفادة من منحة التمدرس التي شرع في صرفها على أصحابها منذ اليوم الأول من انطلاق الموسم الدراسي الجديد .